أوضحت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية اليزابيث ترودو أن ان الموقوف اللبناني نزار زكا في ايران “يقيم بصورة دائمة في الولايات المتحدة” أي لديه البطاقة الخضراء ولكن “ليس لديه جواز سفر أميركي”، مشيرة الى أن “قضيته تقع بالتالي على عاتق السلطات القنصلية التابعة لبلاده أي لبنان”.
وأشارت الخارجية الاميركية الى أنها “على علم بالمعلومات الصحافية” المتعلقة بهذا التوقيف.واوضح التلفزيون الايراني أن لزكا “العديد من العلاقات المتينة بالوسط العسكري والاستخبارات الاميركية”.
توازيًا، رفض ماجد دمشقية، محامي زكا، في اتصال أجرته به صحيفة “الراي” الكويتية التعليق على ما أوردته وكالة “مهر” الإيرانية، متحفظاً عن الإدلاء بأي موقف قبل مراجعة العائلة، ومكتفياً بنفي أن يكون موكله يحمل الجنسية الاميركية رغم أن لديه اقامة دائمة في الولايات المتحدة، حيث يعيش مع عائلته، علماً أن زوجة زكا كانت عادت الى بيروت بعد اختفاء رب العائلة للتواصل مع كل مَن يمكن أن يرشدها الى معلومة عنه، ولكنها امتنعت عن أي كلام حرصاُ على عدم تسييس القضية.
وذكرت صحيفة “الراي” الكويتية أن زكا هو شقيق السيدة رندة زكا الزوجة الاولى للفنان راغب علامة، وهو رئيس السياسة العامة في التحالف العالمي لتكنولوجيا المعلومات والخدمات (WITSA) والأمين العام للمنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات.
من جهتها، قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أمس إن السلطات الإيرانية ألقت القبض على رجل يحمل الجنسيتين اللبنانية والأميركية يدعى نزار زكا «على صلة وثيقة بالمخابرات الأميركية». وكان زكا قد أوقِف في طهران في 18 أيلول الماضي، بعد مشاركته في مؤتمر في طهران. ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عن مصدر لم تكشف هويته أن «نزار زكا كانت له روابط وثيقة بالمخابرات والمؤسسة العسكرية الأميركية».
وقالت صحيفة “الأخبار”: “صحيح انه لم يُعرف لنزار زكا تاريخ عسكري. لكن القليل من البحث يُظهر انه خريج أكاديمية ريفرسايد العسكرية الأميركية، عام 1985. وهو عضو مجلس خريجي الأكاديمية، بحسب ما هو وارد على موقعها الالكتروني.
(علماً بأن اثنين من أبنائه درسوا في الأكاديمية نفسها). وبعد «ريفرسايد»، درس الرياضيات والمعلوماتية في عدد من الجامعات الأميركية.
«مدنياً»، يشغل الرجل منصب الأمين العام لـ»المنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات ـ إجمَع». ابن بلدة القلمون الشمالية ناشط في «المجتمع المدني»، في مجال «حرية الانترنت» تحديداً. كما انه ناشط سياسي. كان في لبنان يُعرف بأنه مؤيد للتيار الوطني الحر، قبل ان يتولى عام 2009 مسؤولية الحملة الانتخابية للائحة 14 آذار في زحلة، بحسب ما يرد في وثائق الخارجية الأميركية التي سرّبها موقع «ويكيليكس» ابتداءً من نهاية عام 2010.
يشتهر الرجل في أوساط «المجتمع المدني» بأنه مقرّب جداً من الإدارة الأميركية. وبعدما بدأ «الحراك» في لبنان خلال الأشهر الماضية. عقد زكا وممثلو عدد من الجمعيات، تحت مسمى «تجمع منظمات المجتمع المدني»، مؤتمراً صحافياً (يوم 27 آب الماضي) أعلنوا فيه دعم الحراك، مشترطين «عدم تسييسه»، ومطالبين بمقاربة «القضايا التي يجمع عليها اللبنانيون».
بعد توقيفه في طهران، اتصلت عائلته بمسؤولين لبنانيين للاستفسار حول ملابسات ما جرى معه. وذكرت «الاخبار» أن مسؤولين لبنانيين راجعوا السلطات الإيرانية، التي اكتفت بالقول إن عملية التوقيف متصلة بقضية «أمن قومي». كذلك راسلت وزارة الخارجية ـ عبر القنوات الدبلوماسية ـ الخارجية الإيرانية، من دون الحصول على تفاصيل وافية عن القضية.
زكّا كان قد زار طهران سابقاً، وشارك في مؤتمرات تختص بقضايا المعلوماتية والانترنت. وفيما اكتفى الإيرانيون بالقول أمس إن زكّا مشتبه فيه بالتجسس، أشيع بأن توقيفه متصل بكونه كان يعد العدة، مع شخصيات إيرانية معارضة، لبدء موجة احتجاجات في إيران، لمواجهة مشروع الحكومة إنشاء شبكة إنترنت خاصة بها، مستقلة عن الشبكة العالمية.
وهذا المشروع الذي تبنته الحكومة الإيرانية منذ سنوات، بسبب العقوبات، وربطاً بعمليات التجسس التقني التي قامت بها أجهزة الاستخبرات الأميركية والإسرائيلية ومحاولات التخريب التي تعرّضت لها منشآت إيرانية حساسة، بينها بعض منشآت البرنامج النووي.
في وثائق ويكيليكس، يتردد اسم زكّا كأحد الذين تتواصل معهم السفارة الأميركية في بيروت. واللافت انه عندما كان يوصف في الوثائق بالمؤيد للنائب ميشال عون (عام 2007)، كان يوجّه انتقادات، في محضر الدبلوماسيين الأميركيين، للوزير جبران باسيل.
وعندما تحوّل إلى العمل مع فريق 14 آذار بعد نحو سنتين، صار ينتقد الرئيس سعد الحريري متهماً إياه بزيادة التوتر السني ـ الشيعي، قائلاً إنه يفتقد للكاريزما. وفي وثيقة ثالثة، يطلب مساعدة الاميركيين لتنفيذ مشروع للانترنت في الشمال. وفي رابعة، يتصل به الأميركيون، ليسألوه، «كسنّي»، عن رأيه بخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في جامعة القاهرة.