Site icon IMLebanon

مشاركة لبنانية رسمية وصناعية في معرض بغداد الدولي

Iraq-BaghdadInternationalFair2015-s
استهل وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن زيارته الرسمية الى العراق باجتماع ثنائي مع رئيس وزراء العراق الدكتور حيدر العبادي، عرضا فيه العلاقات الثنائية بين لبنان والعراق وسبل تطويرها. ثم تلاه اجتماع موسع في حضور وزير الصناعة العراقي الدكتور محمد الدراجي والقائم بالأعمال في السفارة اللبنانية في بغداد وليد الغصيني ورئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين الدكتور فادي الجميل.

الحاج حسن
في بداية الاجتماع، شكر الوزير الحاج حسن الرئيس العبادي على استقباله، مثمنا الدعوة التي وجهتها اليه الحكومة العراقية والتي لباها على رأس وفد رسمي وصناعي كبير للمشاركة في معرض بغداد الدولي في دورته الثانية والأربعين، ولاجراء محادثات مع المسؤولين العراقيين”، مشيرا إلى “أن المشاركة اللبنانية تعبر عن تمسك الدولة اللبنانية والقطاع الخاص اللبناني، ممثلا بجمعية الصناعيين اللبنانيين ورجال الأعمال والمبادرين والمستثمرين، بتطوير العلاقات وتنميتها بين لبنان والعراق”.

ونقل تحيات رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، وتمنياته بقيام أفضل العلاقات بين البلدين على مختلف الأصعدة، مؤكدا على متانة العلاقة الأخوية بين الشعبين اللبناني والعراقي.

وأوضح الحاج حسن “أن تطوير هذه العلاقات يتم من خلال تسهيل التبادل والصادرات اللبنانية فس اتجاه السوق العراقي، ومن خلال وجود رغبة لدى رجال الأعمال اللبنانيين بالاستثمار في العراق، فضلا عن تسهيل عمل وأنشطة اللبنانيين الموجودين أصلا في العراق وهم مستثمرون بمشاريع صناعية وتجارية وسياحية متعددة”.

وشرح “ان الاهتمام الصناعي بزيادة التصدير الى العراق لا يتنافى أو يتعارض مع الشراكة والمصلحة المشتركة لكلا الطرفين، مع التأكيد أن المصلحة الكبرى للبنان ولكل الدول العربية هي في أن تستقيم الأمور في العراق، تمهيدا لقيامه مجددا دولة قوية ومتعافية سياسيا واقتصاديا وانمائيا واجتماعيا، وفي استعادة دوره كدولة كبيرة وفاعلة على صعيد المنطقة ككل”.

ونوه ب “كفاءة العراقيين وبمستواهم العلمي والثقافي وبانفتاحهم، وبعملهم الدؤوب من أجل الانتقال الى الديموقراطية وترسيخ مفاهيم الحرية الحقة”.

ووضع الرئيس العبادي في واقع اللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات التي تعقد بين القطاعين العام والخاص في كلا البلدين لتذليل المعوقات، وكان آخرها في بيروت مع رجال الأعمال العراقيين لاطلاعهم على تطور القطاع المصرفي اللبناني والخدمات الكبيرة التي يمكن ان يقدمها لتطوير القطاع المصرفي العراقي، كما يمكن ان يكون القطاع المصرفي اللبناني مركزا معتمدا لرجال الأعمال العراقيين في تعاملاتهم المصرفية والنقديةونقل أموالهم وتحويلاتهم.

العبادي
ورحب الرئيس العبادي بالوزير الحاج حسن وبالوفد اللبناني المرافق، معربا عن حرص بلاده الأكيد على تمتين العلاقات وتقويتها مع كل بلدان المنطقة، ولا سيما مع لبنان “الحبيب” كما قال.

أضاف: “لا يمكن لأي دولة أن تقوم وتتطور من دون ان تتعاون مع جيرانها تعاونا حقيقيا ومشتركا. ونحن نتمسك بأفضل العلاقات مع لبنان. نهضتنا معا اذا ويمكن تحقيق ذلك عبر وضع حد للحروب والاقتتال، لأن الحروب جرت الويلات على كل دول المنطقة، بدءا بايران والعراق ومن ثم ليبيا واليمن والآن سوريا. ولو حدث تعاون عربي حقيقي مشترك، لكنا تفادينا الخسائر الكبيرة على صعيد مقدراتنا البشرية وعلى صعيد ثرواتنا. لدينا مخزون نفطي هائل، ولكن لدينا أيضا مخزون علمي وثقافي وحضاري تاريخي. التعاون هو الاساس بخاصة مع لبنان، لأن الهموم مشتركة، وهو تعاون تاريخي بيننا”.

وتطرق الى “عامل الارهاب الذي يسعى الى ان ينتصر بقتل أكبر عدد من الناس، وهذا الفكر هدام ومتخلف. ونحن ابتلينا بالارهاب، ونحاول ان شاء الله أن ننتصر عليه. ولا بد ان ننتصر. ونحن ما زلنا ندفع ثمنا باهظا لمحاربة الارهاب. وأعتقد ان العديد من البلدان بدأت تستوعب خطورة ما يحصل، وبدأت بتغيير نظرتها وتعاطيها مع التطورات.كما أن المزاج الشعبي العام بدأ يتغير. وغالبية الناس تنزح باتجاه المناطق التي تقع تحت سيطرة الدولة بعيدا عن نفوذ داعش. والذين ينزحون هم أيضا من السنة. لا يريدون ان يعيشوا تحت ظلم الارهاب. ان داعش شعار باطل يراد منه شيء آخر. وهم يقتلون أهل السنة الآن بعد نزوح المسيحيين والايزيديين. منذ بداية الاسلام عاشت منطقتنا ضمن التنوع الذي حمل الخير لشعوبنا. ونحن لا نريد ان ينزح المسيحيون عن العراق. في ظل الاسلام، مارست كل الاديان شعائرها بحرية وهذا كان مصدر قوة لبلادنا ومنطقتنا. وهذا التنوع ينفعنا على اكثر من صعيد. ولذلك ندعو ونشجع ونعمل على حماية التنوع في العراق وعلى ان يتفاعل اكثر”.

وتطرق العبادي الى ما تقوم به حكومته على صعيد محاربة الروتين والبيروقراطية وتبسيط الاجراءات الادارية بحزم وجدية، مرحبا ومشجعا على الاستثمار في العراق، واعدا بتقديم كل التسهيلات للبنانيين، معربا عن تمنياته بحصول تكامل وتفاعل اقتصادي وصناعي وتجاري وتبادلي اكبر بين لبنان والعراق، موجها تحية اعجاب الى رجال الاعمال اللبنانيين المبدعين في قطاعات عديدة.

الحاج حسن
ورد الحاج حسن مثنيا على كلام الرئيس العبادي، مؤيدا لمضمونه، وقال: “نحن في معركة واحدة ضد الارهاب، وفي سعينا للمحافظة على التنوع أيضا في لبنان. لقد تقسمت المنطقة بما يكفي حتى الآن، وليس مقبولا ان تظل على هذا المنحى التقسيمي. ونؤكد ايضا حرصنا على التبادل الثقافي والتجاري والسياحي”.

ثم قدم الوزير الحاج حسن ملفا الى الرئيس العبادي يتناول أوجه التعاون والصعوبات التي تحيط به وكيفية تذليلها، مشيرا الى ان هناك عوائق امام انسياب السلع اللبنانية الى العراق، ومن بينها المنتجات الدوائية التي لا تشكل اي منافسة مع الصناعة العراقية، متمنيأ على الرئيس العبادي ان يعطي توجيهاته لحل هذه المشكلة. وختم بتوجيه تمنياته الى الرئيس العبادي بالنجاح في مهامه ولنظيره العراقي باستمرار التعاونالمثمر والبناء لما فيه مصلحة البلدين، وللشعب العراقي السلام والامن والازدهار.

الدراجي
وتحدث الوزير الدراجي عن “الميزات التي يتمتع بها رجل الاعمال اللبناني وأولها الجرأة والاقدام وحسن الادارة والسرعة في اتخاذ القرارات، وهذا ما يجعلنا كعراقيين نفضل العمل مع اللبنانيين الاشقاء في ميادين صناعية وتجارية.” وقال:” اذا كان أي رجل اعمال يفكر كثيرا قبل المجيء الى العراق للاستثمار، فان اللبناني يفكر مرة واحدة ويأخذ قراره ويأتي الينا. ان ما يهمنا ايضا في العراق هو الاستفادة من القطاع المصرفي اللبناني الذي يضمن حرية نقل الاموال والعمل بمواصفات شبيهة بالمصارف العالمية”.

أضاف: “يهمنا ايضا ان نجذب اللبنانيين المستثمرين في افريقيا ونخلق لهم الفرص للاستثمار في مناطق عراقية تنعم بالامن والسلام من بغداد امتدادا الى البصرة والنجف وغيرها من المناطق العراقية الآمنة”.

الجميل
وعلق الجميل على مشاركة الصناعيين في معرض بغداد، قائلا: “أن مشاركة وفد كبير من الجمعية في معرض بغداد الدولي أمر طبيعي كون العراق يعتبر من بين أكبر الأسواق العربية والاقليمية والدولية لتصريف المنتجات اللبنانية الصناعية والزراعية.”
وشرح أن المخاوف التي أثيرت عند اقفال المعابر الحدودية البرية قبل أشهر “دفعت إلى بذل جهود مضاعفة ومشتركة بين المسؤولين في الوزارات المعنية وأجهزة الدولة المختلفة وفي مقدمها مؤسسة ايدال وجمعية الصناعيين، أدت إلى ايجاد آليات وتبني حلول بديلة أمنت بكلفة مدعومة، مواصلة عملية التصدير إلى الأسواق العربية والخليجية وفي مقدمها العراق، وضمنت بالتالي عدم خسارة المنتجين اللبنانيين لهذه الأسواق التي تعود العلاقة التبادلية معها عشرات السنين إلى الوراء”.

وشدد على “أننا لمسنا من خلال تواصلنا مع المستوردين والتجار في مقابل التمسك اللبناني بهذه الأسواق التقليدية تمسكا مماثلا وحرصا كبيرا على وصول البضائع اللبنانية بمواعيدها ووفق الجداول الزمنية المتفق عليها للاستلام، بما يثبت الأولوية التي يتمتع بها الانتاج اللبناني لدى المستهلك العربي وذلك بفضل جودته الأكيدة وتميزه بالمواصفات العالمية والنوعية الممتازة”.

وقال: “توجد إذا ثقة متبادلة نتيجة العلاقة التاريخية التي ذكرتها، وليس من مصلحة أحد تبديدها أو التقليل من أهميتها، بل على العكس، فإننا نعمل بكل الوسائل على توطيدها وتعزيزها بمختلف الطرق، ومن هنا تأتي مشاركتنا الواسعة في معرض بغداد الدولي برعاية وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن الذي يعلق أهمية كبرى أيضا على استئناف المشاركة اللبنانية في المعرض وتفعيلها بعد طول غياب بسبب الاوضاع الأمنية التي كانت سائدة خلال السنوات الماضية”.

وأوضح “أن المعارض هي الساحة التفاعلية بامتياز لتلاقي جميع الأطراف المعنيين بالتصنيع والاستيراد والتصدير والتفتيش عن وكلاء جدد واقامة شراكات جديدة في الأعمال والاطلاع على التطورات والمستجدات في عالم صناعي وتجاري شديد التنافس، لافتا إلى تشجيعه جميع الصناعيين على المشاركة في المعارض والمنتديات العربية والدولية كونها تتيح فرصا كبيرة وواعدة للانطلاق والتوسع.وأعرب عن أمله في أن تثمر المحادثات التي سيجريها الوفد اللبناني مع المسؤولين العراقيين مزيدا من التعاون، وفي أن تفضي إلى تذليل بعض العقبات المباشرة وغير المباشرة التي تعرقل انسياب السلع اللبنانية إلى العراق، بما يؤدي إلى زيادة حركة الصادرات”.

وختم: “الشعب اللبناني عانى كثيرا من الحروب الكثيرة التي شهدها لبنان، وأعتبر أننا أكثر الشعوب الذين يمكن أن يشعروا بالمعاناة التي يقاسيها الشعب العراقي من الحروب التي مرت على العراق، وأتمنى أن يحل السلام في دول منطقتنا العربية وأن ينعم الشعب العراقي مجددا بالسلام والطمأنينة والازدهار والرفاهية”.

معرض بغداد الدولي
وشارك الوزير الحاج حسن والوفد اللبناني في الافتتاح الرسمي لمعرض بغداد الدولي الذي جرى برعاية العبادي وحضوره.

وضم الوفد اللبناني المدير العام لمؤسسة المقاييس والمواصفات المهندسة لينا درغام، المدير الاداري والمالي في معهد البحوث الصناعية سليم كفوري، نائب رئيس جمعية الصناعيين جورج نصراوي، رئيس تجمع صناعيي الضاحية اسامة حلباوي، نقيب أصحاب الصناعات الغذائية منير البساط، عضو مجلس ادارة الجمعية شوقي الدكاش، رئيس مجلس رجال الأعمال اللبنانيين – العراقيين عبد الودود نصولي، ورئيس نقابة الفلاحين ابراهيم ترشيشي وعدد كبير من الصناعيين.