IMLebanon

وجهة نظر كتائبية من التدخّل الروسي: موسكو قوة حامية  

 

kataeb

 

كتب بيار عطاالله في صحيفة “النهار”:

تفاوتت مواقف الاحزاب المسيحية اللبنانية بين مؤيد للتدخل الروسي في سوريا ومعارض، ويبدو أن “اعلان النيات” لم يشمل هذا التدخل، اذ تناقضت المواقف بين “التيار الوطني” الذي رفع مناصروه صوراً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذهب اعلامه الى الترويج للتدخل، ومواقف رئيس حزب “القوات” سمير جعجع المعارضة لهذا التدخل. عضو المكتب السياسي الكتائبي عبدالله ريشا اعد دراسة وزعها على رفاقه في المكتب السياسي والقيادة الحزبية، عرض فيها لما قال انه “أوقات تاريخية نمر بها بعواطف متناقضة تعمي رؤيتنا وتمنعنا أن نتصور المستقبل”. ورأى، مستعيناً بخبراء ودراسات وقراءات من الاعلام الروسي، ضرورة العودة الى مصالح موسكو الاستراتيجية في سوريا في مواجهة المصالح التركية والقطرية وغيرها.

تقدم الدراسة الكتائبية مقاربة لملف النفط والغاز والتبادلات التجارية بين روسيا والشرق الاوسط، والخسائر التي تكبّدها الروس نتيجة سقوط نظام معمر القذافي، خصوصاً أن حجم الاستثمارات الروسية في سوريا يبلغ 11 مليار دولار اميركي، اضافة الى الديون المترتبة على النظام السوري. اما لماذا اختارت روسيا توقيت التدخل المباشر في سوريا، فيقدم ريشا اسباباً عدة منها الوضع الضعيف للولايات المتحدة الاميركية خارجياً، اضافة الى دخولها أجواء الحملات الانتخابية الرئاسية، والرغبة الاوروبية العارمة في وقف الحرب السورية للحد من موجات المهاجرين المتدفقة على حدودهم. ويضاف الى كل ذلك الوضع الهش للنظام السوري من دون تدخل روسي حقيقي. ويتوج كل ذلك انتزاع دور استراتيجي روسي ضمن نظرية “العالم المتعدد القطب”.

وتمثل المعادلة الجديدة تغييراً في موازين القوى الجيوسياسية في الشرق الأوسط، استناداً الى سيناريوات عدة ابرزها: مرحلة جديدة من المفاوضات والتخلي عن شرط رحيل الأسد المسبق (…).

في خلاصات الدراسة، ان الهدف بالنسبة الى موسكو في هذه المرحلة هو منع تمدد موجة اسلامية في اتجاه القوقاز، وفي هذا الإطار ترى موسكو أن سقوط نظام الأسد مرادف لصعود إسلامي وهجمات إرهابية على أراضيها، على رغم السلام بين الكرملين وجمهوريات شمال القوقاز ذات الغالبية المسلمة والخشية من نشوء حزام سني على امتداد الحدود الروسية الجنوبية. واعتبرت الدراسة تحت عنوان “الدفاع عن المسيحيين” ان كنيسة موسكو تسعى الى فرض نفسها قوة حامية للمسيحيين في الشرق، على غرار فرنسا خلال الفترة العثمانية، كما تسوق روسيا نفسها كمحور بديل من الولايات المتحدة وحلفائها.

وعن تأثير التدخل الروسي على الملف اللبناني، اعتبر التقرير ان الحدود الشرقية للبنان ستكون منطقة نفوذ سورية للنظام مدعوماً من “حزب الله”، الى تدفق مسلحين ومدنيين “هرباً” من الضربات العسكرية، مما قد يؤدي الى اضطرابات أمنية واجتماعية، مع احتمالات عدة، في موازاة تكثيف التواجد الاستخباري الروسي حماية لجيشهم الذي بات على مقربة من الحدود اللبنانية، وبالتالي ثمة تواصل عسكري وسياسي محتمل، وخلق مساحات سياسية وأمنية في سبيل الأهداف الروسية المرسومة، ودخول روسي على خط الدول المهتمة بالسياسة اللبنانية وانبثاق السلطات فيه بطريقة مباشرة ومقاربة موضوع التسوية اللبنانية المتوقعة.