كرّم النحاتين العالميين نايف وريمون علوان في عشاء في دارته في زغرتا
معوّض:ما نعانيه من أزمات داخلية ترجمة لإفلاس تركيبتنا السياسية
أكد رئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوض على أن الناس ملّت من كل شيء وهي محقّة في التركيز على فساد جزء كبير من الطبقة السياسية لكن عليها أن تتنبّه الى أن المشكلة لا تكمن فقط بفساد أفراد أو جزء كبير من الطبقة السياسية، انما المشكلة تكمن أيضاً في بنية النظام المركزي الذي نعيش فيه. والدليل عدم قدرتنا على تحويل نجاح الفرد اللبناني نجاحاً جماعياً في قيام النظام والمؤسسات. وما نراه مؤخراً من أزمة نفايات ليس سوى ترجمة لإفلاس تركيبتنا السياسية.
كلام معوض جاء في العشاء التكريمي الذي أقامه في دارته في زغرتا على شرف الفنان والنحات اللبناني العالمي نايف علوان وشقيقه ريمون بعد عودتهما من إيطاليا، اثر الانتهاء من تدشين تمثال القديسة ريتا في مدينة كاسيا، والذي حظي بمباركة قداسة البابا فرنسيس والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.
شارك في العشاء عدد من رؤساء البلديات والمخاتير من زغرتا- الزاوية، فعاليات من بلدة أيطو وجرد قضاء زغرتا، اضافة الى حشد من كوادر ومسؤولي “حركة الاستقلال”.
وقد وجه الفنان نايف علوان كلمة شكر لرئيس “حركة الاستقلال” على مبادرته وللمحامين في الحركة الذين ساندوه ووقفوا الى جانبه في وجه كل محاولات اقفال محترفه الفني.
وأضاف: “بالرغم من كل اليأس ما زلنا مؤمنين بهذا الوطن ونريده أن يكون بلد الفن والقداسة والعطاء والجمال. وأنا كليّ ايمان في لبنان، ولولا الايمان لما عدت من استراليا في بداية التسعينيات الى هنا، رغم من كل النصائح التي أسديت الي بعدم العودة. لكنني أصريت ايمانا مني بالرسالة التي يجب علي القيام بها وهي أن أصنع تماثيل قديسين. وكما نقش جدودنا الصخر ونحتوها سننحت ونصنع تماثيل القديسين.”
فيما استهل معوّض كلامه قائلا: “ان سبب وجودنا اليوم هو تكريم الفنانان نايف وريمون علوان اللذين حين نكرّمهما نكرّم أنفسنا ونكرم لبنان الذي نريد، لبنان الفن والابداع، لبنان الجمال والصلابة الذي نحفر فيه بالصخر، هذا هو تاريخنا.”
وتابع: “نعيش هذه الأيام صراعاً كبيراً بين لبنانين، لبنان الثقافة والإبداع الذي ينتشر في العالم، ولبنان النفايات الذي نشهده داخلياً، لبنان التطرف والسلاح،وهو لبنان الذي لا نريده والذي لا يشبهنا.”
وأضاف متوجهاً الى الفنانين المكرّمين بالقول: “بعد أن تتوجت مسيرتكما في كاسيا- ايطاليا من خلال تمثال القديسة ريتا الذي باركه قداسة البابا بمشاركة وحضور البطريرك الراعي، صرتما تمثلان بالنسبة لنا أملا بقدرة الفرد اللبناني على تجاوز كلّ المصاعب والإبداع رغم الظروف التي نمرّ بها. نعلم أنه خارج اطار الأمور السياسية الكبرى، انكما عانيتما من عدم محاولات عرقلة فيالمحيط اللبناني كي لا تبدعا، ان بسبب الحسابات الصغيرة أو بسبب أمور سخيفة حاولت أن تقف بوجه هذا الابداع، لكنني أؤكد لكماأن أحداً لن يستطيع الوقوف بوجه فنكما وابداعكما.”
وأكمل معوض: “ان الفرق بين ما تقومون به من إبداع وبين ما نشهده في لبنان دليل عدم قدرتنا على تحويل نجاح الفرد اللبناني نجاحاً جماعياً في قيام النظام والمؤسسات. وما نراه مؤخراً من أزمة نفايات ليس سوى ترجمة لافلاس تركيبتنا السياسية.”
وختم معوّض: “الناس ملّت من كل شيء وهي محقّة في التركيز على فساد جزء كبير من الطبقة السياسية لكن عليها أن تتنبّه الى أن المشكلة لا تكمن فقط بفساد أفراد أو جزء كبير من الطبقة السياسية انما المشكلة تكمن أيضاً في بنية النظام المركزي الذي نعيش فيه.”
وفي الختام تم تسليم الفنانين نايف وريمون علوان هدية تذكارية.