IMLebanon

تفاح إهدن «أسير» البرادات.. بانتظار أسعار مقبولة

apple-leb
حسناء سعادة

باشر مزارعو التفاح في اهدن قطف موسمهم، الا انهم لا يستبشرون خيرا لناحية التصريف، لا سيما في ظل الظروف التي تمر بها سوريا، المعبر البري الوحيد باتجاه الدول العربية، فيما عمليات التصريف البحري التي انطلقت باتجاه مصر اكثر كلفة، ما يعني اقل سعرا لصندوق التفاح في ارضه، حيث يتراوح سعر الصندوق الواحد بين عشرة آلاف وعشرين الفا حسب النوعية والجودة.
«ان موسم التفاح وفير هذه السنة، انما بشكل نسبي، حيث هناك بساتين في بقوفا اهدن تكاد تتكسر اغصانها بفعل الحمولة، فيما هناك بساتين اخرى تكاد الثمار ان تكون معدودة فيها، بأحجام كبيرة ونوعية افضل»، بحسب ما يقول شربل بركات، وهو مزارع بدأ يتأفف من عمله الذي يذهب هدرا كل سنة، اما بسبب العواصف واما بسبب الطقس الحار او بسبب عدم وجود اسواق للتصريف، معتبرا ان الزراعة مهنة لم تعد تقي صاحبها شر العوز، كاشفا ان اليد العاملة هذه السنة قليلة جدا لا بل هي نادرة، ما ادى الى ارتفاع اجور العمال وبالتالي خسارة اكبر للمزارع، الذي يدفع تقريبا نصف ثمن الموسم للعناية بالشجرة والنصف الثاني لليد العاملة.
من جهته، يعتبر المزارع وجيه اسكندر ان موسم هذه السنة مقبول، لكنه متراجع عن السنة الماضية، لافتا الانتباه الى انه لم يباشر بقطف بساتينه، بل سينتظر ليأخذ التفاح لونه الذهبي، معتبرا ان عوامل الطبيعة اثرت على موسم التفاح هذه السنة ما ادى الى ثمار يغيب عنها اللون المعروف به تفاح اهدن المائل الى الاصفرار.
في اهدن نحو خمسمئة الف صندوق تفاح، معظمها سيتجه نحو البرادات بانتظار اسعار مقبولة، لان الاسعار اليوم في الارض على ما يشير المزارع حنا يمين، داعيا الدولة للاهتمام بهذا القطاع لان المزارع بات على حافة الافلاس، موضحا ان المزارعين حتى الساعة لم تصلهم اي تعويضات عن السنوات السابقة، لا من هيئة الاغاثة ولا من غيرها من الهيئات، فيما ارتفعت اسعار الاسمدة وجرة اليد العاملة، بحيث بات المزارع يدفع ملايين الليرات من اجل الحراثة والسماد والتنقية والري ليصل الى نهاية الموسم مفلسا، بانتظار التجار الذين يتحكمون بالاسعار على هواهم لا بل يشكلون مافيا بين بعضهم البعض ضد المزارع.
بدوره، يترحم جورج سمعان على ايام زمان، عندما كان موسم التفاح يقطف بالعونة، فيما اليوم باتت تكلفة القطاف مرتفعة، لا سيما مع فتح المدارس ابوابها باكرا، بحيث لا يتمكن طلاب الجامعات والمدارس من المساعدة بقطف الموسم باسعار مقبولة، كما ان العمالة السورية باتت شبه غائبة بسبب نظام الكفالة المعمول به اليوم في لبنان .
تفاح اهدن حان قطافه والاتكال على البحر في التصريف، والا فالموسم سيبقى في البرادات كما جرى مع غيره من المواسم السابقة، في حين تنحدر اوضاع المزارع الاهدني من سيئ الى اسوأ، (بعدما كان حتى الامس القريب فلاحا مكتفيا)، ليس بامكانه اعالة عائلته من جني مواسمه.