IMLebanon

سامي الجميّل: عون حليف ايران وجعجع حليف السعودية… ولن يصلا!

 

SAMI-GEMAYEL

 

كتب عماد مرمل في “السفير”: يضج رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل بـ «الحيوية المُعدية» التي نقلها معه الى الصيفي حيث «مقره الرئاسي»، وهو يملك استراتيجية سياسية واضحة تتمايز الى حد التباين عن خطاب قوى «14 آذار»، بـ«مستقبلها».. و«قواتها».

ويقول الجميل ان على الرئيس تمام سلام ان يحسم أمره في ملف النفايات، نافيا ان يكون قد استخدم خطابا طائفيا في مقاربة أزمة النفايات، لافتا الانتباه الى ان «هذا الملف وصل الينا ممذهبا ومطيّفا».

ويرفض الجميل «الاختراع اللبناني المسمى تشريع الضرورة»، متسائلا: كيف يجوز التشريع في ظل غياب رئيس الجمهورية الذي يحق له وحده رد القوانين؟ وينبه الى ان هذا النوع من الاجتهادات يمهد لانقلاب على القواعد الدستورية، لافتا الى ان الدستور حازم وجازم في تأكيده على ان «على مجلس النواب الشروع فور شغور الرئاسة بانتخاب رئيس الجمهورية من دون مناقشة او أي عمل آخر»، وبالتالي فان قانوني الانتخاب والجنسية، على أهميتهما، يجب إقرارهما في اول جلسة تشريعية بعد انتخاب الرئيس، وليس الآن.

ويلاحظ ان هناك من يروج بان لبنان سيخسر مئات ملايين الدولارات إذا لم يلتئم مجلس النواب، أما الصحيح فهو ان لبنان سيربح ديونا أقل في حال عدم تصديق المجلس على المبالغ الممنوحة من البنك الدولي، لان البنك وبكل بساطة قدم لنا قروضا، لا هبات، وبالتالي فان إقرار تلك القروض يعني ببساطة ان الدين العام سيزيد، مع ما سيرتبه ذلك من أعباء إضافية على الدولة المنهكة التي تلامس الافلاس.

ويتابع على طريقة «تلفزيون الواقع»: لو افترضنا ان هناك عائلة تمر في أزمة مالية، هل يشتري أفرادها سيارة «فيراري»، ام يلجأون الى التقشف؟ ان المشاريع الممولة من البنك الدولي هي قياسا الى ظروفنا الصعبة «فيراري انمائية».

ويبدو الجميل متشائما حيال إمكانية انتخاب رئيس الجمهورية قريبا، بفعل توهم كل من فريقي «8 و14 آذار» ان رهانه الاقليمي سيفوز وسيسمح له باختيار الرئيس، مشيرا الى ان «14 آذار» تنتظر انتصار المعارضة السورية و«8 آذار» تنتظر انتصار النظام، بينما المطلوب رئيس يكون على الحياد في الصراع السوري ولا يكرس انتصار محور على آخر في المنطقة ولبنان.

وتوجه الجميل الى «8 و14 آذار» بالقول: لا أحد منكما سينتصر، ورهان كل منكما خاطئ، ما يعني ان الازمة طويلة والمطلوب منكما ان توقفا لعبة البوكر هذه، وان نذهب نحو تسوية رئاسية على قاعدة لا خاسر ولا رابح.

ويرى ان المطلوب رئيس لا ينتمي الى «8 و14 آذار»، ولديه خبرة اقتصادية، من نوع كارلوس غصن، معتبرا ان انتقاد النائب وليد جنبلاط لهذا الطرح على طاولة الحوار ناتج عن كون جنبلاط يبتعد عن المنطق حتى يكون قريبا من الواقع، في حين نتمسك نحن بالمنطق حتى لو بدا ظاهريا اننا نبتعد عن الواقع، ملاحظا ان جنبلاط بطبيعته متشائم.

ويؤكد الجميل ان «الكتائب» ليس جزءا من اي منظومة إقليمية في حين ان العماد ميشال عون حليف المحور السوري ـ الايراني وسمير جعجع حليف السعودية، وبالتالي فان وصول اي منهما الى الرئاسة سيعني ان محورا انتصر، وهذا ما لا تحتمله التوازنات اللبنانية، موضحا ان «الكتائب لم يعد يدعم ترشيح جعجع بعدما تبين انه لا يوجد أمل بفوزه».

ويشدد على ان «تمثيل عون لنصف المسيحيين او أكثر بقليل لا يحتم علي تأييده لان قناعاتي السياسية تختلف عن قناعاته»، داعيا إياه الى ان يقتدي بتجربة الرئيس المؤسس لـ«الكتائب» بيار الجميل الذي كان صاحب التمثيل المسيحي الاوسع، لكنه لم يترشح الى الرئاسة، بل بادر مع الزعيمين كميل شمعون وريمون اده الى انتخاب من لا يملك الحيثية الشعبية الواسعة، كالرئيسين سليمان فرنجية والياس سركيس، لافتا الانتباه الى انه عندما تقرر القيادات المسيحية حاليا دعم مرشح توافقي، يصبح لديه تلقائيا سند شعبي.

ويلفت الجميل الى ان الرئيس سعد الحريري «وبرغم انه يمثل الاكثرية السنية الساحقة، اقترح لرئاسة الحكومة اسما وافقت عليه قوى 8 آذار وهو تمام سلام الذي أثبت انه توافقي بامتياز، فلماذا لا يفعل الجنرال الشيء ذاته، ويقترح علينا اسما مقبولا، حتى نبحث فيه، وربما يكون حليفا له».

ويشير الى ان هناك اختلافا في وجهات النظر بينه وبين قيادات «14 آذار»، كما يوجد تنافس واختلاف حول بعض الخيارات الاستراتيجية مع «القوات اللبنانية».