IMLebanon

انفجار عرسال: اغتيال جماعي لـ”هيئة علماء القلمون”

explosion-arsal

عاد الوضع الأمني الى الواجهة في بلدة عرسال في ظل تفجير استهدف مقرا لـ “هيئة علماء القلمون” السورية، ما أدى الى عدد من القتلى من أفراد الهيئة وجرح عشرة، وهي هيئة تتابع قضايا اللاجئين السوريين الشرعية والإنسانية والإغاثية، علما ان مخيمات اللاجئين في هذه البلدة تزيد على 40 مخيما.

1 ـ كيف حصل الانفجار؟

كان مقر هيئة العلماء يشهد عملية عقد قران الشاب السوري علي رشق وعروسه من آل بكور يرافقها شقيقها علي، عندما انفجرت دراجة نارية على مدخل المقر في محلة السبيل، عند تقاطع طريقي وادي حميد ومنطقة الجمالة التي تؤدي الى “حاجز المصيدة” للجيش اللبناني على بعد نحو كيلومترين.

وتضاربت في البداية الأنباء عن أسباب الانفجار ورست على احتمالين: إما أن الدراجة كانت مفخخة بعبوة ناسفة وتم تفجيرها فور ركنها في المكان، وإما أن هناك انتحاريا يقود الدراجة فجر نفسه لحظة خروج الناس من المقر، وذلك نظرا الى وجود أشلاء بشرية في موقع الانفجار، كما يعزز هذه الفرضية الانتشار الأفقي للتفجير وعدم وجود حفرة في المكان.

2 ـ من المستهدف؟

الترجيحات بشأن الجهة التي استهدفها التفجير ركزت على التالي:

ـ أن هوية من عرفوا من القتلى والجرحى أظهرت أن الانفجار كان يستهدف مشايخ هيئة القلمون وهم في معظمهم على خلاف مستحكم مع تنظيم “داعش” في جرود عرسال والقلمون، كما أن مشايخ القلمون لعبوا بالتنسيق مع الشيخ مصطفى الحجيري (أبو طاقية) وهيئة علماء المسلمين وبعض الأجهزة الأمنية أدوارا في محاولات الوساطة في قضية العسكريين اللبنانيين الأسرى لدى “النصرة” وفي أكثر من محطة.

(الحجيري نفى المعلومات التي جرى تداولها عن أنه كان موجودا في مقر الهيئة، لكنه في الواقع غادر قبل دقائق من وقوع الانفجار، موضحا ان التفجير لم يستهدف لقاء المشايخ، إنما استهدف اجتماعا دوريا يحصل مرة أو مرتين أسبوعيا لخدمة اللاجئين السوريين وإتمام معاملاتهم.

وأشار الى أن الهيئة بذلت في وقت سابق جهودا في موضوع العسكريين المختطفين، لمنع إعدام المزيد من الجنود، إلا أن كل هذه المساعي توقفت قبل فترة مع تجميد المفاوضات في هذا الملف.

وأضاف: “هناك أكثر من طرف من مصلحته استهداف المشايخ في الهيئة، وعلى رأسهم النظام السوري وحلفاؤه”.

ـ وفق مصادر إسلامية معنية فإن هيئة علماء القلمون التي ولدت غداة أحداث أغسطس 2014 مباشرة، هي أقرب ما تكون في فكرها وسلوكها الى “النصرة” و”جيش الفتح” و”أحرار الشام”، ويتبادل مشايخها الذين يصل عددهم الى نحو 20 شيخا، العداء الفقهي والشرعي مع “داعش”، كما أن الهيئة تتواصل بشكل مستمر مع دار الفتوى في لبنان ومع ممثليها في منطقة البقاع الشمالي.

ـ أكد مقربون من رجال الدين الذين قضوا في الحادث أن الشيخ عمر عبدالله الحلبي (أبو شامل) لعب دورا في تسهيل مقابلة أهالي العسكريين المخطوفين لدى “النصرة” بين الحين والآخر، ويلعب دورا من أجل إطلاقهم، وسبق أن ساهم في الوصول الى وقف لإطلاق النار بين الجيش اللبناني والمسلحين السوريين قبل سنة و4 أشهر.

ـ رجع مصدر أمني أن العملية تستهدف خصوصا الشيخ فواز علي عرابي الذي يقطن قرب حاجز الجيش في وادي حميد وعلى تواصل دائم معه، ويسهل عمليات دخول السوريين وخروجهم على الحاجز، نظرا لحساسية الموقع هناك، كما لعب دورا مهما وكبيرا في ملف العسكريين، إضافة الى دوره في استرجاع جثمان الدركي الشهيد علي البزال وملفات أخرى.

3 ـ من يقف وراء العملية؟

وجهت أصابع الاتهام إلى تنظيم “داعش” الذي كان وضع أسماء بعض مشايخ “هيئة علماء القلمون” على “لائحة الموت” التي تضم أسماء سوريين آخرين و”عراسلة”.

وفيما تقول مصادر متابعة للحادث إن “داعش” هو المسؤول عن تفجير عرسال بعد الانتقادات التي وجهتها “هيئة علماء القلمون” مؤخرا لـ “داعش”، وهذا الأمر أدى الى خلاف بين رئيس الهيئة ومسؤول “داعش” في المنطقة.

تقول مصادر تدور في فلك مسلحي المعارضة السورية إن لحزب الله مصلحة في استهداف هيئة العلماء وهي الإيقاع بين المجاهدين وأهالي عرسال والنازحين.

وفي هذا السياق تداول هؤلاء رواية تفيد بأن الدراجة التي انفجرت أدخلت الى عرسال أمس على متن سيارة من خارج البلدة وركنت هناك.

وقد شوهدت السيارة تغادر البلدة قبل الانفجار بنحو ساعة.

ونقلت مصادر مقربة من “جبهة النصرة” أن قيادة التنظيم مع عدد من المشايخ فتحوا تحقيقا في الحادث لتحديد الفاعلين.

 وأشارت المعلومات الى أن مرحلة جديدة ستبدأ إن تبين أن أحدا من البلدة ضالع في التفجير، كاشفة عن توجه لـ “بدء تصفية عملاء حزب الله وسرايا المقاومة في عرسال”.