ارتفع سعر الدولار الأميركي في ليبيا إلى 3.77 دينارات في السوق الموازية، ليسجل الدينار بذلك أدنى مستوياته منذ بدء العمل به في خمسينيات القرن الماضي، بفعل ندرة العملات الأجنبية في المصارف التجارية منذ ما يقرب من عام ونصف.
وكان الدولار يدور في فلك الـ 2.88 دينار في السوق الموازية الأسبوع الماضي، ما يعني أن العملة الليبية فقدت نحو ربع قيمتها في أقل من أسبوع بتلك السوق، ما يشير إلى شح الدولار محليا.
وقال متعاملون في السوق الموازية لـ “العربي الجديد”، إن التهافت على شراء العملات الأجنبية في السوق من قبل رجال الأعمال تسبب في ارتفاع الدولار بشكل جنوني نتيجة قلة المعروض، مشيرين إلى توقعات بمزيد من التراجع إلى 4 دنانير للدولار الواحد في السوق الموازية خلال أيام، ما لم يتدخل المركزي الليبي.
ويرى عميد كلية الاقتصاد بجامعة طرابلس أحمد أبولسين، أن مصرف ليبيا المركزي بوسعه اتخاذ جملة من الإجراءات من شأنها أن تسهم في انخفاض سعر الدولار، أبرزها ضخ نقد أجنبي عبر المصارف التجارية واتخاذ سياسة سعر الصرف التعادلية.
وأوضح في تصريحات لـ “العربي الجديد”، أن أحد أسباب ارتفاع الدولار هو قرار حكومة الإنقاذ الوطني بتوفير الدعم النقدي بدل السلعي في ظل الظروف الراهنة التي سوف ترفع الأسعار والدولار إلى الضعف.
ودعا إلى ضرورة الإبقاء على الدعم حالياً إلى حين استقرار الوضع السياسي بالبلاد.
وقال محمد أبو سنينة الرئيس السابق للجنة الاستشارية في مصرف ليبيا المركزي، إن مطالبة المصرف المركزي بضخ دولارات في المصارف التجارية بغرض بيعها للجمهور في الوقت تبدو غير قابلة للتنفيذ، كون المركزي لا يمتلك فعليا في خزائنه أية احتياطيات نقد دولارية.
وشدد على ضرورة تحرير الحقول والموانئ النفطية واستئناف الإنتاج، ومن ثم تصدير خام النفط بهدف تدفق الدولار وتوفيره لمختلف الأغراض.