Site icon IMLebanon

انفجار عرسال: حرب من؟

explosion-arsal

 

رجحت مصادر أمنية لصحيفة “الأخبار” أن يكون الانفجار في عرسال أمام مقر “هيئة علماء القلمون” ناجماً عن دراجة نارية مفخخة، لكن “من غير المؤكد ما إذا كان فجّرها انتحاري، أو أنها فُجّرت عن بعد عند مدخل مكتب الهيئة الشرعية، لتستهدف اجتماعاً دورياً لمشايخ هيئة علماء القلمون، ما أدّى الى مقتل ستة أشخاص بينهم امرأة تعمل في المكتب.

و أكدت مصادر عرسالية لـ”الأخبار” فرضية الدراجة المفخخة مع انتحاري بالنظر إلى “الأشلاء البشرية الصغيرة المتناثرة خارج المكتب، والتي عثر على بعضها على مسافة تزيد على 30 متراً من مكان التفجير”، فضلاً عن عدد القتلى الذي بلغ “ستة خارج المكتب وخمسة داخله، وأكثر من عشرة جرحى توزعوا على مستشفى مصطفى الحجيري (أبو طاقية) وغيره من المستشفيات الميدانية في عرسال.

وذكرت “الأخبار” أن القتلى هم مشايخ الهيئة الشرعية لعلماء القلمون: أبو شامل، وأحمد بكور المعروف بـ”أبو عائشة”، وفواز عرابي المعروف بـ”أبو الفوز”، وخالد حمود، إضافة إلى علي رشق وعمر الحلبي. وعرف من الجرحى رئيس الهيئة الشرعية لعلماء القلمون عبدالله منصور الذي تبين أن إصابته خطرة في الرأس والكتف، وعادل كلكوش وقاسم حمود.

صحيفة “السفير” قالت: ” إن الانفجار لم تتضح ظروفه بشكل كامل، ولم تقدم أية جهة على تبنيه، فيما لوحظ أن الجهات الأمنية الرسمية اللبنانية لم تصدر بيانا حول هذا الحادث الأول من نوعه في الأشهر الثلاثة الأخيرة.

وأظهرت هوية من عرفوا من القتلى والجرحى، أن الانفجار كان يستهدف مشايخ “هيئة القلمون” المقربين من “جبهة النصرة”، وهم، في معظمهم، على خلاف مستحكم مع تنظيم “الدولة الاسلامية” في جرود عرسال والقلمون، كما أن “مشايخ القلمون” لعبوا، بالتنسيق مع الشيخ مصطفى الحجيري «أبو طاقية» و«هيئة علماء المسلمين» وبعض الأجهزة الأمنية اللبنانية أدوارا في قضية العسكريين الأسرى لدى «النصرة» في جرود عرسال، في أكثر من محطة منذ آب 2014 حتى الآن.

وتتركز التحقيقات الأمنية بحسب “السفير” على فرضيتين: الأولى، وهي الأرجح، تشير الى أن انتحاريا كان يقود الدراجة فجر نفسه بأعضاء الهيئة الذين كانوا مجتمعين، وما يعزز هذه الفرضية هو الانتشار الأفقي للتفجير وعدم وجود حفرة في المكان، فضلا عن الأشلاء، وبينها رأس الانتحاري المفصول عن جسده، وقد تعذر على أعضاء الهيئة التعرف على هويته.

أما الفرضية الثانية، والتي باتت شبه مستبعدة، فتشير الى وضع عبوة ناسفة تحت مقعد الدراجة النارية خارج المحل، وقد تم تفجيرها فور ركنها في المكان، أما الشخص المجهول الهوية، فهو مواطن سوري كان يعقد قرانه أمام المحكمة على الجريحة عبير بكور التي تبين أن اصابتها (في الرأس) حرجة.

ورجحت مصادر معنية أن يكون حجم العبوة بين 8 الى 10 كيلوغرامات من الـ”تي ان تي”.

ومن غير المستبعد أن يكون الانتحاري هو نفسه من كان يقود الدراجة النارية، وتوجه بها الى المحل الذي استأجرته الهيئة، وجعلته مقراً لها ولمحكمتها الشرعية التي تتولى الأمور الشرعية، وحتى الانسانية، للنازحين السوريين في معظم مخيمات عرسال وجرودها، بالتنسيق مع اتحاد الجمعيات الاغاثية.
ووفق مصادر اسلامية معنية فان «هيئة علماء القلمون» التي ولدت غداة أحداث آب 2014 مباشرة، هي أقرب ما تكون في فكرها وسلوكها الى «النصرة» و«جيش الفتح» و«أحرار الشام»، ويتبادل مشايخها الذين يصل عددهم الى نحو عشرين معمما، العداء الفقهي والشرعي مع «داعش»، كما أن الهيئة تتواصل بشكل مستمر مع دار الفتوى في لبنان ومع ممثليها في منطقة البقاع الشمالي.

ووجهت أصابع الإتهام إلى تنظيم «داعش» الذي كان وضع أسماء بعض مشايخ «هيئة علماء القلمون» على «لائحة الموت» التي تضم أسماء سوريين آخرين و”عراسلة”، علما أن بعض أهالي عرسال تداولوا فرضية أن تكون هناك أسباب عاطفية وراء الانفجار، بإقدام سوري على تفجير نفسه أثناء عقد قران خطيبته السابقة على رجل آخر من التابعية السورية، وهي الرواية التي نفتها «الهيئة» كليا.

ووفق مصادر عرسالية، فان «هيئة علماء القلمون» لعبت دورا في سحب المسلحين من مخيمات النازحين، وتتواصل بشكل دائم مع الأجهزة الأمنية اللبنانية، وتتميز بانفتاحها واعتدالها، وبالتالي فان استهدافها يؤشر الى انتقال الصراع بين المجموعات المسلحة من الأرض السورية الى الأرض اللبنانية، وهذه مسألة تستوجب من الدولة اللبنانية الضرب بيد من حديد من أجل عدم تكريس هذه الظاهرة التي سيكون أهل عرسال أول من يدفع ثمنها.

ورجح مصدر أمني عبر صحيفة “النهار” ان يكون تنظيم “داعش” وراء الانفجار نتيجة خلافات بينه وبين الهيئة، علما ان الاخيرة تابعت سابقا قضية العسكريين المخطوفين لدى “جبهة النصرة” و”داعش”.