بدت مصادر أمنية معنيّة عبر صحيفة “الراي” الكويتية أكثر ميْلاً للأخذ بـ “المعطيات” التي كشف عنها تنظيم “الدولة الاسلامية” عن ان تفجير “برج البراجنة” حصل بواسطة دراجة وانتحاري “فما من سبب يجعل داعش يتحدّث عن انتحاري واحد لو كانت الجريمة نُفذت بانتحارييْن اثنيْن او أكثر”.
واذ بدت هذه المصادر حاسمة في نفيها الرواية التي تحدثت عن ثلاثة انتحاريين، قالت لـ “الراي” ان الكلام عن وجود انتحاري ثانٍ غير اكيدة، كاشفة عن ان”عمليات فحص للحمض النووي تجري على نحو كثيف لمعرفة عدد الجثث المجهولة والتأكد تالياً من عدد الانتحاريين وما اذا كان واحد او اثنين”.
وفي ما يشبه الميل الى”تصديق”رواية”داعش”، أشارت المصادر الأمنية المعنية الى”وجود نحو 13 جثة مقطوعة الرأس، وهو ما نجم على الأرجح من عصْف انفجار الدراجة النارية على مستوى الرؤوس، قبل ان يقوم الانتحاري بتفجير نفسه بالجموع (يمكن ان يكون احتمى بأحد الزواريب الضيّقة) بعد دقائق من تفجير الدراجة”.
وبدت المصادر عينها حذرة في رسم رواية تفصيلية لما جرى في برج البراجنة ليل الخمس – الجمعة، لكنها قالت لـ”الراي”ان العدد الكبير من القتلى سببه حشو المتفجرات (الدراجة والحزام الناسف) بآلاف الكرات الحديد الصغيرة التي تنطلق بقوة 8500 متر في الثانية الواحدة بدفع من الانفجار وتكون قادرة على القتل والايذاء بدرجة عالية، وهو ما دلّت عليه عمليات انتحارية مماثلة نفذها”داعش”في غير مكان.
ولفتت تلك المصادر الى ان”مَن نفذ جريمة برج البراجنة هو على درجة عالية من التدريب، عقائدي ولديه خبرات، وهي الامور التي تُستدلّ من طريقة ركن الدراجة المفخّخة ومن ثم تفجيرها، ومن تحييد الانتحاري نفسه عن انفجارها ومن ثم القيام بتفجير نفسه بعد دقائق”.
وفي حين نُقل عن مصادر أمنية أخرى ان لا صحة للأسماء التي جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي عن منفذي التفجير ولا للصور التي تم تَناقُلها على انها تعود لهم، تتركّز التحقيقات على خيْط يمكن ان يفضي الى كشْف ملابسات العملية ويتمثّل في اللبناني ابراهيم.ج الذي أوقفته شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي ليل الاربعاء في محلة القبة (طرابلس) وكان يحمل حزاماً ناسفاً معداً للتفجير.
إلى ذلك، كشفت مصادر وزارية أن مسألة مقتل إنتحاري ثالث في جريمة التفجير في الضاحية ما زالت قائمة كإحتمال، على أن يتم تثبيتها بعد جمع الأشلاء التي تناثرت في مسرح الجريمة لإخضاعها لفحص “دي أن آي” لتحديد الهوية الوراثية والتأكد من أن من تعود إليه كان مشاركاً في الجريمة كانتحاري ثالث أو أن الأمر اقتصر على إنتحاريين.
وكشفت المصادر نفسها لصحيفة “الحياة”، أن الإجتماع الوزاري- الأمني الذي عُقد أمس برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام ، توقف عند عثور وحدات الجيش على عبوة وضعت أمام مقهى شعبي في حي الأميركان في منطقة جبل محسن (ذات الغالبية العلوية) في طرابلس قبل ظهر أول من أمس جرى تعطيلها قبل انفجارها، خصوصا أنه سبق اكتشافها بالصدفة، توقيف “شعبة المعلومات” في قوى الأمن المدعو ابراهيم ج. (في محلة القبة في طرابلس) وهو من منطقة الضنية الشمالية بعد أن اشتبهت به أثناء مروره على دراجة نارية قرب إحدى دورياتها.
وذكرت المعلومات التي جرى تداولها في الإجتماع الأمني أن توقيف الأخير جرى بعد أن حاول إطلاق النار من مسدس، فتبين أنه كان يحمل قنبلة يدوية ويلف خصره بحزام ناسف. وعلمت “الحياة” أن هذا الموقوف الذي يتواصل التحقيق معه كان ينوي تفجير نفسه في منطقة جبل محسن وسط تجمع لسكانه، وأن التحقيقات تهدف إلى معرفة ما إذا كان ينوي تفجير نفسه بالتزامن مع التفجيرين الانتحاريين في برج البراجنة.
وذكرت المعلومات أن الحزام الناسف الذي كان بحوزته مصنوع من المواد نفسها التي صنع منها الحزامان الناسفان في جريمة استهداف الضاحية مساء أول من أمس، وأن المقارنة بين هذا الحزام وبين هذين الحزامين أثبتت أنه نسخة طبق الأصل عنهما وعن الحزام الثالث الذي لم ينفجر. وأشارت المعلومات الأمنية إلى أن الموقوف ابراهيم ج. كان زار سوريا وعاد إلى الضنية.