IMLebanon

اعتراض في المدفون على إقامة محطة للصرف الصحي

madfoun-festival-3

 

كتبت لمياء شديد في “السفير”: لم يصدق أهالي بلدة تحوم في قضاء البترون أن الحياة ستعود الى موقع جسر المدفون وواديه بعدما انطلقت لجنة «مهرجانات جسر المدفون السياحية» بنشاطها، وافتتحته بمهرجان كان الأول في الصيف الماضي، واستقطب آلاف المواطنين من مختلف المناطق اللبنانية، ليفاجأوا قبل فترة بمشروع لوزارة الطاقة والمياه لإقامة محطة للصرف الصحي عند شاطئ البلدة، وقرب جسر المدفون الذي يعد موقعا سياحيا بامتياز تنتشر فيه المطاعم والمقاهي والمنتجعات السياحية، إضافة الى أنه يضم واديا أثريا تاريخيا مقدسا يفصل بين محافظتي الشمال وجبل لبنان ويحتضن مغاور عدة ومناسك ومعابد يجب ترميمها وتسليط الضوء عليها.

مشروع محطة للصرف الصحي في محلة جسر المدفون على شاطئ بلدة تحوم هو مشروع مرفوض جملة وتفصيلا من قبل الأهالي، ليس في بلدة تحوم البترونية فحسب، بل في بلدتي فغال وكفركده في قضاء جبيل والمتاخمتين لوادي المدفون، وقد تم تحضير كتاب الى مجلس الإنماء والإعمار لإبلاغه بالاعتراض على تنفيذ المشروع.

ويؤكد الأهالي أنه بالاضافة الى الكتب والعرائض التي سيتم توقيعها وأرسالها الى المراجع المختصة ستكون الوجهة الأخرى نحو القضاء، في حال عدم الأخذ برأي الأهالي المعنيين في البلدات الثلاث تحوم وكفركده وفغال، إضافة الى تحركات ميدانية تصعيدية، للوقوف في وجه المشروع الذي سيقضي على سياحة الموقع وبيئته وتراثه.

موقع المشروع
تبلغ مختار بلدة تحوم جوزيف فارس من الإدارات المعنية محتوى الدراسة المعدة من قبل مجلس الانماء والإعمار بواسطة مكتب BTD لإنشاء المحطة المذكورة على العقارات 51، 52، 53، 54، 61 و159 عند مدخل بلدة تحوم الجنوبي الغربي على مساحة 121 مترا مربعا على أن تستوعب 1840 مترا مكعبا من المياه المبتذلة يوميا.

ويحد الموقع، المنوي اقامة المشروع عليه، من الشمال مدخل بلدة تحوم ـ راشانا ـ سمارجبيل المعروف بطريق القديسين، من الشرق أوتوستراد طرابلس بيروت الدولي، من الجنوب وادي جسر المدفون، ومن الغرب جسر سكة الحديد القديم المحاذي لشاطئ البحر. وبما أن شاطئ بلدة تحوم سياحي بامتياز، ويمتد من جسر المدفون جنوبا لغاية بلدة كفرعبيدا شمالا، وتنتشر عليه المؤسسات السياحية والاندية البحرية، ومنها ما هو مدرج على لوائح السياحة الدولية.
جسر المدفون
لا يقل موقع جسر المدفون وواديه أهمية عن معظم الأماكن السياحية والاثرية المعروفة في لبنان، الا أنه بحاجة لنفض الغبار عنه، وهذا ما تسعى لجنة مهرجانات جسر المدفون لتحقيقه. وقد شهد وادي المدفون، الذي يخترقه نهر ينبع من أعلى قمم سيدة إيليج ـ القطارة، أحداثا تاريخية كبيرة منذ العام 676 مرورا بالعام 1280 الى العام 1766 وصولا الى الحربين العالميتين الأولى والثانية. ومنذ مطلع الحرب اللبنانية عُرِف جسر المدفون كحد فاصل بين منطقة الشمال ومنطقة جبل لبنان.

ونظرا لأهمية الموقع المذكور يستعد الأهالي لحملة تحركات واعتراضات لتشكيل سد منيع في وجه المشروع المنوي إقامته والذي كما يقول مختار بلدة تحوم جوزيف فارس: «عندما سمعنا شرحا عن تفاصيله تمنينا تنفيذه اليوم قبل الغد، ولكن عندما استقصينا عن محطات التكرير في طرابلس وصيدا وغيرها من المناطق اللبنانية والنتائج المترتبة عليها، قررنا التحرك لمنع وجود المحطة لأن المشروع كناية عن محطة تكرير مرتبطة بـ11 محطة ضخ مياه مبتذلة من 11 قرية بترونية، وفي حال طرأ أي عطل فيها تقع الكارثة ونحن بغنى عنها. ولن نخاطر بسياحتنا البحرية وبغنى تراث هذا الوادي المقدس والاثري ولن نقبل باجتياح 1840 مترا مكعبا يوميا لمحيط جسر المدفون المهدد في اي لحظة بحصول كارثة بيئية قد تقضي على كل معلم سياحي وتاريخي وديني وأثري. سنتوجه الى كل المسؤولين المعنيين ولن ندخر جهدا لمنع تحقيق المشروع الى حد قطع الطرق لمنع تمريره».