لفت عضو كتلة التنمية والتحرير النائب عبدالمجيد صالح الى ان كل التحليلات السياسية لا تؤشر الى مخرج قريب لرئاسة الجمهورية، مؤكدا ان العين الدولية على لبنان وهي لا تريد لهذا البلد ان يذهب بعيدا او تتداعى فيه الاوضاع الامنية او تحل فيه الحروب المتعددة او تنتقل عدواها اليه من محيطه، مشيرا الى ان ملفات المنطقة تطغى عليها الاوضاع في سورية والعراق واليمن وكل المنطقة العربية، مشددا على ان الخوف على لبنان هو خوف الام على وليدها.
وابدى صالح، في حديث لـصحيفة “الأنباء” ىالكويتية، اسفه الشديد من عجز الدولة في معالجة ازمة النفايات، معتبرا ان السبب في تعقيد هذه الازمة هو المحاصصة والمناصفة، مشيرا الى انه دخل مجددا في هذا الموضوع سم زعاف هو الطائفية والمذهبية لجهة المطامر، ورأى ان هناك روائح كريهة ليست فقط من النفايات بل من الاتجار بالنفايات ومن الاستخفاف بكرامات وقضايا الناس، معتبرا ان النظام الطائفي والمذهبي لا يمكن ان يكون الا كذلك نتيجة التكتلات والانقسامات والمعسكرات السياسية، لافتا الى ان لبنان يعاني من هذا الموضوع وتلاحقه الازمات منذ 40 عاما، حيث يعيش حالة من الاختناق والشجار السياسي والعسكري والامني وغيره، مشددا على ان هذه العلة تتفاعل وليس لها من حل، مؤكدا انه بطبيعة هذا النظام لا تؤثر المظاهرات ولا الاحتجاجات ولا الحراك المدني او الشعبي، لأن كل ساحة لها ربانها ومركبها.
وتوقف صالح عند الصيغة اللبنانية، معتبرا انه لم ينفذ من اتفاق الطائف الا ما كان يلائم مصالح البعض، من قانون انتخابي تفصيلي، وما الى ذلك، ورأى ان الصيغة اللبنانية يجب ان تتطور، معتبرا ان الحرب ليست تجربة بل هي مركب خشن، وسأل: لماذا يبقى الاصرار على الخوف وتوقيته من بعضنا البعض؟
واكد انه يجب الذهاب الى قانون انتخابي، منددا بالنعرات المذهبية والطائفية والفرز بين اللبنانيين، داعيا الى تطبيق اللامركزية الادارية لحل مشكلة النفايات، مستغربا طرح فكرة ترحيل النفايات الى الخارج، سائلا: هل باتت النفايات تهجر وتنزح؟ معتبرا ان الصيغة اللبنانية ادت خدمتها وشاخت واصبحت عاقرا لا تولد النظم ولا الاستقرار والمؤسسات، داعيا اللبنانيين الى تطمين بعضهم البعض، معتبرا ان الصيغة الحالية هي صيغة زعماء الطوائف وامرائها.
ودعا صالح الى صيغة جديدة تطمئن اللبنانيين ولا يستقوي فيها طرف سياسي على آخر، مؤكدا ان لبنان لا يمكن ان يكون الا في حالة من التوازن السياسي، على مستوى الخشية مما يقال ان هناك تهجيرا للمسيحيين في الشرق في ظل ما يتعرضون له من مجازر وترحيل واستباحة، مؤكدا ان لبنان ينبغي ان يبقى علامة مضيئة، مشددا على ان لبنان يشكل راحة لمسيحيي الشرق.
وقال: ان لبنان يتقدم على كل الملفات، فهناك اشتباك اقليمي ودولي، وهناك حرب كونية بحد ذاتها تحيط بالمنطقة، لذلك فإن المسرح السياسي والميداني والعسكري معقد جدا، فكلما تطورت الاوضاع بشكل سلبي انعكست على لبنان في هذا الجمود والشلل، نتمنى ان يعود البعض الى رشده في موضوع تشريع الضرورة، في ظل الفراغ في سدة الرئاسة.