فاتن الحاج – محمد خالد ملص
المكتبات المتعهدة بتأمين الكتاب المدرسي تتلكأ هذا العام في تسليم النسخ للمدارس الرسمية، أو إنها بالحد الأدنى لا تكترث للنواقص، إذ تدعي أنّ انخفاض السعر بنسبة 30.5% للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة و36.75% للمرحلة الثانوية لا يحقق لها الأرباح المرجوة.
التذرع بضآلة الأرباح ليس السبب الوحيد الذي يقف وراء أزمة الكتاب، فمجانية التسجيل ومجانية الكتب زادتا الطلب بأرقام غير متوقعة، بحسب رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء ندى عويجان. تقول إننا «ضاعفنا كميات الطباعة هذا العام استناداً إلى إحصاءات السنوات الثلاث الماضية، من دون أن نتمكن من تغطية الحاجات المطلوبة». هل السبب هو زيادة عدد تلامذة المدرسة الرسمية؟ تجيب: «صحيح، ازداد عدد التلامذة بنحو 8 آلاف تلميذ في دوام قبل الظهر، وارتفع بنسبة كبيرة في دوام بعد الظهر، فيما المفارقة أننا لاحظنا أن بعض التلامذة يتسجلون ويحصلون على مجموعة الكتب من دون أن يتابعوا الدراسة بالضرورة». إلاّ أن المشكلة الحقيقية، كما تقول عويجان، تكمن في آلية العمل نفسها المعتمدة بين المكتبات ومراكز التوزيع والشركات الملتزمة طباعة الكتب، والحديث عن ديون لبعض الأطراف على أخرى، وبالتالي فإن النقص يحصل لاعتبارات مادية.
تؤكد أن المطلوب التنسيق بين وزارة التربية والمركز التربوي، ونقابة أصحاب المكتبات التي حددت أسماء المكتبات المتعهدة في المحافظات، ومراكز التوزيع، وبالتالي تعديل دفتر الشروط بما ينظم العلاقة بين هذه الأطراف، وخصوصاً لجهة التركيز على ذهاب الموزع إلى المكتبة وليس العكس كما يحصل الآن». تذكّر بأن طباعة الكتب نفسها تأخرت إلى ما بعد بدء العام الدراسي بسبب التأخير في إعلان المناقصة الأولى لتلزيم الكتاب المدرسي الرسمي في 19 حزيران الماضي، ومن ثم إلغاء نتائجها بعد 40 يوماً وإجراء مناقصة ثانية في 21 آب.
هل الأزمة محصورة في مناطق محددة؟ تلفت عويجان إلى أنها تتركز بصورة خاصة في الشمال وبعض مناطق الجنوب، ولا سيما في النبطية، وإن كان النقص قد يحصل في أي وقت في أي مكان.
في طرابلس، استطاع طالب واحد من كل 20 طالباً تأمين كتب جديدة، فيما استحصل الآخرون على كتب قديمة أو لجأوا إلى تصوير الكتب الجديدة على نفقتهم الخاصة. وقد استدعى ذلك تحركاً لمجالس الأهل في المدارس الرسمية باتجاه رئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلا حاماتي، إلاّ أنّ إشكالاً وقع بين الطرفين، أدى إلى فض الاجتماع، بحسب ما جاء في بيان للمجالس، اتهمت فيه حاماتي باستفزاز الأهالي للتهرب من تساؤلاتهم. إلا أن حاماتي نفت لـ «الأخبار» هروبها من أي تساؤل، «فالنقص في الكتاب الرسمي ليس في طرابلس فحسب، بل في كل لبنان، والسبب الرئيسي هو ازدياد عدد الطلاب الذي لم يلحظه المركز التربوي عند الطباعة».
لكن مدرسة الزاهرية الرسمية للبنات مثلاً تسلمت حتى الآن 20% من الكتب في كل المراحل، كما تقول مديرة المدرسة صباح المصول، وهي بأغلبيتها ناقصة.