Site icon IMLebanon

مخاوف على المؤسسات في “حقل تجارب” السياسة

 

كتب داود رمال في صحيفة “السفير”:

كلما طالت الازمة السياسية واستفحلت مزيداً من الشلل والانهيار، كلما تزايدت مخاوف اللبنانيين من انعكاس ذلك على الوضع الأمني، وهو ما يدفعهم إلى الرهان على المؤسسات العسكرية والامنية لحفظ الاستقرار، باعتباره الملاذ الاخير المتبقي من مقومات الدولة.

تشدد المؤسسة العسكرية على «أن تكون كلمة اللبنانيين جامعة موحدة، تنبع من الثوابت والمسلمات الوطنية والعيش المشترك بين اللبنانيين على اختلاف مكوناتهم، في زمن التحولات والانقسامات الكبرى والصراعات التي تعصف بالمنطقة، وتصاعد موجات الارهاب بشكل غير مسبوق».

والاكثر اهمية لدى المؤسسة العسكرية «الاستمرار في تحديد اتجاه البوصلة نحو مكامن الخطر، حيث العدو الاسرائيلي والارهاب، وكل من يسعى الى تهديد سلامة الوطن وتخريب مسيرة سلمه الاهلي».

والتحديات واضحة كما مسار الوصول الى شاطئ الامان، وعندما تتحدد مكامن الخطر تصبح الطريق واضحة لصياغة منظومة مواجهته، لذلك ينطلق الجيش من اولويات هي عبارة عن تحديات تحتاج الى معالجة، اذ «ان الاوضاع الحرجة التي يمر بها لبنان، بفعل استمرار الشغور الرئاسي والارباك الحاصل في أداء مؤسسات الدولة، والتظاهرات والاحتجاجات التي تشهدها البلاد، معطوفة على الاحداث الخطيرة الجارية في المنطقة، تقتضي من جميع اللبنانيين وقفة وطنية استثنائية، تضع مصلحة الوطن العليا فوق كل اعتبار، فالسياسة في حال ذهاب واياب وضمور واتساع، وجميعنا نأتي ونمضي، اما الوطن فوحده الذي يبقى، وهو ملك الاجيال، فلا يجوز التلاعب بمصيره تحت اي ظرف من الظروف».

وتجدد قيادة المؤسسة العسكرية تأكيدها أن «الجيش حازم في الحفاظ على الاستقرار، واستمراره في مواجهة الارهاب بيد من حديد، والبقاء بالمرصاد لكل من يحاول العبث بمسيرة السلم الاهلي والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة، وعدم السماح بأن يكون امن المواطن كما هيبة مؤسسات الدولة، عرضة للانتهاك والتخريب، او حقل تجارب لفاقدي البصر والبصيرة، لان هذه المؤسسات هي ملك الشعب اللبناني بأسره وتشكل مداميك البنيان الوطني، واذا انهارت ينهار الوطن ويسقط الهيكل فوق رؤوس الجميع».

وهذه التأكيدات للقيادة العسكرية تنطلق من ثوابت تقوم على «ان الجيش مؤسسة منوط بها مهمة الدفاع عن الوطن والحفاظ على وحدته وسيادته واستقلاله، وتأمين الاستقرار الامني وديمومة عمل مؤسسات الدولة بما يشكلان من ضمان للشروع بأي اصلاح منشود، واعادة انتاج للتوافق السياسي الذي يتطلع اليه الجميع، لانه لا حرية ولا ديموقراطية ولا ازدهار اقتصادي وانمائي في ظل الفوضى المدمرة التي تحرق بنارها كل شيء».

اما رهان المؤسسة العسكرية فهو على «ارادتها بالحفاظ على البنيان الوطني بكل مقوماته، وعلى وعي الشعب بكل نخبه واطيافه، مما يمكّن من الحفاظ على المكتسبات الوطنية وانقاذ لبنان مهما اشتدت الاخطار والتحديات، خصوصا ان التحديات التي مر بها لبنان في السنوات الاخيرة اثبتت بأن الشعب اللبناني يمتلك القناعة والارادة في عدم الانجرار وراء اي شعار من شأنه ان يعيد انتاج تجارب وويلات الماضي، وهو صار اكثر تصميما على التمسك بالامن والاستقرار وبالدولة ومؤسساتها التي يأمل في اعادة تنشيطها كونها الراعية لحقوقه».