Site icon IMLebanon

كرامي: حكومتنا أقل من حكومة تصريف أعمال

faysal-karami

وصف الوزير السابق فيصل كرامي وضع لبنان في المرحلة الراهنة بأنه في حالة من “الاستقرار النسبي” الذي رأى فيه “افضل من الانفجار”، مشيرا الى ان “تداعيات الازمة الاجتماعية بدأت تظهر في طرابلس والشمال بشكل خطر”. وقال كرامي، في حديث لـصحيفة “الأنباء” الكويتية، ان الحكومة اللبنانية هي الآن “اقل من حكومة تصريف اعمال”، لافتا الى ان السلطة السياسية صاحبة القرار الحقيقي حولت الحكومة الى ما يشبه مجالس بلدية.

واضاف ان الاستقرار السلبي مقارنة بالحرائق المستقلة في المنطقة هو استقرار غير صحي في بلد مثل لبنان، والدليل ما نشهده من ازمات متداخلة على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مع ذلك يبقى “الاستقرار” افضل من الانفجار. وعن الوضع في طرابلس والشمال، قال ان الوضع الامني مقبول ولكن تداعيات الازمة الاجتماعية بدأت تظهر في طرابلس والشمال بشكل خطير عبر الهجرة الجماعية طلبا للجوء الى الدول الاوروبية.

واسف كرامي لكون الحكومة اقل من حكومة تصريف اعمال، ثم استدرك بالقول انها لا تلام على الدرك الذي وضعت نفسها فيه واللوم هو على السلطة السياسية صاحبة القرار الحقيقي في البلد والتي افقدت الحكم هيبته وحولت الحكومات الى ما يشبه مجالس بلدية تأتمر بزعماء الطوائف والاحزاب.

وردا على سؤال، رأى كرامي ان يكون المجتمع الشمالي عموما والطرابلسي خصوصا مجتمعا متدينا ومحافظا، فنعمة نفخر بها وليست تهمة على الاطلاق، وان تكون طرابلس العربية القومية مدينة ذات وجه اسلامي سمح فهو غنى اخلاقي لهذه المدينة، اما اسلام التكفير واسلام رفض الآخر واسلام التطرف المذهبي الذي لا يمت لطرابلس والطرابلسيين بصلة ولن تكون له بيئة حاضنة ولا بيئة مؤيدة، فنحن اهل وسطية دينية قائمة على السماحة ومكارم الاخلاق وانتهاج مسلك السلف الصالح في العيش المشترك والذود عن المقدسات والايمان العميق بما يجمعنا كعرب مسلمين ومسيحيين.

وعما اذا كان يرى في الافق ما يبشر بانتخاب رئيس للجمهورية وهل سيدفع القبول الميداني في سورية اللبنانيين على اتخاذ القرار ام ان “السهرة طويلة”، قال: لا بل السهرة طويلة ومملة، ولا يخفى على احد ان اللبنانيين وصلوا الى حائط مسدود في حياتهم السياسية والدستورية، وهم ينتظرون تطورات الوضع السوري والوضع الاقليمي والدولي لكي يفرزوا بين منتصر ومهزوم، وهو انتظار دونكيشوتي بامتياز، فالبلد ينهار والنظام السياسي اللبناني لن يقوم من هذا السقوط المدوي، والخاسر الاكبر هو الوطن، ولكن هناك خاسر اكبر آخر ينبغي ان يصاحب بالصدمة وهو الطبقة الحاكمة العاجزة عن رؤية الحقائق خارج مصالحها الضيقة التي اوصلت البلد الى الانهيار.