بعد صعود دام 8 أشهر، يرى محللو “باركليز كابيتال”، بأن معدلات نمو الطلب على النفط لا يتوقع لها أن تتجاوز 2٪ سنوياً. بينما تراجع نمو الطلب على النفط في الصين إلى 2.1٪ سنوياً في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، وفقاً لبيانات حكومية نشرت مؤخراً. بالإضافة إلى أن هذا التباطؤ تزامن مع تراجع النشاط الاقتصادي عموماً. كما تشير المعطيات الأساسية إلى أن هذا التراجع لدعم أسعار النفط خلال هذه الفترة، في ظل ارتفاع نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين في الربع الثالث بنسبة 6.9٪
وقد تباطأ معدل الطلب على النفط الصيني إلى 226500 برميل يومياً خلال الفترة نفسها، وهو أقل معدل نمو خلال 8 شهور ماضية. كما انخفض الطلب شهرياً بنسبة 3.2٪ أي بنحو 365 ألف برميل يومياً.
ويوضح محلل “باركليز كابيتال” تشي تشانغ، بأن بيانات الطلب الكبير على النفط الصيني في الأشهر الـ8 الأولى من العام الحالي، “غير متسقة مع تباطؤ النشاط الاقتصادي الكلي والملحوظ”. كما يتوقع أن يبقى النشاط الاقتصادي الصيني ضعيفاً في الربع الـ4 من هذا العام والعام المقبل أيضاً، وأن يتراجع الطلب على النفط الصيني بنسبة 2%.
أما ارتفاع الطلب المضطرد في وقت مبكر من هذا العام، فيعود إلى سببين: انخفاض أسعار النفط وارتفاع هوامش المصافي النفطية الصينية. كذلك ارتفاع المخزون غير المدرج في القوائم؛ إذ بلغ إجمالي المخزون نحو 70 ألف برميل يومياً خلال 9 شهور مقارنة بـ27 ألف برميل في الفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لوكالة الأنباء الصينية “شينغوا”.
وعلى الصعيد نفسه، تسهم سعة المخزون المحدودة في تقليل الناتج وزيادة الصادرات، فقد انخفض مخزون المنتجات النفطية إلى 178 ألف برميل يومياً في سبتمبر/ أيلول، في حين ارتفعت الصادرات من البنزين والديزل ووقود الطائرات إلى 776 ألف برميل يومياً، مقارنة بـ545 ألف برميل يومياً في أغسطس الماضي.
وأضاف تشانغ في مذكرة للعملاء: “يتوقع خبراء الاقتصاد، أن هذا التراجع في الإنتاج سيستمر حتى نهاية هذا العام، وخلال عام 2016”. لكن، ما يمكن قوله تجاه هذه الحالة، بأنها لن تتغير في القريب العاجل على الأقل.