تملك الولايات المتحدة شبكة استخبارات واسعة في الشرق الأوسط، وهي تراقب عن كثب التدخل العسكري الروسي في سوريا على مدار الساعة. وبحسب تصريحات لخبراء أمنيين في واشنطن وتقرير صادر عن فريق من جهاز الاستخبارات الأميركية يعمل في المنطقة فإن روسيا التي ضاعفت عديد جنودها المشاركين في الحرب السورية الى 4000 عنصر بعدما كان عدد هؤلاء 2000 عند بدء العمليات العسكرية الروسية المعلنة في سوريا في أواخر أيلول الفائت، فشلت في تحقيق مكاسب ميدانية معتبرة لمصلحة بشار الأسد على الرغم من حملتها العسكرية المكثفة على مدى أكثر من شهر.
وأكد التقرير أن “روسيا تكبدت خسائر في صفوف جيشها الموجود في سوريا ولكننا لا نعلم بالتحديد عدد القتلى. والقتيل الوحيد الذي اعترفت به السلطات الروسية حتى الآن هو جندي زعمت أنه انتحر لكن أهله شككوا في صحة الرواية الرسمية الروسية بشأن مقتله”.
وأوضح التقرير الأميركي أن سلاح الجو الروسي الآن يشن غارات انطلاقاً من 4 قواعد داخل سوريا لكن الروس نشروا العديد من منصات إطلاق الصواريخ والآليات والمدفعيات الثقيلة البعيدة المدى في أماكن عدة خارج القواعد العسكرية. وتبقى القاعدة الروسية الأساسية مطار باسل الأسد الدولي قرب اللاذقية، فأغلب الغارات الجوية الداعمة لقوات الأسد والميليشيات الشيعية تنطلق منها. أما القواعد الثلاث الأخرى في ريف حمص فهي تُستخدم من قبل سلاح المروحيات. وقد بدأ الروس باستخدام قاعدة قرب قرية التياس للمرة الأولى الأسبوع الفائت. ويتكون السلاح الجوي الروسي المنشور في سوريا من 34 طائرة ثابتة الجناحين و16 مروحية.
وتابع التقرير بحسب التحركات الميدانية لقوات النظام وحلفائه فإن الهدف على ما يبدو تأمين سيطرة الأسد على الأراضي التي تشمل حلب شمالاً الى حمص وحماة وصولاً جنوباً الى دمشق بالإضافة الى كافة الشريط الحدودي مع لبنان. لكن على الرغم من الغارات الجوية الروسية المكثفة فشلت الحملة في تحقيق مكاسب معتبرة بسبب صواريخ “تاو” الأميركية الصنع المضادة للدبابات والتي زودت المملكة العربية السعودية بها الثوار السوريين، والتي تمكنت من تكبيد قوات النظام وحلفائه خسائر كبيرة من الدبابات والمعدات الثقيلة التي بحوزتهم”.
وشدد التقرير على أن روسيا تزعم أنها تستهدف بالدرجة الأولى في هجماتها تنظيم “داعش” لكن هذا غير صحيح إطلاقاً فهي تستهدف قوات المعارضة المدعومة عربياً ودولياً. وبحسب المعلومات التي جُمعت من وزارة الدفاع الروسية نفسها فإن حوالي 80 في المئة من الغارات الجوية الروسية في سوريا لم تستهدف مواقع داعش”.
وفيما توقع التقرير أن تكون روسيا قادرة في المستقبل القريب على تحقيق بعض التقدم الميداني، إلاّ أنه كلما طال زمن التدخل العسكري الروسي في سوريا زاد الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإيجاد خيارات بديلة. ورجح الخبراء الأميركيون أنه إذا استمر سير المعارك ميدانياً على المنوال ذاته فإن عديد القوات الروسية الموجود في سوريا سيزيد عن الـ8000 جندي بحلول نهاية العام الجاري.