Site icon IMLebanon

60 جنرالاً إيرانياً قتلوا في سوريا

 

 

لا يبدو وضع إيران سورياً بخير، ولا وضع روسيا إيرانياً بخير، سواء عسكرياً أو سياسياً، ففي الأول تزداد خسائر طهران من نخبة عسكرييها الذين بلغ عددهم 60 من كبار ضباط النظام الإيراني، وفي الثاني تشكيك القائد العام للحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري في موقف موسكو تجاه مستقبل بشار الأسد، متهماً روسيا بالبحث عن مصالحها، الأمر الذي يُظهر الخلاف بين أبرز دولتين تحميان الأسد.

وفي السياسة شن الزعيم الإيراني علي خامنئي أول من أمس هجوماً شرساً على اجتماع فيينا الأخير، وتبعه أمس هجوم على السعودية والولايات المتحدة من الرئيس الإيراني حسن روحاني ومسؤولين إيرانيين كبار، مع تهديد طهران بالانسحاب من المفاوضات، ما يشير كذلك إلى عدم ثقتها بـ”حليفها” في الكرملين.

وفي آخر الخسائر الإيرانية في الحرب السورية، ما نقلته وكالة “آكي” الإيطالية أمس عن مصادر قيادية في “حزب الله” أن إيران خسرت في سوريا “ستين جنرالاً رفيع المستوى” في الحرب الدائرة منذ أربع سنوات ونصف، وقالت إن طهران لم تُعلن رسمياً سوى أسماء 18 منهم من المقربين من القيادة الروحية الإيرانية.

فقد نقلت “آكي” عن المصادر التي اشترطت عدم ذكر اسمها، قولها إن «ضحايا الحرس الثوري الإيراني شأن إيراني سري، ولا يُسمح بتداوله في وسائل الإعلام الإيرانية، ويتم التكتم عن الخسائر البشرية في سوريا بشكل خاص، ووفق ما وثّق الحزب هناك 60 جنرالاً إيرانياً قتلوا في سوريا خلال مساندتهم الجيش السوري بصفة مستشارين أو مخططين عسكريين”.

وأعربت هذه المصادر عن استيائها من هذا العدد الكبير من الضحايا، وأرجعت السبب إلى «ضعف الجيش السوري وتنوع الميليشيات وعدم التزامها بالخطط التي يضعها الإيرانيون بالتعاون مع كبار ضباط الجيش السوري»، على حد تعبيرها.

وقالت «هذا العدد الكبير من الجنرالات ضحايا الحرب في سوريا دفع إيران لتخفيف عدد الجنرالات رفيعي المستوى وزيادة عدد ضباط الصف في مساندتهم للجيش السوري”.

ومن بين الإيرانيين القتلى أصحاب الرتب العسكرية الرفيعة التي اعترفت بهم إيران في سوريا وجميعهم من الحرس الثوري (الباسدران) وقوات التعبئة الشعبية (الباسيج) الجنرالات: علي أصغري، وحسن شاطري (حسام خوش نويس)، ومهدي خراساني، وحسين بادبا، وأصفر شيردل، وجبار دريساري، ومحمد علي الله دادي، وعباس عبداللهي، وعلي مرادي، ومحمد صاحب كرم أردكاني، وعلي رضا توسلي، وإسماعيل حيدري، وعبدالله إسكندري، ومحمد جمالي، وحميد طبطبائي ميهر، وأمير رضا علي زادة، وداد الله شيباني، ورضا حسين موقدديم.

والأحد لقي قيادي بالحرس الثوري مصرعه خلال مواجهات مع المعارضة السورية في محافظة حلب شمال سوريا. وافادت وكالة «مشرق نيوز»، الإيرانية أمس أن «حميد فاطمي من قيادات الحرس الثوري الإيراني من مدينة كلانشهر التابعة لمحافظة الأهواز جنوب إيران ذات الغالبية العربية، قتل في مواجهات مع المعارضة السورية في مدينة حلب». ولم توضح الوكالة الرتبة العسكرية التي يحملها حميد فاطمي واكتفت بالقول إنه «قيادي بالحرس الثوري«.

وبمقتل حميد فاطمي يبلغ عدد قتلى الحرس الثوري من محافظة الأهواز عشرين شخصا بين قيادي وعنصر بارز من “الباسيج”.

وكشفت إحصائية نشرت السبت، عن ارتفاع عدد القتلى العسكريين من الحرس الثوري الإيراني في سوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى ثلاثين قتيلا من مختلف الرتب والمناصب العسكرية بينهم جنرالات.

وذكر موقع «تير برس» الإيراني، أن الحصيلة الكلية لعدد قتلى الحرس الثوري تخطى حاجز 420 قتيلا منذ بدء الصراع في سوريا.

وبعد سقوط هذا العدد من جنرالاته وعناصره، قال قائد ميليشيا فيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني، إن المستشاريين الايرانيين في سوريا «لا يدافعون فقط عن مرقد السيدة زينب والسيدة رقية وانما عن الاسلام وحرم آل البيت والانسانية«، وذلك في مسعى لرفع معنويات عناصر الميليشيات الايرانية المقاتلة في سوريا.

قال سليماني في جمع من المقاتلين، إن «كل من يشارك في هذا الجمع لا بد ان يفتخر، بسبب انكم تتمتعون بمميزات عظيمة، اولا انكم تهاجرون الى الله، ومن يهاجر الى الله لو توفي في الطريق فإنه شهيد، وحتى ان لم يستشهد في ميدان الحرب فهو ايضا شهيد«، مضيفا «وثانيا انكم مجاهدون ولقد اتيتم من اجل الجهاد، وهو له اجر عظيم، وهو امر ما لا يمكن لاحد تعيينه«.

سياسياً، شكك القائد العام للحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري في موقف موسكو تجاه مستقبل بشار الأسد متهماً روسيا التي وصفها بالرفيق الشمالي بالبحث عن مصالحها في سوريا، الأمر الذي يظهر الخلاف بين أهم دولتين تحميان الحكومة السورية.

وكان جعفري تحدث الاثنين في أول تجمع ضد الولايات المتحدة بعد الاتفاق النووي عقد تحت عنوان «لقد ولى زمن الضربات” في جامعة طهران حسب وكالة فارس للأنباء القريبة من الحرس الثوري.

وزعم جعفري أن أغلبية الشعب السوري موالٍ للأسد مضيفاً “أن الرفيق الشمالي الذي جاء مؤخراً إلى سوريا للدعم العسكري بحث عن مصالحه وقد لا يهمه بقاء الأسد كما نفعل نحن، ولكن على أية حال إنه موجود الآن هناك وربما مجبر على البقاء “حرجاً” أو لأسباب أخرى”.

وقال جعفري إن إيران لا ترى أي بديل للأسد مؤكداً أن هذا الموقف هو موقف المرشد الأعلى والحرس الثوري مضيفاً: “البعض لا يفهم هذا فيتحدث عن بديل للأسد”.

وعرج جعفري إلى تكرار الحديث حول “جبهة الممانعة” واصفاً الأسد بالشخص الذي يؤمن حقاً بجبهة المقاومة والتصدي للاستكبار العالمي والغرب موضحاً أن إيران لن تقبل بمن يأتي بعده بقوله “نحن لا نرى شخصاً يأتي بعده”.

وساوى جعفري الذي كان يتحدث أمام جموع من الطلاب الموالين للنظام بين ما اعتبرها المقاومة السورية وبشار الأسد فأردف يقول: «لهذا السبب يطلب العدو منا أن نوافق على رحيل الأسد ليعطينا بالمقابل ما نريده وأن نقبل بشخص ما بعده«.

وأكد جعفري أن بلاده تدعم بشار الأسد بقوة عبر تقديم الاستشارة له، ملمحاً إلى اتخاذ بعض الإجراءات التي لا يمكن الحديث عنها هنا.

وتعتبر تصريحات جعفري الأقوى في الدفاع عن الأسد والإصرار على عدم رحيله على لسان مسؤول إيراني رفيع المستوى منذ فترة كما أن هذه التصريحات تظهر بجلاء بين حليفتي الأسد روسيا وإيران حول مستقبله.

وقالت إيران أمس إنها ستنسحب من محادثات السلام الخاصة بسوريا إذا وجدتها غير بناءة، متهمة السعودية بلعب “دور سلبي”.

وقال الرئيس الايراني حسن روحاني انه “لا ينبغي الشك في امكانية ايجاد حلول سياسية للمشاكل الراهنة في سوريا واليمن والبحرين عبر التعاطي البناء”. وأضاف روحاني، في كلمته امام ملتقى كوادر وزارة الخارجية والسفراء ومسؤولي البعثات الديبلوماسية الايرانية المعتمدين خارج البلاد أمس، “لو ان نظرة السعودية الى التطورات في المنطقة تقترب من الواقع وتتخلى عن التدخل في الشؤون الداخلية فانه بالامكان، في ظل الظروف الجديدة، حل الكثير من المشاكل ومنها في مجال العلاقات”. واعتبر ان “عودة الرياض عن الطريق الخاطئ سيفتح الباب امام التعاون”، لافتا، في إشارة إلى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الى ان “بعض الشبان قليلي التجارب في احد بلدان المنطقة يتطاولون في تصريحاتهم امام الكبار لكنهم لن يحققوا اي هدف باستخدام هذا الاسلوب”.