طمأن السفير السعودي علي عواض عسيري الى ان لبنان يحظى من الناحية الأمنية بإرادة دولية لمساعدته كي ينأى بنفسه عن تطورات المنطقة، مؤكدا ان قرار الملك سلمان بن عبد العزيز مساعدة لبنان “مهما كانت التهديدات”.
وقال رئيس بعثة الشرف التي استقبلت رئيس مجلس الوزراء تمام سلام والوفد الوزاري المرافق لدى وصوله الى العاصمة السعودية للمشاركة في أعمال القمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا الجنوبية في حديث لصحيفة “النهار”: “هناك إرادة سياسية في الشأن الاقتصادي والتجاري بشكل أقوى مما عليه حاليا، وهذا ما عكسه البيان الختامي الذي أفرح قلوب الشعوب في العالم العربي وفي أميركا الجنوبية… إن المملكة بقدراتها المالية وسياستها المميزة جذبت الكثير من دول الشرق، وها هي تجذب الكثير من دول أميركا الجنوبية والدول الغربية لخلق قناة جديدة في التعامل الاقتصادي. أيضا لم تغفل القمة القضايا السياسية المتعلقة بهموم المنطقة واتخاذ خطوات جادة في القضاء على ظاهرة الارهاب التي اساءت للمسلمين ولكثير من البلدان وأصبحت هما دوليا وإقليميا”.
وعن الوضع حالياً في لبنان قال: “الحمد لله أن لبنان من الناحية الامنية يحظى بإرادة دولية لمساعدته على النأي بنفسه عن التطورات في المنطقة. لكن لبنان يعاني في الواقع من اللبنانيين أنفسهم ومن الاحتقان السياسي والطائفي الذي نراه. إن لبنان يستحق قرارات شجاعة لإنقاذه وإيجاد حوار بنّاء بين كل القوى السياسية لمساعدة لبنان على أن يبقى كما هو. فلبنان يعاني من الناحية الاقتصادية ومن الناحية السياسية، والبلد بلا رئيس مما يتطلب تضحيات من كل القوى السياسية لإيجاد رجل يقود هذه المرحلة ويستطيع أن يتحدث مع كل القوى السياسية، كما يستطيع أن يجذب العالم للعودة الى لبنان ويحرّك الاقتصاد ويكون له دور مؤثر في الحياة السياسية اللبنانية”.
وسئل عما تردد من تهديدات تلقاها في لبنان فأجاب: “أنا أؤمن بالقضاء والقدر والله سبحانه تعالى هو الحامي. نحن اتخذنا الاجراءات الضرورية وأبلغنا السلطات اللبنانية بما قرأناه وما سمعناه من تهديدات من مصادر غربية. والحكومة اللبنانية تشكر على تجاوبها في اتخاذ الحماية اللازمة للسفارة وموظفيها. وأؤكد انه مهما كان هناك من تهديدات فلن تحدّ من تنفيذ سياسة المملكة في لبنان والتواصل مع كل القيادات السياسية لما فيه مصلحة لبنان وترجمة محبة خادم الشريفين وحرصه على وحدة لبنان واستقراره ومساعدته مهما كانت هذه التهديدات”.
وعن حرب اليمن وما يشيعه الطرف الخصم للمملكة من تحليلات عن تعثر الحملة العسكرية التي تقودها السعودية قال: “الحقيقة أن ما يقال في هذا المجال لا صحة له والمملكة حريصة على ان ما يجري في اليمن لا يلحق الضرر بالشعب اليمني ولا يكون هناك ضرر على البنى التحتية لليمن، علما ان الضرر موجود لكنه محدود. وتحرص المملكة على أن يجد اليمنيون أنفسهم الحل وهي تشجع على ذلك وتقف الى جانب الشرعية اليمنية للوصول الى نتيجة ترضي اليمنيين أنفسهم قبل أي إنسان آخر”.
وفي ما يتعلق بتطورات الأوضاع في سوريا وموقف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي طالب بتنحي الرئيس بشار الاسد ورحيل القوات الايرانية: “هذا صحيح، فالايرانيون يجب أن يعودوا الى بلدهم ولا داعي لتواجدهم في سوريا. وكما يقال باللغة العربية “زادوا الطين بلّة”. ووجودهم كان أسوأ شيء لهذه الثورة. وهناك إرادة وإصرار دوليان على أن تغادر إيران المنطقة وتعود الى إيران. أنا أعتقد أن هناك جهودا دولية والمملكة جزء منها لإيجاد حلول سياسية في سوريا وهذا ما نأمل به إن شاء الله”.