شنّ وزير العدل اللواء اشرف ريفي هجوماً عنيفاً على العماد ميشال عون من دون أن يسميه، مشدّداً على أنّ “من تحالف مع المشروع الإيراني لا مكان له في الرئاسة، ومن تحالف مع بشار الأسد لا مكان له في الرئاسة، إنّه حر باللعب السياسي، لكن عليه أن يدرك أنّ خياراته السياسية تتساقط تباعاً، والرئيس القوي نريده ولكن على صورة نسيب لحود وأن يكون وطنياً وغير فاسد، وأن لا يغطي مشروعاً معاكسا لمصالح المنطقة، ولا حليف لبشار الأسد، فنحن لسنا مع من يؤيد مشروع إيران والنظام السوري. وسنبقى صامدين مهما كلف الأمر”.
ريفي، وخلال تفقده مقر هيئة الطوارئ لإنقاذ مدينة طرابلس، تابع هجومه على عون بالقول: “رغم كل التعتيمات لا يزال هناك بصيص نور، فأنا أتوقع انتخاب رئيس للجمهورية، بين 3 أشهر او 5 أشهر، و”الرئيس القوي” نحتاجه جميعاً، لكنّ الرئيس الذي لم يحم عسكريته ليس قوياً، والضابط الذي يهرب من المعركة العسكرية ليس قوياً، ومن يأخذ خيارات خاطئة سياسية واستراتيجية ليس قوياً”، معتبراً أنّ “ما سمي بتحالف الأقليات هو أكبر خطر على الأقليات”.
وأسف لـ”تسييس أزمة النفايات”، معتبراً أنّ ذلك “ينم عن سوء إرادة”، وأضاف: “اليوم كل دول العالم تعرف كيف تعالج نفاياتها إلا لبنان، فكل دولة تحترم نفسها تنظم نفاياتها بشكل طبيعي، وعندما يتم تصفية النوايا نلجأ إلى الاختصاصيين البيئيين، فكل من يعمل في الشأن العام عليه أن يكون شفافاً ونزيهاً. ومن أراد دخول الشأن العام عليه أن يترفع عن الشأن الخاص، ومن أراد البقاء في الشأن الخاص يجب ان لا يدخل الشأن العام، فاستغلال المناصب من أجل غايات شخصية مرفوض تماماً”.
وقال ريفي: “حتى اللحظة لم توجه إلينا أيّ دعوة لانعقاد مجلس الوزراء لإيجاد حل لأزمة النفايات، ونأمل بعقد جلسة قريبة لحل هذه المشكلة ورواتب العسكريين وسائر الأجهزة الأمنية، والذي كان قد عولج هذا الموضوع في مراحل سابقة”.
وفي الشأن الطرابلسي، قال: “سأبذل جهدي حكماً لتأمين الكهرباء 24/24 في أسرع وقت على غرار مدينة زحلة، ولكن لن أكون شريكاً في ايّ مشروع مالي”، مضيفاً: “سنؤمن الكهرباء لطرابلس، غصباً عن من يريد ومن لا يريد. لقد تحملنا كثيراً، الفقر والافتراء والقهر والأكاذيب، ولكنّنا أصبحنا في نهاية المرحلة”.
وأضاف ريفي: “لدينا عدد كبير من المرافق بامكاننا استغلالها لتفعيل الحركة الاقتصادية. لقد كان هدفنا الأول وقف النزف الدموي الذي شهدته المدينة خلال جولات العنف المتكررة سابقاً، والجميع يدرك أنّ ثمة من حاول إخضاع المدينة لخيار سياسي، وهذه المدينة لا يستطيع أحد أن يطوعها أو يركعها لرغباته، وهي وحدها من تفرض خيارها الحر، فلا أحد يستطيع أن يملي علينا بالقوة والسلاح ما يريد”.
الى ذلك، أوضح أنّ “المنطقة ذاهبة إلى خيار سياسي معين، وهناك محادثات في فيينا ووضع سوري نتأثر فيه مباشرة، فهذا الواقع الجغرافي يفرض علينا ان نتأثر بمجريات الخارج شئنا أم أبينا، من خلال تلك الاشتباكات التي تدور على الأرض السورية، ولكن لا سلاح “حزب الله” ولا سلاح ايران ولا روسيا بإمكانه أن يفرض على الشعب السوري رغباته أو أي خيار آخر، وكنت أول من نبه حزب الله من موقعي الأمني أن “لا تغرقوا في الوحل السوري ولا تدخلوا عسكريا إلى سوريا”، فمن يذهب بحجة الجهاد عليه أن يتوقع بين هلالين الجهاد المضاد، فـ”حزب الله” لم يكن أكثر من آداة لمشروع إيراني غير عاقل وغير متبصر للرؤية المستقبلية، ودفع الثمن غالياً جداً من شبابه دون أن يحقق شيئاً، فلن يستطيع انقاذ نظام بشار الاسد، واقامة أمن للمزارات الموجودة قبل الثورة في إيران، فهذه المزارات قائمة منذ مئات السنين وهي محمية من أهالي سوريا، فالسيدة زينب هي سيدة مكرمة لدى كل الاطياف المسلمة على اختلاف مذاهبها، فنحن أيضا أبناء “آل البيت”، وكل ادعاءاتهم فارغة، والدليل أنهم أعلنوا لاحقاً أن غايتهم هي حماية نظام بشار الأسد، لكن لا يوجد أحد بامكانه إطالة أمده”.
وتابع ريفي: “لقد أصبح الكلام يتمحور حول فترة انتقالية من دون صلاحيات، فالأشهر بعمر الدول والامم لا تحسب أبداً، لذلك نأمل أن تحسم اتفاقات “فيينا” على الأقل وقف العمليات العسكرية، حتى تنقل سوريا إلى مسار سياسي معين”.
وأكد أنّ “أحداً لن يستطيع أن يطيل أمد المعارك العسكرية في سوريا، فالجميع أيقن أنّ الشعب دائماً المنتصر، والشعب السوري سيكون منتصراً. فلا الأنظمة ولا التحالفات العسكرية باستطاعتها أن تغلب الشعوب لفترة طويلة، ابن الأرض وحده من يفرض قراره”.