Site icon IMLebanon

“سوبرمان” وعلوكي وشريط الـ”فطيستين” في “العسكرية”

 

 

كتبت لينا فخر الدين  في صحيفة “السفير”:

يوم طويل في «المحكمة العسكريّة» أمس. الكثير من الدعاوى المتصلة بالإرهاب، إلّا أنّ قضايا إدخال المخدّرات إلى السجون احتلّت الحيّز الأكبر، وذلك بعد إرجاء العديد من الجلسات المتعلّقة بالانتماء إلى تنظيمات إرهابيّة.

وكان من المفترض أن تمثل «سجى جبهة النصرة». نادى رئيس «العسكريّة» العميد الرّكن خليل ابراهيم على السوريّة زهرة العلي محمّد ماهر حاضري، المتهمة بالانخراط في «النصرة» بهدف القيام بأعمال إرهابيّة، ليتبيّن أنّها ما زالت فارّة من وجه العدالة.

كذلك، كانت المحكمة «تستقبل» الموقوف حديثاً والذي يتردّد أنّه ينتمي إلى «داعش»، يحيى الجاسم، كمدعى عليه بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلّح مع 6 آخرين بينهم المنذر الحسن الذي سقط عنه الحقّ العام بعد وفاته. إلا أنّ «أبو مصعب» الذي دخل إلى القاعة ببنطاله البني وذقن حليقة لم يجد وكيل الدّفاع عنه، إذ أنّ محاميه «خرج ولم يعد».

وبرغم عدد من الجلسات المؤجلة، غير أن زياد صالح المعروف بـ «زياد علوكي» مثل أمام المحكمة، أمس. وقف الرجل في زاوية قفص المحكمة، ينظر إلى المحامين وهم يدلون بمرافعاتهم، وما إن سأله ابراهيم إذا ما كان يريد أن يضيف أي شيء، سارع إلى القول: «الله معك عميد. يزجّوا اسمي بكلّ الملفات أنا لا دخل لي بهذا الموضوع. الله يبارك فيك».

وقد ادعي على «علوكي» بهذه الدعوى بجنحة الإتجار بالأسلحة هو وبلال البقار وعدنان العبدالله وخالد غية، فيما اتّهم غالي حدارة وحده في الدعوى نفسها بجناية تأليف عصابة مسلّحة بقصد القيام بأعمال إرهابيّة وإقدامه على تسليم صواعق وفتيل تفجير وأسلحة حربيّة مختلفة إلى جماعة أحمد الأسير.

وحكمت «العسكريّة» على كلّ من: حدارة بالأشغال الشاقة لمدّة سنتين، والبقار وعبدالله بالسجن 9 أشهر، وعلى «علوكي» بالسجن 6 أشهر وغية بشهر واحد.

وكان للمدعى عليه العبدالله دعوى أخرى. هو الذي ظهر في مقطع فيديو لفضل شاكر مهللاً لوقوع «فطيستين»، خصوصاً أنّه تمّ نشر الفيديو بعد معارك عبرا واعتداءات جماعة الأسير على الجيش اللبنانيّ. وطلبت هيئة «المحكمة» في جلسة سابقة التأكّد من تاريخ تصوير الفيديو وعما إذا كان مرتبطاً باستهداف الجيش في عمليتين متتاليتين في صيدا: الأولى عبر رمانة يدويّة عند حاجز الأولي والثانية استهداف حاجز في مجدليون في اليوم نفسه بواسطة انتحاري. وتبيّن عدم ارتباط الفيديو بهاتين العمليتين، وبالتالي عدم قصد «الفنان التائب» الجيش في كلمته «فطيستين».

وحكمت «العسكريّة» على العبدالله في هذه القضيّة بالأشغال الشاقة لمدة ثلاث سنوات.

كذلك، استجوب العميد ابراهيم، أمس، بلال المبيّض الذي أنكر إفادتيه الأوليّة والاستنطاقيّة اللتين اعترف خلالهما بأنّه كان يرمي رمانات يدويّة على الجيش وفي أماكن مأهــولة وفي نهر أبو علي بأمر من أسامة منصور، ومقــابل 20 ألف ليرة لبنــانيّة لأنّه لم يكن يجد عملاً!

وفي هاتين الإفادتين روى الموقوف أنّه تعرّف على «أبو عمر منصور» عبر صديقه من آل السعيد، وبعد أن طلب منه ذلك بسبب إعجابه بالشبان المنتمين إليه والذين كانوا يقفون ملثمين ومسلحين في الشوارع، لتــتوطّد العلاقة بينــهما ـ ثمّ يوكل إليه منصور مهمّة رمي الرمّانات عند حــاجزٍ للجيش في الملــولة ودورية للجيــش في شارع ســوريا ثم ملالة للجــيش في الشارع نفســه، وفي ملعب الجهاد ونهر أبو علي، وخلال عدد من مداهــمات الجيــش في التبانة ومحيطها.

ونفى المبيّض هذه التهم، متسائلاً: «هل أنا سوبرمان لأفعل كلّ ذلك؟»، وادَّعى أنّه اعترف بهذه الأعمال «لأنني تعرّضت للضرب المبرح في مقر مخابرات الجيش، ولو طلبوا مني أن أعترف أنني قتلت رفيق الحريري لكنتُ فعلتُ ذلك. وعندما تمّ سوقي إلى قاضي التحقيق ظننت أنني ما زلتُ في المخابرات فعدتُ وكرّرتُ إفادتي».

وعن الرمانتين اللتين ضُبطتا معه عند إلقاء القبض عليه، ادَّعى المبيّض أنه وجدهما في مبنى مهجور في شارع الدراويش وكان يهمّ بتسليمهما إلى الجيش، ولكن تم القبض عليه قبل ذلك.

ولدى سؤاله عن عدد من المقربين من منصور والمتهمين بقضايا إرهاب، أنكر أن يكون قد سمع سابقاً باسم شادي المولوي، فيما أقرّ بمعرفته ببلال ميقاتي (ابن شقيق أحمد سليم ميقاتي)، ليشير إلى أنّه تعرّف عليه في سجن رومية في «المبنى دال»، حيث «كنّا نلعب بقرة حشيشة المعتمدة على الضرب»!

وبعد انتهاء الاستجواب، استمهل وكيل الدفاع عن الموقوف للمرافعة، فأرجأ العميد ابراهيم الجلسة إلى 22 كانون الثاني المقبل.