Site icon IMLebanon

العسكرية: أحكام بالسجن على “قادة المحاور”

شهدت قاعة المحكمة العسكرية أمس وقائع الحلقة الأخيرة من “مسلسل” جبل محسن ــ باب التبّانة. “أبطال المسلسل الظاهرون” كلهم حضروا في قفص الاتهام، باستثناء “عامر أريش” الذي لطالما احتلّت صورته الشاشات إلى جانب زميليه زياد علوكي وسعد المصري.

أما “أبطال الظلّ”، من سياسيين وضباط سابقين (أبرزهم عميد حمود)، فلم يمثلوا أمام المحكمة، وهو ما عبّر عنه أحد المترافعين بالقول إن “قادة المحاور الحقيقيين الذين يفترض أن يحاكموا ليسوا هؤلاء الذين كانوا يُقاتلون بعضهم بعضاً عندما يأتي القرار من الكبار بإشعال المعركة”. وأجمع وكلاء المدعى عليهم على إبعاد تُهمة استهداف الجيش عن موكليهم.

عند الواحدة إلا رُبعاً، مَثَل “قادة محاور باب التبانة” أمام هيئة المحكمة منصتين إلى مرافعة موكليهم. عَلَت الابتسامات الوجوه، قبل أن يتلوا، جميعاً، فعل الندامة. ورداً على سؤال رئيس المحكمة العميد خليل إبراهيم لكل منهم: “عندك شي تضيفو؟”، ردّ الموقوف جلال الحجّي: “سلامة قلبك. عندي ولد ما بعرفو. ولد وأنا في السجن”. أما زياد الصالح (علّوكي) فأجاب: “لازم نرجع لولادنا قبل ما يغزيهم الفكر الداعشي”. وقال سعد المصري: “بمعيتك انت الراعي حتى نعمّر طرابلس. الجيش بالنسبة إلي خط أحمر وأطلب البراءة”. أما بلال عكّاري، أحد أكثر الموقوفين طرافة في تعليقاته، فقال: “وحياة المصحف الشريف، طالع إتجوز وجيب أربع مطربين. ما بقا إحمل بارودة”.

افتتح المرافعات المحامي أحمد شندب، وكيل الموقوف جمال الحجي، بالتضامن مع أهالي الشهداء والجرحى الذين سقطوا في تفجير برج البراجنة. وقال: “لا يُعقل أن تتحمل هذه المجموعة الماثلة أمام هيئة المحكمة مسؤولية حرب دامت سنوات تعجز موازنة الدولة اللبنانية عن تمويلها. اجتزاء المسؤولية وإلصاقها بهؤلاء الموقوفين هو عين الظلم”. ودعا إلى إبطال التحقيقات الأولية التي انتزعت تحت التعذيب، وطالب بإعلان براءة موكله أو الاكتفاء بمدة توقيفه. بدوره، ترافع المحامي رشاد العلي، بوكالته عن “علّوكي”، فأكد أنه “لا يوجد أيّ ادّعاء شخصي ضد موكلي. ولتُقطع يده إذا امتدّت إلى الجيش اللبناني”. وسأل: “كيف يُمكن لشخص عليه كل ما قيل، أن يُسلّم نفسه للجيش”، قبل أن يطلب إعلان براءة موكله من التُّهم المنسوبة إليه. أما سعد المصري الذي ترافع عنه المحامي سامر حواط، فقد افتتح محاميه مرافعته بالقول: “كل الباعة في الوطن مُستهدفون إلا باعة الوطن”. وعرّج على ذكر شادي المولوي بوصفه الإرهابي الحقيقي الذي لا يزال هارباً. وسأل: “فاتورة من يدفع سعد المصري؟”. وتعاقب بقية المحامين على الترافع، قبل أن يُحدّد رئيس المحكمة نهاية الجلسات موعداً لصدور الحكم. وأثناء انعقاد إحدى الجلسات التالية، أُبلغ رئيس المحكمة أن وعكة صحية أصابت علّوكي، فطلب نقله إلى المستشفى إن كانت حالته تستدعي ذلك.

ومساءً، أصدرت المحكمة العسكرية حُكمها في ملف أحداث طرابلس، فقضت بالسجن ثلاث سنوات لعلوكي ومحمود الحلاق. وحكمت على المصري بالسجن لمدة سنتين ونصف سنة، وعلى جلال الحجّي ومحمد الطري ويحيى صالح وبلال عكاري وفادي الحلبي وعمر الديك بالسجن سنتين. كذلك حكمت غيابياً بالأشغال الشاقة لمدة ١٥ سنة على نور الدين المشحاوي وفاروق مشحاوي ومحمود الطري ويوسف الراوي ومحمد اليوسف وسمير مشحاوي وخلدون حجازي ومحمد الرشيد ومايز الفوّال.

يُشار إلى أن هؤلاء المدّعى عليهم متهمون بجرم “تشكيل مجموعات مسلحة بهدف القيام بأعمال إرهابية، والنيل من سلطة الدولة وإثارة الفتنة الداخلية، والاقتتال الطائفي بين اللبنانيين من أبناء الطائفتين السنية والعلوية، وإطلاق النار والقذائف والعبوات الناسفة والمتفجرة وأصابع الديناميت على عناصر الجيش اللبناني، خلال معارك التبانة وجبل محسن”.