قال الرئيس التنفيذي لشركة التصنيع الوطنية السعودية (تصنيع) التي تعمل في البتروكيماويات والمعادن والكيماويات إن أي زيادة كبيرة في أسعار الغاز الطبيعي بالمملكة قد “تقتل الأوزة التي تبيض ذهبا”.
وأبلغ مطلق المريشد قمة رويترز للاستثمار في الشرق الأوسط أن جهود إعادة الهيكلة الكبيرة الهادفة إلى كبح تراجع الأرباح لن تؤتي ثمارها قبل 12 شهرا على الأقل.
وبدأ تراجع أسعار النفط منذ يونيو حزيران 2014 يحدث أثرا خطيرا على الإنفاق العام بالسعودية وتأخذ الحكومة إجراءات لاحتواء عجز الميزانية الذي تفيد تقديرات صندوق النقد الدولي بأنه سيتجاوز المئة مليار دولار بكثير في 2015.
ويستشعر قطاع البتروكيماويات في البلاد الألم أيضا في ظل تراجع إيرادات الصناعة بفعل انخفاض أسعار المنتجات رغم اللقيم المدعم الذي يساعد في تقليص التكاليف قياسا إلى المنافسين الأجانب.
لكن وزير البترول السعودي علي النعيمي قال الأسبوع الماضي إن الحكومة تدرس خفض دعم الطاقة المحلي. وتشير أرقام صندوق النقد إلى أن دعم الغاز الطبيعي كلف المملكة 11.73 مليار دولار في 2014.
وقال المريشد في مقابلة “ينبغي أن نحرص على عدم قتل الأوزة التي تبيض ذهبا لأن تربيتها كلفتنا 30 عاما وقد نقتلها بسهولة.
“الزيادة المعقولة اليوم بين عشرة و15 بالمئة وسيكون تجاوزها مضرا بصناعة الكيماويات.”
ويبلغ سعر لقيم الإيثان السعودي 75 سنتا للمليون وحدة حرارية بريطانية منذ عام 1999 مقارنة مع 1.90 دولار في معاملات يوم الثلاثاء بمركز هنري لتوزيع الغاز الطبيعي بالولايات المتحدة.
وقال المريشد إنه رغم سعر الغاز الأعلى في الولايات المتحدة فإن المستوى يتعادل فور حساب عوامل مثل تكلفة شحن المنتجات إلى الأسواق الأخرى واستيراد المعدات وذلك بسبب تأثير قطاع الغاز الصخري.
خفض التكاليف
واجهت تصنيع صعوبات هذا العام شأنها في ذلك شأن معظم الشركات السعودية المرتبطة بقطاع النفط والغاز. ففي 19 أكتوبر تشرين الأول أعلنت الشركة تكبد خسائر فصلية للربع الثالث على التوالي بفعل انخفاض المبيعات والأسعار.
وبغية مكافحة الظروف الصعبة بالسوق أعلنت تصنيع في أبريل نيسان أنها ستباشر إعادة هيكلة كبيرة لأعمالها بهدف خفض التكاليف وإعادة النظر في العقود.
وقال المريشد المدير المالي السابق للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) الذي أصبح الرئيس التنفيذي لتصنيع في يناير كانون الثاني “جوهر الأمر أننا نخفض تكاليفنا على نطاق واسع: ندمج النشاط ونحسن الأداء في مصانعنا ونرفع مستوى الدقة ونقلص المخزونات.”
وأحجم المريشد عن الخوض في تفاصيل مكتفيا بالقول إن تخفيضات التكاليف كبيرة وتشمل استغناءات ضخمة قلصت قوة العمل إلى حوالي تسعة آلاف شخص.
وقال عندما سئل متى تؤتي إعادة الهيكلة ثمارها إنها بدأت تظهر “ببطء” لكن معظم النتائج لن تكون قبل أواخر 2016 أو أوائل 2017.
وسيتوقف الكثير على سوق ثاني أكسيد التيتانيوم. وتصنيع من أكبر المنتجين في العالم عبر وحدتها كريستل.
وقال المريشد إن الشركة كابدت صعوبات هذا العام بسبب الإغراق الذي قامت به الصين والتباطؤ العام في الاقتصاد العالمي وإن أداءها في العام القادم سيتوقف على هذين العاملين.
لكنها ستستفيد من مشروع في مدينة جازان الجنوبية من المقرر أن يبدأ العمليات التجارية في الربع الثالث من 2016 حيث سيغطي نحو ثلثي حاجاتها من اللقيم الذي تستورده حاليا.
وقال “لن يساعد على تحقيق أرباح كبيرة فجأة لأن الأمر برمته يتوقف على السوق وعلى السلوك الصيني لكنه سيحسن بلا ريب هيكل التكلفة لدينا.”
وتستفيد تصنيع أيضا من مشاريع جديدة في مراحلها التجريبية أو بصدد دخول الخدمة منها مشروع لدائن في حائل سيبدأ الإنتاج التجاري العام القادم ومشروع صغير للأغشية في الدمام.
ودشنت الشركة مشروعا مشتركا للبيوتانول في الجبيل في أكتوبر تشرين الأول سيحسن اقتصاديات مجمعها للأكريليك.
وقال المريشد “لا نضغط على المكابح بشكل كامل لكننا نحاول التعامل مع وضع صعب.
“موقفنا الحالي هو خفض التكاليف لتحسين الربحية لأنه لا يمكن لأي أحد أن يتحمل الخسائر للأبد. علي أن أصلح سفينتي قبل الإبحار.”