واصل الوفد الاقتصادي اللبناني الذي يزور مصر برئاسة رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير لقاءاته اليوم مع المسؤولين المعنيين بالشأن الاقتصادي في مصر، حيث أجرى اجتماعا صباحيا مع وزير الكهرباء المصري محمد شاكر وبحث معه في سبل استفادة لبنان من التجربة المصرية في مجال الكهرباء.
كما زارت رئيسة المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس الوزيرة السابقة ريا الحسن المنطقة الصناعية في القاهرة، والتقت كبار المسؤولين فيها واطلعت منهم على كيفية عملها للاستفادة من التجارب المصرية لاطلاق عمل المنطقة الاقتصادية في طرابلس.
وشارك الوفد أيضا في ملتقى التعاون الاورو – افريقي في مجال الطاقة الذي ينظمه اتحاد الغرف الافريقية والاتحاد الاوروبي في فندق “ماريوت” في القاهرة.
وفي هذا السياق، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رؤساء الوفود المشاركة في الملتقى ومن ضمنهم شقير، حيث اطلعوه على ابرز الاهداف التي يعمل المؤتمر على تحقيقها.
وضم الوفد الى شقير والحسن، النائب السابق سليم دياب، رئيس غرفة طرابلس والشمال توفيق دبوسي، رئيس غرفة صيدا والجنوب محمد صالح، رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز شارل عربيد، رئيس جمعية رجال الاعمال اللبنانيين المصريين هشام مكمل، عضو مجلس ادارة غرفة بيروت وجبل لبنان صلاح عسيران ورجل الاعمال باتريك نحاس.
وزير الكهرباء المصري
وأوضح بيان لغرفة بيروت، أن “اللقاء مع وزير الكهرباء المصري تخلله شرح من الأخير للوفد اللبناني عن التطويرات التي قامت بها الوزارة في قطاع الكهرباء حيث انشأت معامل بطاقة 3500 ميغاوات خلال ثمانية أشهر بتكلفة تبلغ حوالي 3،3 مليار دولار، لافتا الى ان الحكومة المصرية قررت رفع الدعم بشكل تدريجي عن الكهرباء بحيث يرفع كليا في 5 سنوات، مشيرا الى الاعتماد أكثر فأكثر على الغاز لانتاج الكهرباء”.
أما شقير، فشرح للوزير المصري “الوضع السيىء لقطاع الكهرباء في لبنان”، لافتا الى “المبالغ الكبيرة التي تتكبدها الخزينة اللبنانية والتي تفوق الملياري دولار سنويا لدعم الكهرباء، من دون التمكن من تقليص ساعات التقنين التي تصل في بعض الفترات الى 16 ساعة يوميا في بعض المناطق اللبنانية”.
وإذ أشاد شقير ب”الانجازات المحققة في مصر على هذا المستوى”، شدد على “ضرورة عقد لقاءات بين المسؤولين اللبنانيين ونظرائهم المصريين وكذلك بين الخبراء للاطلاع عن كثب على التجربة المصرية”، مؤكدا “الحاجة الماسة الى انشاء معامل كهرباء بسرعة قياسية كما تم في مصر، لان التأخير يعني المزيد من الخسائر للدولة اللبنانية والشعب اللبناني”.
وقد رحب الوزير المصري ب”أي تعاون مستقبلي في هذا الاطار”.
ملتقى الطاقة
بعد ذلك، شارك الوفد اللبناني في ملتقى التعاون الاورو – أفريقي في مجال الطاقة، حيث تحدث في حفل الافتتاح رئيس اتحاد الغرف الافريقية رئيس اتحاد الغرف المصرية أحمد الوكيل، رئيس اتحاد غرف المتوسط (أسكامي) رئيس اتحاد الغرف اللبنانية، سفير الاتحاد الاوروبي في مصر جايمس موران، الخبيرة في مجال الطاقة الهام إبراهيم ووزير الكهرباء في مصر.
وأوضح بيان غرفة بيروت أن “المتحدثين ركزوا في كلماتهم على أهمية التعاون في مجال الطاقة (النفط والغاز والكهرباء) بين القارتين”.
وقال شقير في كلمته: “في يومنا هذا، لا يزال موضوع الطاقة يتبوأ أعلى سلم اهتمامات الدول لدورها الاساسي في صناعة الاقتصاد وفي حياة المواطنين على حد سواء. وانطلاقا من هذه الأهمية الاستراتيجية البعيدة المدى، يأتي تفعيل التعاون الاورو أفريقي في مجال الطاقة، من ضمن الملتقى اليوم، لترسيخ مرتكزات ثابتة وضرورية لتحقيق التنمية المستدامة في القارتين”.
أضاف: “جميعنا يعرف ان دول جنوب المتوسط تتمتع بقدرات هائلة من احتياطات النفط والغاز، فيما تعاني دول شمال المتوسط والدول الاوروبية الأخرى من نقص حاد في هذه المواد في حين ان لديها فوائض كبيرة من الطاقة الكهربائية. لذلك من المفيد جدا وفي إطار الشراكة الاورو افريقية تطوير الاتفاقات الموجودة في هذا الاطار، ورسم خارطة طريق مستقبلية واضحة المعالم تأخذ بالاعتبار الافادة بشكل إيجابي من الطاقات المتوفرة لتحقيق التنمية المستدامة”.
ولفت شقير الى ان “العلاقات بين دول شمال افريقيا والدول الاوروبية تميزت باستقرار وتعاون على مدى عقود، وهذا يشكل أرضية صالحة لحصول اتفاقات حول مواد استراتيجية مثل الطاقة على المدى الطويل للحد من المخاوف التي تحصل بين حين وآخر حول امدادات الطاقة لدول الاتحاد الاوروبي”.
وقال: “ان مصر مقبلة على فورة كبيرة من مادة الغاز وكذلك البترول بعد الاكتشافات الحاصلة حديثا، وكذلك تلزيم استخراجها بشكل سريع، لذلك فإن مصر بثقلها الاقتصادي والافريقي وبما تمثله من حجم وازن في هذه القطاعات سيكون لها دور كبير في تحقيق تقدم ملموس على هذا المستوى. ويبقى موضوع امدادات الكهرباء، التي لا بد من الاستفادة من الفوائض الكبيرة منها لدى الدول الاوروربية من قبل دول جنوب المتوسط والدول الافريقية، وهذا لا يمكن الا من خلال انشاء شبكات نقل بين كل هذه الدول، والعمل على تنمية تجارة الكهرباء”.
وشدد على “ضرورة تعميم الفائدة من هذه الطاقات على كل الدول الافريقية ان كان بالنسبة لتمكينها من زيادة استخدام الغاز الطبيعي، او الكهرباء الاوروبية”.
وقال: “كل هذه المشاريع واعدة ولها تأثيرها المباشر في تدعيم النمو الاقتصادي المستدام، وهذا احد أهم أهداف اتحاد غرف التجارة والصناعة للبحر المتوسط (الاسكامي)، الذي لي شرف ترؤسه، ومن المؤكد وانطلاقا من دورنا وتمثيلنا للقطاع الخاص في منطقة المتوسط سنضع كل طاقاتنا وجهودنا لانجاح هذه الاتفاقات والسير بها قدما”.
وتمنى “إدخال القطاع الخاص بقوة في المشاريع المنوي تنفيذها في هذا الاطار، بعدما أثبت قدرات فائقة في انجاز المشاريع بوقت قياسي وتقنية عالية”.
اتحاد الصناعات المصرية
هذا وسيلتقي شقير والوفد المرافق مساء اليوم، رئيس اتحاد الصناعيين المصريين محمد الوسيدي، حيث سيجري معه مباحثات تتعلق بتطوير التعاون بين الجانبين.