أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع أنّ الشلل السياسي هو الذي يؤدي إلى التدهور الاقتصادي والمالي الحاصل في لبنان. فمن يعطل انتخابات رئاسة الجمهورية والمؤسسات الدستورية ومن يقاتل في سوريا ويجرّ الويلات إلى لبنان هو من يؤدي إلى زيادة الشلل الاقتصادي والمالي وليس من يطالب بقانوني الجنسية والانتخابات.
وقال في مؤتمر صحافي من معراب: “الفساد في الدولة اللبنانية سنوياً يكلفنا بأقل تقدير قيمة البنود المطروحة اليوم ونحن صراعنا على بندين على جدول الأعمال، هما قانون استعادة الجنسية وقانون الانتخابات. وفي هذا السياق، سأل جعجع: “ما الاهم؟ تحويلات المغتربين ام المغتربين بأنفسهم؟، مؤكدا ان القوات تريد الاثنين معاً من أجل لبنان.
جعجع رد على النائب وليد جنبلاط من دون ان يسميه، فسأل: هل المطالبة للجنسية لكل اللبنانيين من دون فئة دون اخرى هو انتحار؟، أوليس القتال في سوريا انتحار؟. وأضاف: “نحن نطالب بقانون استعادة الجنسية لكل الطوائف، وليس لطائفة واحدة. افهم ان يقولوا ان القانون الانتخابي لن نسير به ولكن ان يعتبروا الموضوع انتحاراً فهذا امر محزن”.
جعجع قال: “بيت القصيد حشرنا امام الرأي العام بسبب رفضهم لقانون انتخابي جديد واستعادة الجنسية، لذلك أستعرض الوقائع امام الرأي العام. وفي هذا الإطار، سأل: “هل من لا يشارك في الجلسة التشريعية هو من يزعزع الاستقرار، من يعطل الاستحقاق الرئاسي ومن يقاتل في سوريا؟.
وتوجه إلى “حزب الله” بالقول: إذا كنت تمسك واجبا مع العماد عون لناحية رئاسة الجمهورية، فلماذا لا تمسك هذا الواجب في موضوع إدراج بند قانون جديد على جدول أعمال الجلسة التشريعية؟. ألا يستحق قانون الانتخاب مسك هذا الواجب أيضاً؟.
وأضاف: “نحن مع القوانين المالية 100% ونقدر اهميتها ونعرف المهل التي لن تنتهي قبل آخر كانون الأول، ونحن من اكثر المتحمسين لإقرار القوانين المالية قبل انتهاء المهلة، من هنا، اتوجه إلى جمعية المصارف، والهيئات الاقتصادية، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وكل والمعنيين بالشأن الاقتصادي، أن لا يسمحوا باستعمالهم مطية لتحقيق أهداف سياسية”.
وقال: “نحن حريصون لبت القوانين المالية، ولا احد يحمّلنا مواقف لم نعلنها أساساً، سنأخذ القوانين المالية على مسؤوليتنا، وستقر كل القوانين المالية قبل نهاية المهل ولكن لا احد يستخدمها ضدنا”.
وأشار إلى ان المشكلة في مكان آخر تماما اسمها قانون الانتخاب وقانون استعادة الجنسية، كاشفاً عن بنود واردة في جدول أعمال الجلسة التشريعية غير ذي اهمية ولا تتعلق بالقضايا المالية.
واعتبر جعجع أن الحياة العامة لا تستقيم بغياب أي منطق، ولذلك، يريدون تأجيل البت في قانون الانتخابات كي نصل إلى موعد الانتخابات النيابية من دون قانون جديد وبالتالي نصبح ملزمين بإجراء الانتخابات بحسب قانون الـ60، وهذا بات أمراً غير مقبول. فالانتخابات النيابية على بعد سنة وبضعة أشهر فمتى نناقش قانون الانتخابات؟.
وإذ اعتبر أن الهدف من قانون استعادة الجنسية تأمين آلية إدارية معقولة كي يتمكن اللبناني المغترب من استرجاع جنسيته، سأل جعجع: ” قانون استعادة الجنسية قابع في مجلس النواب منذ الـ 2003 فهل هذا يعقل؟.
وقال: “أصبحت مشاركتنا في الحياة السياسية ان الأمور التي تهمنا ومهما كانت كبيرة يضعونها على جنب والأمور الصغيرة التي تهمهم يقرونها”.
وذكّر رئيس القوات بانه خلال الوصاية السورية، كان المجنسون يأتون بشلالات من “البوسطات” خلال فترة الانتخابات النيابية، يقومون بعملية الاقتراع ومن ثم يعودون، لذلك، المطلوب تنقية الشوائب بعد قانون التجنيس الذي بت خلال الوصاية السورية التي غيبت مكونات سياسية أساسية في البلد.
جعجع اعتبر ان اتفاق الطائف اعطى المجموعة المسيحية المناصفة في مجلس النواب وقام عهد الوصاية بنسفها لزرع الشقاق بين اللبنانيين.
وذكّر بان هناك مرتكزين لاتفاق الطائف غائبان حالياً، المرتكز الأول هو بسط سلطة الدولة كامل سيطرتها على الأراضي اللبنانية، وبالتالي هناك خرق لهذا المرتكز بسب وجود سلاح خارج الدولة، وبسبب وجود القرار الاستراتيجي خارج الدولة أيضاً، فوجود دويلة إلى جانب الدولة يضرب هذا المرتكز.
اما المرتكز الثاني، فهو المناصفة، وبالتالي هناك خرق لهذا المرتكز أيضاً، من خلال عدم وجود مشاركة فعلية في المجلس النيابي وعدم وجود مناصفة، بسبب غياب قانون انتخابي يؤمن المشاركة في البرلمان.
وقال: “بحثنا مع الحلفاء لنقترب بالحد الأدنى من المناصفة ووصلنا إلى قانون مشترك مع “المستقبل” و”الاشتراكي”، في الموازاة قام “التيار الوطني الحر” بإعداد قانون آخر مع حلفائه، إلا ان كل هذه القوانين لا تطرح للمناقشة”، معتبرا ان المانع من إقرار قانون انتخابي يؤمن التوازن، هو غياب الارادة السياسية.
وإذ رأى ان اهمية القانون الانتخابي هي اهمية وطنية ميثاقية، شدد رئيس “القوات” على ان الوقت الآن هو لقانون الانتخاب. فلتطرح قوانين الانتخاب على المجلس ولتتم مناقشتها والتصويت عليها”، لأننا اليوم نشعر اننا كالزوج المخدوع وبالتالي لن تستمر الأمور كما هي الان”.
واعتبر أن المطلوب شيء واحد فقط لا غير هو نية سياسية جدية بضرورة الوصول إلى قانون انتخابي جديد تماشياً مع الطائف.
جعجع تناول موضوع مشاركة النواب المستقلين في الجلسة التشريعية، فقال: “نحترم النواب المستقلين الذين بأغلبيتهم الساحقة اصدقاء لنا ولكن هذا شيء والتمثيل والمصلحة العامة شيء آخر تماماً. فمن يريد المشاركة لا يستطيع القول انه يمثل المسيحيين فليقل انه يريد المشاركة لأنه صديق “أبو العبد”، أو فلان، ولكن لا يستطيع إدعاء تمثيل غيره.
وسأل: “هل يجوز ان الجلسة التشريعية التي تقاطعها “القوات” و”التيار” و”الكتائب”، ومحازبو هؤلاء يشكلون 60% من الرأي العام المسيحي، يخالفهم رأي النواب المستقلين الذين يعتبرون انهم يغطون الميثاقية، فاسمحوا لنا، فإذا سكتنا لا يعني ان “حيطنا واطي” بل معاركنا كبيرة ولا وقت لنا لحزازيات الحي”. واكد جعجع أن النواب المستقلين لا يغطون الميثاقية ولا يمكنهم ادعاء تمثيل غيرهم.
وتوجه رئيس “القوات” بندائينن كبيرين إلى كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري وإلى الرئيس سعد الحرير، فقال: “الرئيس بري أب الميثاقية بمفهومها الحديث، ولا اتصور أن اي أب يتخلى عن ابنه، فكيق بالحري أن يقتله”.
وتطرق إلى قول بري الذي اعتبر فيه أن الانسان “بين الموت والمرض يختار المرض”، فأكد جعجع أن الموت ليس خياراً، وبالتالي الاختيار الذي لا بد منه، هو بين المرض والصحة، والخيار هو الصحة.
وقال: “ليس بالمشاكل النقدية وحدها يموت المجتمع، فهناك مشاكل أخرى تقتل المجتمع”.
جعجع، قال للرئيس سعد الحريري: “إن اهم تراث للرئيس الشهيد رفيق الحريري هو ما قاله عن اننا اوقفنا العد بين المسيحيين والمسلمين وعن الميثاقية وتمسكه بالمناصفة والشراكة الفعلية، وأنت الأحرص على إرث رفيق الحريري”.