نفذت التذاكر بالكامل قبل بدء الحفلة التي ينتظرها عشاق موسيقى الميتال الصاخبة، فكثير من الباريسيين كانوا متشوقون للاستمتاع بعروض “نسور الموت” الفرقة الأميركية الشهيرة، لكنهم لم يدركوا أن الموت فعلا كان بانتظارهم.
فالفرقة الموسيقية القادمة من كاليفورنيا والشهيرة بموسيقاها وأغانيها الصاخبة كانت تعرض ستة أغاني، بحسب مايكل أخو عازف الإيقاع جويان دوريو، وذلك من دون أن تدري أن خشبة مسرح باتاكلان التي تقف عليها هي واحدة من ستة مواقع استهدفها نسور موت حقيقيون في ليلة كانت أعلى صخبا من موسيقاهم الشهيرة.
وبينما كان صوت الغيتار يدوي في القاعة الممتلئة عن آخرها، انطلق الرصاص من رشاشات كلاشينكوف، ليعم الهلع والصراخ والدم.
ومن حسن حظ الفرقة أنها تمكنت في الحال من الخروج عبر باب خلفي لخشبة المسرح، مخلفين ورائهم عرضا دمويا يجري على مقاعد الجمهور.
فبعدما فتح مسلحون النار على الحضور، فجر اثنان نفسيهما بحزامين ناسفين، ليزهقوا أرواح أكثر من مائة شخص.
والمسرح الشهير الذي يعتبر بيتا لعروض موسيقى الميتال والروك والبوب، بني عام عام 1894 بواسطة المعماري تشارليز دوفال، في بوليفارد فولتير بالمنطقة الحادية عشرة في باريس.
ويشير اسم المسرح “باتاكلان” إلى أوبريت شهير للموسيقي الفرنسي من أصل ألماني جاك أوفنباخ، أحد مؤسسي فن الأوبريت.
ويعد أوبريت باتاكلان الذي عرض لأول مرة في 29 كانون الثاني عام 1855، أول نجاح كبير لأوفنباخ والذي فتح الطريق على مصراعيه لأعمال إبداعية زادت على المئة عمل.
وكان مبنى المسرح العتيق قد تعرض لحريق عام 1933 أتى على معظمه وأوقف العروض فيه لفترة طويلة قبل إعادة بناءه في الخمسينيات، لكن الحادث الإرهابي الذي استهدف المبنى والحاضرين فيه والفن الذي يشاهدونه قد تسبب بضرر أكبر من الحريق.