IMLebanon

النفايات “تُداهم” المطار!

beirut-international-airport-rafic-hariri

 

ما ان تُعالج إحدى عقد أزمة النفايات المتمادية حتى تبرز عقدة أخرى، فيما الوقت يمر ثقيلا، ومثقلا بالروائح الكريهة.

وبعدما دارت خطة المعالجة المفترضة دورة كاملة، في الجغرافيا والسياسة، حطت رحالها فجأة في الشويفات، مع اقتراح إنشاء مطمر قرب الاوزاعي، ضمن النطاق الاداري لبلدة الشويفات التي سارع سكانها الى الاعتراض على مشروع المطمر، انطلاقا من مخاوف تتصل بالنواحي البيئية والمدة الزمنية، بفعل الثقة المعدومة في السلطة وضماناتها.

ويخشى الاهالي من ان يجري استنساخ تجربة مكب الناعمة القريب، سواء لناحية الأضرار الصحية، أو لجهة تحول المؤقت الى مستدام.

ومن المتوقع ان يطرح النائب طلال ارسلان كل الهواجس على طاولة الحوار الوطني، الثلاثاء المقبل، في وقت استغرب مقربون منه أن يبدي النائب وليد جنبلاط موافقة على المطمر المقترح من دون التشاور مع ارسلان.

وقال الوزير شهيب لـ«السفير» ان تقدماً سُجل خلال الساعات الأخيرة على طريق معالجة أزمة النفايات، لكن لا تزال هناك بعض العقد أو الاستفسارات التي تحتاج الى أجوبة، ينبغي أن تتبلور اليوم.

وأوضح ان مكان المطمر المقترح قرب الاوزاعي يُصنف أصلا منطقة محروقة بيئيا، باعتباره يشكل منذ وقت طويل مكبا للصرف الصحي والردميات وعصارة مكب الناعمة، لافتا الانتباه الى ان اعتماده رسميا سيسمح باستخدام الشروط البيئية والصحية في طمر النفايات، وبردم مساحة من البحر تُقدر بـ120ألف متر مربع، يمكن ان تستفيد منها بلدية الشويفات بالطريقة التي تراها مناسبة.

لكن معارضي هذا الطرح يستبعدون أن يوافق الأهالي عليه، أو ان يتحمل ارسلان مسؤولية تسويقه، مشيرين الى ان المطمر يواجه التعقيدات الآتية:

– وقوعه عند مدخل بيروت الجنوبي، حيث ليس مألوفا استحداث مطمرعند أبواب العاصمة.

– وجوده بالقرب من المطار، مع ما يشكله ذلك من مخاطر على سلامة الطيران، كون المطمر يمكن أن يجذب الطيور اليه.

– انعكاسه السلبي على القيمة الفعلية للأراضي المحيطة به، والتي تندرج في إطار أملاك خاصة لم يُسأل أصحابها عن رأيهم.

– انعدام الثقة في أي ضمانات بيئية وصحية يمكن أن تمنحها دولة عاجزة، لا تستطيع أن تدفع الرواتب في موعدها، خصوصا انه ليس معلوما من سيضمن وسيراقب مدى دقة الالتزام بتلك الضمانات التي سبق أن قُدم مثلها لأهالي الناعمة، إنما من دون أي مصداقية كما أثبتت التجربة الملموسة.