قال رئيس غرفة شركات السياحة بجنوب سيناء جيفارا الجافي يوم الثلاثاء إن تداعيات حادث سقوط طائرة الركاب الروسية في شبه جزيرة سيناء قد تقلص الدخل من السياحة في شرم الشيخ إلى النصف.
وعلقت عدة شركات طيران رحلاتها إلى منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر منذ وقوع الحادث في 31 أكتوبر تشرين الأول والذي يعتقد محققون وحكومات غربية أنه قد يكون ناجما عن قنبلة. وعاد آلاف السياح الروس والبريطانيين إلى بلادهم.
وقال الجافي لرويترز “فقدان 40 بالمئة من عملائنا سيؤدي إلى خسارة نحو 50 بالمئة من دخل السياحة في شرم الشيخ وجنوب سيناء.”
ويقول المجلس العالمي للسفر والسياحة إن قطاع السياحة يساهم مباشرة بنحو ستة بالمئة من الاقتصاد المصري ويدعم ما يربو على 1.3 مليون وظيفة. وتحظى شرم الشيخ بحوالي 70 بالمئة من زيارات البريطانيين الذين يشكلون جزءا كبيرا من السياح الوافدين لمصر.
وقال الجافي في منتجع جافي ريزورت المملوك لعائلته والذي تزين فيه صور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الجدران إن القطاع كان يتوقع في الأصل زيادة عدد السائحين 30 بالمئة في موسم الشتاء.
وأضاف الجافي “المشكلة أن حادث الطائرة وقع في بداية الموسم… وشرم الشيخ وجنوب سيناء من المقاصد الشتوية.”
وأشار إلى أنه جرى إلغاء نحو عشرة بالمئة من الحجوزات يوم الحادث وأن النسبة قفزت إلى قرابة 40 بالمئة بعدما علقت بريطانيا وروسيا رحلاتهما إلى شرم الشيخ.
وذكر أن السياحة كانت على وشك الانتعاش بعد خمس سنوات من الاضطرابات السياسية التي شهدت الإطاحة برئيسين وعصفت بالاقتصاد.
وفي العام الماضي زار 9.9 مليون سائح مصر مقارنة مع 14.7 مليون سائح زاروها في 2010 وهي السنة التي سبقت انتفاضات الربيع العربي التي اجتاحت الشرق الأوسط.
وقال الجافي إن القطاع لا يمكنه التعامل مع هذه الأزمة بخفض الأسعار بعدما خفضها بالفعل عدة مرات.
وأضاف “نخرج من خمس سنوات من الكساد. أسعارنا قد خفضت بالفعل إلى أقل مستوى تستطيع معظم الفنادق والقطاع تحمله.”
وأشار إلى أن الحكومة البريطانية تعجلت في تعليق رحلاتها مضيفا أنه حتى وإن تأكد إسقاط الطائرة ايرباص 321 بقنبلة فإن تعليق الرحلات لن يفيد إلا مدبري الهجوم.
وتابع “حظر (السفر إلى) مصر ووقف الأنشطة لن يؤدي إلا لمساعدة الإرهابيين على استكمال ما بدأوه… قطاع الصناعة في حالة هشة جدا.”
ومن المحتمل أن يتم إغلاق الأعمال الصغيرة مثل المطاعم والمقاهي بشكل جماعي.
وقال الجافي “هل يمكنك أن تتخيل ماذا إذا بدأ السياح في العودة وأخذوا يتجولون حول المتاجر المغلقة من حولهم؟ سيكون الأمر محزنا للغاية. لنا وللسياح.”
وذكر الجافي البالغ من العمر 43 عاما والذي يخوض الانتخابات البرلمانية في مصر بعد أسبوعين إنه يأمل بأن تهدئ الحكومة المصرية مخاوف بريطانيا وروسيا بشأن أمن المطارات.
وأضاف الجافي الذي انتقل إلى شرم الشيخ عام 1984 بعد فترة قصيرة من انسحاب إسرائيل من شبه جزيرة سيناء بموجب معاهدة السلام الموقعة مع مصر إن الحادث لم يردع جميع السياح.
وأضاف “نخسر عددا كبيرا بفقدان البريطانيين والروس… لكن لدينا ثماني دول ما زالت ترسل عملائها لأنها تدرك أن مصر تعزز الأمن في المطار وتتخد إجراءات سريعة.”