IMLebanon

قبرص تمنح اللجوء لمهاجرين محتجزين في قاعدة عسكرية بريطانية

refugee

لن تدوم فترة الإقامة في مخيم الاعتقال البريطاني على جزيرة ديكيليا بين قبرص واليونان. تدريجياً سيُمنح المهاجرون اللجوء في قبرص، وهم عشرات من العائلات الفقيرة من مخيمات عين الحلوة وشاتيلا والبداوي ومن طربلس والضاحية، لبنانيون وسوريون وفلسطينيون، وسيُصار إلى نقلهم مجموعات صغيرة إلى البلد الذي سيوافق على استقبالهم بعد انتهاء دراسة ملفاتهم أمنياً وصحياً.

لم يطل انتظار المهاجرين اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين الذين غادروا لبنان في 19 الشهر الماضي عبر البحر باتجاه أوروبا. المهاجرون الـ114، وبينهم 35 طفلاً و13 امرأة، الذين رماهم البحر على جزيرة ديكيليا القبرصية، قبل أن تحتجزهم القوات العسكرية البريطانية في مخيمات مسيّجة بأسلاك شائكة داخل القاعدة العسكرية البريطانية، حصل قسمٌ كبيرٌ منهم على أوراق لجوء أولية إلى قبرص. وقد وُزّعت هذه الأوراق أمس على عدد منهم بوصفها “أوراق تسهيل تجوّل”، كما أبلغ حسن، أحد المهاجرين من مخيم شاتيلا، صحيفة “الأخبار”.

علماً أن هذه الورقة تضمنت إبلاغهم أنهم يقضون فترة توقيف مؤقتة ريثما تُسوّى أوضاعهم قانونياً، ليُصار إلى دراسة طلبات لجوئهم التي سبق لهم أن قدّموها، لجهة انتهاء ملفهم الصحّي والتدقيق في ملفاتهم أمنياً، كما تضمنت هذه الورقة تحديد المواعيد المسموح لهم فيها بمغادرة المخيم وتوقيت العودة. وعلمت “الأخبار” أنّه جرى نقل 14 شخصاً منهم إلى الأراضي القبرصية قبل يومين، بعدما قُبل لجوؤهم إليها. وتجدر الإشارة إلى أن السفير اللبناني في قبرص يوسف صدقة نفى قبل ثلاثة أيام في اتصال مع وسائل الإعلام أن يكون بين المهاجرين على جزيرة ديكليا أيّ لبنانيّ، إلا أنّ “الأخبار” تؤكد أن بين هؤلاء لبنانيين، تمكنت من التواصل معهم عبر هواتفهم الخلوية وبرنامج “سكايب”، كما كان بعض هؤلاء اللاجئين أنفسهم قد رفضوا قبول اللجوء في قبرص أو اليونان، مصرّين على استكمال طريقهم نحو دول أوروبا الشمالية، أو تسهيل منحهم اللجوء في إحدى هذه الدول، باعتبار أن الأوضاع الاقتصادية في كل من قبرص واليونان سيئة. وكان هؤلاء يمنّون أنفسهم بالوصول إلى ألمانيا. وقد أبلغ عدد من المهاجرين الموجودين داخل المخيم أن معاملة الشرطة البريطانية لهم تحسّنت بعد إثارة الملف إعلامياً، التي نتج منها السماح لمندوبين من الصليب الأحمر والأمم المتحدة بزيارتهم.

إزاء ذلك، وعلى خلفية نشر تقارير إعلامية تُفيد بأن المهاجرين، وهم عشرات من العائلات الفقيرة من مخيمات عين الحلوة وشاتيلا والبداوي ومن طربلس والضاحية، تركوا لبنان بطريقة غير شرعية، يتعرّضون لمعاملة سيئة من القوات العسكرية البريطانية، نقلت مصادر من وزارة الدفاع البريطانية في اتصال مع “الأخبار” أنّ جميع المهاجرين يعاملون معاملة حسنة، كاشفة أنّهم يحصلون على ثلاث وجبات يوميا، كما أنّه يُسمح لهم بإقامة شعائرهم الدينية وإقامة الآذان بصوت عالٍ في المخيم، فضلا عن السماح لهم باستخدام وسائل التواصل للاتصال بذويهم. وأقرّت المصادر بأنّه جرى توقيف عدد من المهاجرين إفرادياً على خلفية إحراق بعض الخيم داخل المخيم الذي أُنشئ لاستقبالهم، معيدة ما جرى نشره عن أنّ بعضهم أقدم على إيذاء نفسه إحتجاجاً على احتجازهم. أما ما تردد عن احتمال أن يكون عدد منهم مشتبها فيه أمنياً لارتباطه بتنظيمات متطرفة، فأشارت المصادر نفسها إلى أنه تجري دراسة كل ملف ببطء قبل بتّه لنقله لاحقاً بعد الموافقة النهائية على لجوئه.