IMLebanon

مزيد من المخاوف بشأن تباطؤ النمو في الصين

China-Stock-collapse
ستكون السوق على موعد اليوم مع الاستيقاظ على مخاوف جديدة بشأن تباطؤ النمو في الصين لليوم الثالث على التوالي في أعقاب الإعلان منذ بضع ساعات عن انخفاض بيانات الإنتاج الصناعي على أساس سنوي لأقل من التوقعات. وتزيد هذه البيانات من القلق المتصاعد بشأن القوة الدافعة الاقتصادية الآخذة في الهبوط بشكل مستمر في الصين كما تكمل انخفاض قراءة تقرير التضخم التي صدرت صباح يوم الثلاثاء وجاءت أقل من التوقعات، بالإضافة إلى بيانات التجارة الضعيفة للغاية والتي تم كشف النقاب عنها في بداية الأسبوع.

وكانت الواردات قد انخفضت بنسبة 19%، وهو الأمر الذي يؤكد بقوة على أن الاقتصادات التي تعتمد على صادراتها إلى هذه القوة الاقتصادية الكبيرة من المنتظر أن تشهد ضعفا من الطلب على منتجاتها من الصين. وأكد ذلك أيضا أحد الأسباب وراء قيام منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بتخفيض توقعاتها للنمو في بداية الأسبوع.
وعلى الرغم من أن الناتج المحلي الصيني قد انخفض عن المستوى الذي تستهدفه الحكومة الصينية كما أن جميع المؤشرات تدل في الوقت الحالي على أن القوة الدافعة الاقتصادية تواصل الهبوط إلا أن النمو الداخلي في الصين ما يزال هائلا ولن يتسبب التباطؤ في الاقتصاد الكلي في مخاوف كبيرة على الصعيد المحلي إلا إذا بدأ ذلك يؤثر تأثيرا سلبيا على التوظيف. وهذا التباطؤ الاقتصادي في الصين يمثل مشكلة لتلك الاقتصادات التي تعتمد على صادراتها إلى هذه القوة الاقتصادية الكبيرة حيث إنه من المؤكد أنها ستشهد ضعفا من الطلب على منتجاتها من جانب الصين.
وعلاوة على الغموض المتواصل بشأن توقيت رفع سعر الفائدة في الولايات المتحدة، ساهمت عودة المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الصيني في الخسائر التي شهدتها أسواق الأسهم في مطلع هذا الأسبوع. وبوجه عام، فالبيانات الاقتصادية التي أعلنتها الصين في اليومين الماضيين ستؤدي لإلقاء مزيد من الضغوط على البنك المركزي الصيني لزيادة تيسير السياسة النقدية على أمل إنعاش البيانات الاقتصادية. ومازلت أرى احتمالا كبيرا لأن يتم خفض سعر الفائدة مرة أخرى قبل نهاية العام.

الدولار الأمريكي

إن عودة التناقض الصارخ بين المعنويات الاقتصادية والنقدية في الولايات المتحدة وأوروبا قد شجع البائعين على الهجوم على زوج اليورو/دولار. وقد انخفض الزوج الآن لأدنى مستوياته في ستة أشهر عند مستوى 1.0673 وعادت السوق فجأة من جديد تتحدث عن احتمال الوصول إلى مستوى التعادل قبل نهاية العام الحالي. وحتى يمكن أن تزيد فرص حدوث هذا الاحتمال فإنه يجب أن يقوم البنك المركزي الأمريكي بتقديم مزيد من التشجيع للمتداولين بحيث يبدأ في رفع سعر الفائدة الشهر القادم، كما يجب أيضا أن يواصل البنك المركزي الأوروبي تكرار تهديداته بتقديم مزيد من الحوافز للاقتصاد الأوروبي.
ومن المهم الإشارة إلى أن السبب الرئيسي الوحيد وراء ارتفاع زوج اليورو/دولار من أدنى مستوياته في 11 شهر عند مستوى 1.04 والتي بلغها في وقت سابق من العام إلى مستوى 1.15 كان نتيجة التأخير المتواصل لتوقعات رفع سعر الفائدة الأمريكية، مما يعني أن ظهور أي مخاوف بشأن إمكانية عدم قيام البنك المركزي الأمريكي برفع سعر الفائدة الشهر القادم على الرغم من القرير الرائع للوظائف غير الزراعية الذي صدر يوم الجمعة الماضية يمكن أن يكون حافزا لتعافي الزوج من خسائره الأخيرة.

وكالة الطاقة الدولية

إن التفاؤل بشأن عودة خام غرب تكساس الوسيط للارتفاع نحو 100 دولار مرة أخرى قد تلقى ضربة قاصمة بعد أن أعلنت وكالة الطاقة الدولية عن توقعاتها بأن الأسعار من غير المرجح أن ترتفع فوق مستوى 80 دولار للبرميل قبل نهاية هذا العقد. وكانت التخمة الشديدة في المعروض النفطي وتراجع الطلب على السلعة هما السببين الرئيسيين اللذان وقفا حائلا أمام ارتفاع النفط بشكل كبير. غير أن الأمر الوحيد الذي يقف أمام تصديق هذه التوقعات هو أنه من الصعب توقع الأسعار بعد عام من الآن، ناهيك عن توقعها حتى نهاية العقد.
وفي الوقت نفسه، فإن المؤشرات المتكررة التي تدل على وجود تخمة شديدة في المعروض النفطي في الأسواق ستواصل التأثير بشكل سلبي على إقبال المستثمرين على النفط. ولا يقتصر الأمر على أن المخزون في الولايات المتحدة ما يزال قريبا من مستويات قياسية ولكن زيادة الإنتاج التي تم الإعلان عنها في بلدان أخرى من العالم بالإضافة إلى أنه من المتوقع أن تبدأ إيران ضخ إمداداتها من النفط في الأسواق في وقت ما في المستقبل القريب. وعلى الرغم من أنه من المقرر أن تعقد منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) اجتماعها الأخير هذا العام في شهر ديسمبر إلا أن أنه يبدو من غير المحتمل أن يتم اتخاذ قرار بخفض الإنتاج في ذلك الاجتماع مما يجعل من الصعب أن نتوقع ارتفاع كبير لسعر خام غرب تكساس الوسيط قبل نهاية العام.
وبالنسبة لوجهة النظر الفنية على الرسم البياني اليومي، نلاحظ حاليا أن خام غرب تكساس الوسيط يتم تداوله في نمط وتد مقلوب. وقد ارتفع السعر من القناة السفلية لهذا الوتد على مدى اليومين السابقين، ويشير مؤشر ستوكاستيك بأن السعر في وضع ذروة البيع مما يعني أن السعر يمكن أن يرتفع. ومع ذلك فإن التخمة في الأسواق والمخاوف بشأن الاقتصاد العالمي يمكن أن يؤدي لانخفاض الطلب على السلعة. وقد يؤدي الهبوط تحت خط الاتجاه لتمهيد الطريق أمام الانخفاض إلى مستوى 42 دولار، وإذا حدث ذلك فإنه من المحتمل أن يستمر الهبوط نحو مستوى 40 دولار.

الجنيه الإسترليني

في أعقاب التعرض ارفض فني آخر عند مستوى 1.55 في مطلع الأسبوع الماضي، تعرض زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي لموجة انخفاض حادة ويحاول في الوقت الحالي التعافي من الخسائر التي تكبدها بعد الانخفاض الحاد إلى أدنى مستوياته في أكثر من ستة أشهر عند 1.5026. ومن وجهة النظر الفنية، ما يزال زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي يبدو ضعيفا ويمكن أن يتم النظر إلى الارتفاع فوق مستوى 1.51 في مطلع هذا الأسبوع باعتباره انتعاشا من الخسائر الجسيمة الأخيرة.
ومع ذلك، ارتفع زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي من قناته الهبوطية بعد اختباره لخط الاتجاه السفلي وفي ظل أن كلا من مؤشر القوة النسبية ومؤشر ستوكاستيك يحاولان التحرك بعيدا عن حدود ذروة البيع، ما يزال الزوج يهدف إلى استعادة بعض الخسائر الأخرى.
ومع أن معظم وسائل الإعلام البريطانية تصب تركيزها على رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والاستفتاء المحتمل حول عضوية بريطانيا غي الاتحاد الأوروبي، سيكشف الاقتصاد البريطاني صباح اليوم الأربعاء عن أحدث قراءة لطلبات إعانة البطالة ومتوسط الدخل. ويمكن أن ترتفع معنويات المستثمرين تجاه الجنيه الإسترليني إذا تم تسجيل مزيد من التقدم في قطاع التوظيف البريطاني وإذا استمر متوسط الدخل في التحسن وزيادة التفاؤل بشأن إمكانية ارتفاع التضخم على مدى الأشهر المقبلة.
وبوجه عام، يتم تداول السعر الآن تحت كلا من المتوسطين المتحركين لمدة 50 و 20 يوم على الرسم البياني اليومي، وسيكون من قبيل الطموح الآن أن نتوقع ارتفاع زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي لأعلى من 1.53.