لم يعلن «مجلس إنماء الكورة» هذا العام عن افتتاح موسم الزيتون كعادته سنوياً، ويعود السبب في ذلك الى الموسم القاحل في الكورة الوسطى، التي تشكل الجزء الأكبر من القضاء، بحيث إن مرض عين الطاووس قد «استفحل جداً فيها، وأدى الى تحويل زراعة الزيتون زراعة منكوبة»، وفق رئيس اتحاد بلديات الكورة المهندس كريم بو كريم.
جهود وزارة الزراعة السنوية بتأمينها الجنزارة، لمكافحة مرض عين الطاووس، على مدى سنتين، وتوزيعها مجاناً، لم تجد نفعاً، حيث ان المكافحة لم تأت في خطة متكاملة وفق دراسات اتحاد بلديات الكورة ومجلس الإنماء، اللذين يتابعان الواقع الزراعي على اسس علمية لإنقاذ القطاع، اذ سبق وأعلن عن الخطة الناجعة التي تتطلب رش الزيتون مرتين في العام وجماعيا، توصلاً لنتيجة ايجابية مجدية.
التحوّل عن الزراعة
إلا ان ما يحصل في الواقع هو عملية واحدة للرش في السنة فرديا، إذ إن الكورانيين الذين كانوا بمجملهم زراعيين، تحول قسم كبير منهم عنها وبقي ما يقارب الـ25 في المئة فقط يهتم بأرضه لبيع محصولها، وذلك اما لهجرة البعض وعملهم خارج البلاد، او لتوجه الغالبية نحو التخصصات العلمية، وعدم إتاحة الوقت للاهتمام بالأرض، ما جعل هذه الفئات تضمّن مواسمها لأشخاص لا يعنيهم من الزيتون إلا ثمره، لجني الأرباح من دون الاهتمام بالشجرة والعناية بها ومكافحة مرضها. هذا ما أدى الى «استفحال مرض عين الطاووس الذي ينتقل بالعدوى من كرم الى آخر ويجعل المكافحة غير مجدية».
تردّد في شراء الأدوية
وما يزيد الأمر سوءاً أن البلديات لم تحصل هذا العام على الجنزارة لتوزيعها على المزارعين، ونتيجة تردّي الأوضاع الاقتصادية، فإن المزارع يتردّد في شراء الدواء على حسابه الخاص، لكونه يشكل عبئاً إضافياً عليه يزاد على التكاليف الأخرى التي يتكبّدها في خدمة زيتوناته. «فيكتفي بالقليل من الإنتاج لتأمين مونة بيته، مستغنيا عن التجارة التي لم تعد تدر عليه الأرباح» وفق المزارع نجيب غانم.
ويؤكد الرئيس المؤسس لمجلس الإنماء المهندس الزراعي جورج جحى أن «إهمال خدمة بساتين الزيتون يتزايد، ما يستدعي حملة وطنية لإنقاذ هذه الشجرة الدهرية والمحافظة عليها».
وتطرق الى عملية رفع الاتربة من منطقة الكورة الوسطى على ارتفاع فاق 25 متراً، والتي أدت عبر السنوات الى تحويل البساتين مستنقعات تعيش فيها ثعابين وطيور غريبة، ما يجعل الزيتون آيلاً للزوال بفعل «اجتياح مرض عين الطاووس له بفعل الرطوبة المرتفعة من جهة، وغياب الدولة عن المساهمة المتكاملة بمكافحة المرض، وعدم دعم الإنتاج وحمايته وتصريفه، لتثبيت المزارع في أرضه».
تحديد أجور العمال
هذا وقد أعلن رئيس بلدية اميون غسان كرم، مع اقتراب موسم قطاف الزيتون، عن تحديد أجور العاملين في القطاف تجنباً للمزايدات، وحماية للمزارع والعامل في آن معاً، بحيث إن أجرة الفاروط حددت بـ25 الف ل.ل. واللمامة بـ18 الف ل.ل. وذلك خلال دوام يبدأ من السابعة صباحاً لغاية الثانية بعد الظهر. ومنع العفارة وهي القطاف بعد القطاف، والتي تجعل من بعض العمال يتركون الزيتون في الأشجار ليعودوا بعد انتهاء عملهم الى قطافه لحسابهم. كما منع كرم إقامة الخيم في الكروم كسكن للعاملين في موسم الزيتون لما تسببه من تشويه عام في الحياة الاجتماعية.