رائد الخطيب
الى الآن، لا معطيات حولَ مشروع العدادات الذكية، والتي يفوق تعدادها الـ1،25 مليون عداد، والتي من شأنها الحد من الهدر والسرقات، علماً أن شركات مقدمي الخدمات لا تزال تنتظر قرار تلزيمها.
إلا أنَّ النائب محمد الحجار كشف لـ«المستقبل»، أن حزب الله لا يزال يرفض تركيب العدادات في المناطق التي يسيطر عليها، لأسباب خاصة (أمنية)، وهو بالتالي ما يمنع القيام بالعملية كما يلزم.
إلا انَّ مصادر مستقلة تشير الى ان العملية تسير رغم وجود بعض العدادات غير المطابقة للشروط.
وفي موضوع عدم قيام الهيئة الناظمة للكهرباء، حمّل كلٌّ من النائبين الحجار ورئيس لجنة الطاقة النيابية محمد قباني الفريق الوزاري بوزارة الطاقة مسؤولية عدم تشكيل الهيئة الناظمة. وقال قباني «إن هناك مهمة تعطيل يقوم بها الوزير جبران باسيل»، فيما اعتبر الحجار أن عدم قيام الهيئة الناظمة مشكلته في عدم تطبيق وزير الطاقة آرتور نظريان بمهمة ترجمة القانون 181/2011، الذي من ضمنه إطلاق سراح هذه الهيئة، وكذلك القيام بالتعديلات للقانون الخاص بالكهرباء وهو القانون 462/2002، رغم إعطائه المهلة المحددة.
وفي ظل العجز الذي تعانيه مؤسسة كهرباء لبنان، يؤمل من مشروع مقدمي الخدمات الذي حقق انجازات في قطاع توزيع ونقل الكهرباء، ان يستكمل بتنفيذ اهم بنود المشروع اي تركيب العدادات الذكية، التي تقضي على الهدر غير الفني (السرقة) نهائيا، وتحد بشكل جذري من الهدر الفني.
وتفيد الارقام المحققة في المنطقة الاولى (جبل لبنان الشمالي ومحافظتا الشمال وعكار)، التي تتولاها شركة «بوتك« للصيانة والتشغيل BUS، أنه تمت في العامين الماضيين جباية 97 في المئة من الفواتير، بمعدل مليار ليرة في اليوم الواحد، بحيث ارتفعت المبالغ المجباة من نحو 196 مليار ليرة عام 2012، الى نحو 256 مليار عام 2013، الى نحو 275 مليار ليرة عام 2014، بزيادة 40 في المئة. وهذه الزيادة تغطي المستحقات المطلوبة للشركة الخاصة مقدمة الخدمة في هذه المنطقة. ويبلغ مجموع المبالغ المحولة الى كهرباء لبنان عن المنطقة الاولى وحدها منذ انطلاقة مشروع مقدمي الخدمات560 مليون دولار.
ومن الانجازات التي يمكن تسجيلها ايضا تقليص الهدر من 43 في المئة الى 29 في المئة، وتركيب نحو 31 الف عداد جديد .وتم تنفيذ طلبات للمشتركين كانت متراكمة منذ العام 1991، كذلك تم تطبيق آلية متطورة لقراءة العدادات والتدقيق بمؤشراتها، لمحاربة الفساد والرشوة، وتكثفت حملات نزع التعديات من قبل فريق متخصص مع الاستعانة بشركات أجنبية ضليعة بهذا المضمار. وتم الكشف عن أكثر من 13 الف حالة تعدٍّ حتى الآن.
وبالنسبة لتصليح الاعطال (2000 عطل شهريا)، فثمة تطور كبير في هذا المجال، بحيث تصلح 98 من الاعطال في اليوم نفسه. وهذا ما ينطبق ايضا على مد الخطوط الجديدة حيث تمت اضاءة بلدات وقرى لم تر النور من قبل.
أما بالنسبة لمشاريع توسعة وتأهيل شبكة التوزيع، فقد وضعت الشركة برامج استثمارية في المنطقة الاولى (جبل لبنان الشمالي مروراً بمحافظة الشمال وصولاً الى محافظة عكار) بتكلفة 64 مليون دولار، وبدأت تنفيذ 19 مشروعاً (تمّ إنجاز 8 مشاريع منها و11 مشروعاً قيد التنفيذ) حتى الآن مع تركيب 146 كيلومتراً من الكابلات المطمورة.
وتشمل المشاريع حالياً المناطق التالية: ساحل وأعالي المتن الشمالي، اعالي كسروان، قرطبا، الضنية، المنية وقرى عكار حتى منطقة وادي خالد. وتحقق هذه المشاريع مردودا لكهرباء لبنان يقدر بـ25 مليون دولار سنويا، حسب تقرير رسمي لكهرباء فرنسا، ما يعني ان المبلغ المستثمر سيعود اضعافا مضاعفة الى الخزينة. بالاضافة الى ذلك تم تركيب وشرك وتشغيل أكثر من 265 محطة تحويل هوائية جديدة و264 محطة تحويل أرضية جديدة.
هذه البرامج الاستثمارية مطلوبة في كل المناطق، واذا تم تنفيذها فانها تمول نفسها بنفسها، والامر عينه ينطبق على تجربة العدادات الذكية. ويكفي اعطاء مثال واحد افرزته التجربة على الارض، اذ تم تركيب نحو الف عداد ذكي (ديجيتال) في مناطق محددة بدلا من العدادات الميكانيكية القديمة. وبمراقبة أدائها، وتحديدا لدى احد المشتركين المتوسطي الاستهلاك، تبين ان فاتورته ارتفعت مع العداد الذكي لتكسب مؤسسة كهرباء لبنان في سنة واحدة ومن ، مشترك واحد فقط، 14 الف دولار اضافية عما كانت ستجبيه على العداد القديم. وقس على ذلك، هذا المشروع الواعد ينتظر الموافقات النهائية ليبدأ التنفيذ في كل لبنان.