Site icon IMLebanon

“فيينا السوري” يحدد مسار الحل

ذكرت صحيفة “السفير” ان الأهم في خلاصات مؤتمر فيينا تجاوز عقبة عدم التوافق حول “جنيف 1”، الذي رفضت إيران المصادقة عليه معتبرة أنه يتضمن “نقاطاً إشكالية”.

مصدر ديبلوماسي تابع الاجتماع قال لـ “السفير” إن هذا التحوّل “منطقي”، مبرراً ذلك بأن “إيران لم تكن بين الدول التي شملها مسار جنيف، كما لم يجرِ التفاوض معها بشأنه”.

على هذا الأساس، لم يرد بيان جنيف على أنه المرجعية التي يدور حولها الانتقال السياسي. ورد عرضياً، في البيان الختامي، ليذوب في نسخة جديدة تحمل مصادقة السعودية وإيران الآن. هكذا طلبت “مجموعة فيينا” من الأمم المتحدة، عبر ممثلها دي ميستورا، دعوة السوريين إلى مفاوضات شاملة، بين ممثلي النظام والمعارضة، من أجل التوافق حول “دستور جديد وانتخابات”.

وأكد المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لصحيفة “السفير”، أنه سيبدأ التحضيرات فوراً للاجتماع بالنظام والمعارضة.

سأجتمع مع المعارضة ومع النظام للتأكد من أنهم يشعرون بقوة بأنها طريقة بناءة للمضي قدما”. وشدد على أن الاجتماع يشكل فاتحة مرحلة جديدة، لخص ديناميكيتها، معتبراً أن “المجتمع الدولي يعمل على أن يكون لديه خط واحد، لكن القرار الأخير يعود للشعب السوري”.

“فيينا السوري” عُقد بمبادرة أميركية. دعت واشنطن إليه بعجالة، لا يمكن فصلها عن زيارة الرئيس السوري المفاجئة إلى موسكو، ومثلها زيارة وزير الخارجية العماني إلى دمشق.

وأكد مسؤول رفيع المستوى جلس في الصف الأول في اجتماع “فيينا” لصحيفة “السفير” أن “الخلافات كانت كبيرة”، معتبراً أنه “حتى نقاط الاتفاق التي أعلن عنها هي إطار يجمع داخله مواقف مختلفة”. المسؤول كشف أن الاجتماع شهد طرح مشاريع للمرحلة الانتقالية، منها “أن يعطى لوضع الدستور فترة ستة أشهر، وأن يعطى أمام إجراء الانتخابات فترة سنة ونصف السنة”. لكن كانت هناك معارضة كبيرة، من إيران على وجه الخصوص، لتبني أي مهلة زمنية.

جو هذه الخلافات أكده أيضا وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري. قال لـ “السفير” متحدثاً عن الخلافات الأساسية، “لا شيء يحدث بزر كهربائي، حتماً يحتاج الأمر إلى جهد، نحن أمام أزمة سياسية متراكمة امتدت لما يتجاوز الخمس سنوات”، قبل أن يضيف “حتماً لا أقول إن زمن العلاج يساوي زمن المشكلة، لكن بالتأكيد هناك تناسب بين الزمنين”.

رغم هذه الواقعية المتريثة، لكن الجعفري شدد على أن اجتماع فيينا أنتج “مقاربة إيجابية وجيدة”. واصفاً الأفق أمام هذه المقاربة، اعتبر أن “المرحلة المقبلة هي للحل السياسي، والحل السياسي وحده، لأن السنوات الخمس الماضية أثبتت أن الشعب السوري عاش معاناة متواصلة”، قبل أن يضيف “المهم أن تقف الإرادة الدولية والإقليمية خلف الشعب السوري من أجل ولادة جديدة تطوي صفحة الاحتراب”.

لكن الخلافات حول الأسد بقيت مقيمة داخل المداولات، لم تتحرك. كيري قال “اتفقنا على ألا نتفق” حول هذا الموضوع مع إيران وروسيا. مع ذلك، بدا أن لديه مرونة كافية للتعامل مع تلك العقبة: “نحن نعتقد أن السوريين يستحقون خياراً آخر (بين الأسد والمنظمات الإرهابية)، وهدفنا هو العمل مع السوريين من العديد من الفصائل لتطوير هذا الخيار، ولكننا لا يمكن أن نسمح بأن يقف هذا الخلاف في الطريق أمام إمكانية أن (تعمل) الديبلوماسية لإنهاء القتل”.

باريس قالت إن الانتقال السياسي لا يمكن أن يقفز عن دور الأسد. وزيره خارجيتها لوران فابيوس شدد على أن الرئيس السوري يجب أن يغادر “في لحظة أو في أخرى” من العملية الانتقالية.

حين سألت “السفير” وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو عن هذه القضية، قال إنه “لا تزال هناك خلافات قائمة حول دور الأسد خلال العملية الانتقالية، إن كان سيلعب دوراً أم لا. بالطبع الغالبية من المشاركين لا تريد دوراً للأسد خلال الانتقال، إذا كان سيحل السلام فالأسد لن يكون هناك”.

من جانبه، شدد لافروف على وجود قاسم مشترك يمكن معه محاولات جسر أية خلافات. أكد أن “لدينا عدواً مشتركاً، ويجب أن نضمن أن هذا العدو لا يأتي إلى السلطة في سوريا أو في أي بلد آخر”، مضيفاً “الشعب السوري هو من يقرر مصير الأسد”، معرباً عن أمله بالمزيد من التسويات لإنهاء الحرب السورية.

مجموعة فيينا أعلنت أيضا ضرورة العمل بالتوازي على تحقيق وقف لإطلاق النار، يجب ألا يشمل المنظمات الإرهابية. لهذا السبب، قال لافروف إنه يجب العمل مع الأمم المتحدة لإدراج منظمات إرهابية لم تدرجها بعد على لائحتها السوداء. المجتمعون شددوا على أهمية ضمان وحدة سوريا واستقلالها، الحفاظ على مؤسسات الدولة، ضمان حقوق السوريين، كما طالبوا بتوفير وصول للمساعدات الإنسانية وتكثيف العمل على محاربة “داعش” و “غيره من المنظمات الإرهابية”.

العمل على جمع المعارضة والنظام بدأ مسبقاً، على ما يبدو. هذا ما أكده لـ “السفير” نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، معيداً التأكيد أن موسكو قدمت نحو 40 اسماً لمعارضين سوريين يمكنهم الانضمام للمفاوضات حين تحين لحظتها. عما يفعلون الآن بهذا الخصوص، قال “نحن نقوم بدراسة اللائحة”، مع واشنطن وحلفائها، معتبرا أن ذلك يبقى “اقتراحات لمرشحين” محتملين للجلوس حول الطاولة مقابل وفد النظام السوري.