Site icon IMLebanon

بيتيللا: الحركات المعادية للأجانب تقلقنا ولبنان مثال لنا

Giani pitella1

رأى رئيس المجموعة الاشتراكية والديموقراطية في البرلمان الاوروبي الايطالي جياني بيتيللا ان عدم تمكن اوروبا من استقبال آلاف الهاربين من الحرب والاضطهاد يمثل “امرا معيبا”، معتبرا ان لبنان يشكل نموذجا في هذا الخصوص.

وقال في حديث لصحيفة “النهار”: لأعوام طويلة، استقبل لبنان – البلد الذي يضم 4 ملايين نسمة – اكثر من 1,5 مليون لاجئ. ولو تعلق الامر بايطاليا، الدولة التي يبلغ عدد سكانها 60 مليون نسمة، لوازى ذلك 16 مليون لاجئ. انه امر معيب ألا تتمكن اوروبا التي تضم 500 مليون شخص، من استقبال آلاف الهاربين من الحرب والاضطهاد. وفي هذا المجال، يبدو لبنان مثالا لنا جميعا. للاسف، ما زال علينا ان نحارب –في اوروبا – انانية بعض الحكومات، اضافة الى الشروع في مكافحة الخطاب الشعبوي اكثر فأكثر والذي تطلقه القوى المعادية للاجانب. طلبنا ونلنا من المفوضية الاوروبية، تعهدا يقضي بأن نطبق آلية ملزمة ودائمة لأوروبا ككل. فالاجوبة الوطنية الفردية غير فاعلة وبلا نتيجة”.

وأضاف: من الضروري انشاء مراكز استقبال على المداخل الرئيسية للطرق بهدف جمع الناس وتسجيلهم والتأكد ممن يحق له اللجوء ومن لا يملك هذا الحق. علينا توفير موارد كافية للمؤسسات الاوروبية كي تمضي قدما بالخطة، ونناشد الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي تطبيق التدابير التي التزمتها سريعاً. على سبيل المثال، فقد ذكّر رئيس المفوضية الاوروبية جان – كلود يونكر في البرلمان الاوروبي، الدول الاعضاء الملتزمة تأمين اكثر من 700 عضو في FRONTEX (الوكالة الاوروبية لادارة التعاون العملي على الحدود الخارجية للدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي) بذلك، علما ان لدينا حتى الان 300. كما ان عملية اعادة توطين 160 الف لاجئ ما زالت معلقة”.

وقال بيتيللا: يجوز اعتبار نتائج الانتخابات البولونية “دراسة حالة”. لقد استفادت بولونيا في شكل كبير، من عضويتها في الاتحاد الاوروبي في مجال النمو والاستثمارات والاستقرار. ومع ذلك، فقد فازت القوى المشككة في الاتحاد الاوروبي في الانتخابات. وهذه النتيجة المقلقة تتماشى، لسوء الحظ، مع الاتجاهات الانتخابية عبر اوروبا وحيث تبدو القوى التقليدية محط اعتداء من الحركات الشعبية وتلك المعادية للاجانب. علينا مكافحة هذه الاعتداءات، عبر المضي قدما بالمطالب المتعلقة بالتضامن والنمو والعدالة الاجتماعية”.

واعتبر ان خطر تفكك اتحادنا الاوروبي في شكل تدريجي هو خطر ملموس. السبب بسيط. فقد بدت اوروبا عاجزة عن مقاربة التحديات الاساسية ولا سيما انها مؤسسة تعوقها الحكومات الوطنية. نقدّر الجهود التي يقودها الرئيس جان – كلود يونكر وكذلك الممثلة العليا للسياسة الخارجية والشؤون الأمنية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني، الا انه في امكاننا توفير مخارج افضل واكثر للمواطنين لو كانت لدينا الوسائل المناسبة. علينا تعزيز القيم والمبادئ التي قام على اساسها الاتحاد الاوروبي وعدم تجاهلها على حساب مصالح وطنية آنية. ومن دون ذلك، تبدو نهاية الاتحاد حتمية”.

وعلّق رئيس المجموعة الاشتراكية والديموقراطية في البرلمان الاوروبي: يبدو النزاع الذي لا ينتهي بين اسرائيل والفلسطينيين الاسهل للحل نظريا لكنه الاصعب واقعا. الكل يعلم الرد. ثمة اجابة وحيدة: حل الدولتين مع اسرائيل وفلسطين، دولتان تعيشان معا بسلام وأمن، وفقا لحدود 1967 المعترف بها. قد يبدو الامر تافها لكنه حقيقة. واذا لم نقارب جذور المشكلات، فان العنف بين اسرائيل والفلسطينيين سيبقى يدور في حلقة مفرغة. يجب ان نتذكر دوما ان الشباب الفلسطيني الذي ينضم الى الانتفاضة ينتمي الى جيل “اوسلو” الذي خدع عبر الزمن، نتيجة الوعود الخالية. ان احتلال فلسطين غير مقبول، ومثله مثل مناخ الارهاب الذي يعيش بموجبه الاسرائيليون. وعندما نقطع هذه العقدة المستعصية، سيتحقق السلام وستتمكن اوروبا من لعب دور مهم باعتبارها الجهة المانحة الاساسية للفلسطينيين وكذلك الشريك التجاري الاساسي لإسرائيل”.