نشرت وزارة الخارجية الاميركية حديثاً تقريرها السنوي عن”برنامج الولايات المتحدة لتدمير الاسلحة التقليدية” في العالم، والذي اظهر ان واشنطن انفقت في هذا المجال نحو 2,5 ملياري دولار منذ 1993، بينها 140 مليون دولار في 2014، ما يضع الولايات المتحدة في صدارة الدول التي تموّل عمليات نزع الاسلحة الخفيفة والذخائر والالغام المضادة للافراد وسائر المتفجرات في اكثر من 90 بلداً.
وبمناسبة نشر هذا التقرير، حذر سفير لبنان في واشنطن انطوان شديد، المانحين من خطورة التراخي في دعم جهود نزع الالغام المضادة للافراد في لبنان، وطالب بإسم الحكومة اللبنانية بمزيد من المساعدات لنزع الالغام المضادة للافراد من اراضيها، مؤكدا ان لبنان بلد “ملوّث” بهذه الاسلحة التقليدية بسبب الحروب العديدة التي شهدها بين 1975 و1990، ونتيجة العدوان الاسرائيلي عام 2006، في وقت اتهمت فيه سوريا ايضاً بزرع مئات الالغام المضادة للافراد على طول حدودها مع لبنان. وبلغت قيمة المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة الى لبنان بين 1998 و2014 للقضاء على الاسلحة التقليدية فيه، بحسب الخارجية الاميركية، اكثر من 55 مليون دولار.
وتشير تقارير الامم المتحدة والجمعيات غير الحكومية الى ان هناك اكثر من 130 مليون لغم مزروع في أراضي 75 دولة. كذلك ثمة لغم واحد لكل 16 ولداً، ولغم واحد لكل 48 فرداً من سكان الكرة الارضية. وتقتل الألغام شهرياً نحو 800 شخص وتجرح زهاء 1200 في أماكن عدة، أي ما معدله 2000 إصابة في الشهر، وإصابة واحدة كل 20 دقيقة. وتؤكد التقارير ايضا ان ما يزيد على الثلث من مصابي الألغام يتم بتر أحد أطرافهم على الأقل، فيما تخطى عدد الضحايا الذين سقطوا خلال الاعوام السبعين المنصرمة بسبب الألغام عدد ضحايا الأسلحة النووية والكيميائية. كما تلفت التقديرات الى انه في مقابل نزع نحو 100 ألف لغم، يتم زرع مليوني لغم سنوياً، أي ما معدله 20 لغما جديدا في مقابل نزع لغم واحد.
وتشير التقديرات المالية الى ان كلفة إنتاج لغم مضاد للأفراد تراوح بين 3 و30 دولارا أميركيا، بينما تراوح كلفة تعطيل او نزع لغم واحد بين 300 و1000 دولار. ويقدر الخبراء أن عملية إزالة الألغام تتطلب في الظروف الحالية نحو 100 سنة، شرط عدم زرع أي لغم جديد. وتحظر معاهدة “اوتاوا” الموقعة في العام 1997 والتي بلغ عدد الدول المنضمة اليها حتى الآن 162 دولة، اي استخدام او تخزين او انتاج او نقل للالغام المضادة للافراد. ولكن الولايات المتحدة، التي لم تنضم الى هذه المعاهدة، تعهدت في ايلول 2014 أمام الجمعية العامة للامم المتحدة اتخاذ اجراءات جديدة ضد هذه الاسلحة، فيما أكد وزير خارجيتها جون كيري مطلع كانون الاول 2014 ان العالم سيصبح قريبا “خاليا” من الالغام المضادة للافراد.
بلغت مشكلة الألغام في العالم مرحلة حرجة نظراً الى استمرار أو تزايد عدد الألغام المزروعة، وارتفاع كلفة عمليات إزالتها، والفترة الطويلة المطلوبة لتنظيف المساحات الملغمة، والعدد المتزايد للإصابات الناتجة من الألغام.