IMLebanon

إجتماع فيينا: حكومة انتقالية سورية في 6 أشهر وانتخابات في 18 شهرًا

vienna-talks-on-syria-new

 

على غير المتوقع انتهى اجتماع فيينا أمس، بمسودة خارطة طريق للحل السوري تتضمن القليل من “جنيف 1” بإشارتها الى “حكومة انتقالية”، والقليل الأكثر من المشروع الروسي ذي النقاط الثماني بالحديث عن انتخابات خلال 18 شهرا من دون الاشارة الى ما اذا بإمكان رئيس نظام دمشق بشار الاسد خوضها، مع عدم التطرق الى مصيره.

وتوصيف “غير المتوقع” نابع من الموقف الاستباقي الذي اتخذه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول من أمس بالتنصل من مسؤولية أي بحث في مصير الأسد، ما اعتبره مراقبون اجهاضاً لاجتماع فيينا، ونابع أيضاً من ان الاجتماع جاء غداة العمليات الارهابية التي استهدفت باريس مساء أول من أمس، وفرضت انطباعا بأن محاربة “داعش” فرضت نفسها كأولوية مطلقة، وهو ما سعى الأسد الى إظهاره من خلال الشماتة بفرنسا محملا السياسة التي تتبعها في المنطقة مسؤولية ما تعرضت له، فكان ان رد عليه وزير الخارجية الاميركي جون كيري بالقول ان موقفه هذا تأكيد جديد على عدم أهليته لقيادة بلاده، وانه يردد الاكاذيب واصفا اياه بالمغناطيس الذي يجذب الإرهاب.

واذا كان اجتماع فيينا رسم اطارا زمنيا لبدء الحل، فإن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ردد الموقف الذي دأب عليه منذ فترة وهو ان بلاده “ستواصل دعم العملية السياسية التي ستفضي الى رحيل الأسد أو ستواصل دعم المعارضة السورية بغرض إزاحته بالقوة”.

وأعلن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ان المشاركين في المحادثات اتفقوا على جدول زمني محدد بشأن سوريا، يؤدي الى تشكيل حكومة انتقالية في هذا البلد خلال ستة اشهر واجراء انتخابات خلال 18 شهرا.

وقال شتاينماير: “لا احد يكذب على نفسه بشأن الصعوبات التي نواجهها، ولكن التصميم على حل احرز تقدما خلال 14 يوما”، اي منذ الجولة الاولى من المحادثات التي جرت في فيينا.

وجاء في بيان ختامي أعقب المحادثات ان الهدف هو عقد لقاء بين ممثلي النظام السوري وممثلين من المعارضة بحلول الاول من كانون الثاني المقبل.

وقال كيري: “يجب ان يرافق هذه العملية السياسية وقف لاطلاق النار. وسيساعد ذلك على انهاء سفك الدماء بالسرعة الممكنة، وسيساعد بسرعة على تحديد من يريد ان يتم اعتباره ارهابيا ومن لا يريد ذلك”. وأكد أنه “لا شك في ان عزمنا اصبح اقوى بعد هذه الوحشية المطلقة”، في اشارة الى الهجمات التي هزت باريس واعلن “داعش” مسؤوليته عنها. وأضاف: “ان احترام الحياة وما تحمله من امكانات هي التي دفعت جهودنا في فيينا.. الدماء في سوريا تمتد الى كل الدول.. ادت الحرب المستمرة منذ نحو خمس سنوات في سوريا الى مقتل 250 الف شخص واسفرت عن ازمة لاجئين في اوروبا، وقادت الى ولادة تنظيم “داعش” الذي استهدف العديد من الدول المشاركة في مفاوضات فيينا”.

وقال كيري: “ان تأثير هذه الحرب يمتد الى جميع الدول سواء على شكل تدفق المهاجرين اليائسين الباحثين عن ملجأ(..) او المقاتلين الاجانب الذي يتوجهون الى سوريا(..) او المقاتلين المتطرفين الذين يعيشون بيننا، وقد سممت عقولهم دعاية “داعش” وأكاذيبها”.

وتابع: “من الواضح اننا لم نتفق في فيينا اليوم (أمس السبت) على جميع القضايا المتعلقة بسوريا. فلا نزال نختلف حول قضية مصير الاسد”. واضاف “لا يمكن لهذه الحرب ان تنتهي طالما بقي الاسد”. وقال كيري ان تصريحات الاسد اثر اعتداءات باريس التي انتقد فيها سياسة فرنسا تظهر انه “غير مناسب ليكون قائدا لبلاده”.

وتعهد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في فيينا بأن فرنسا لن توقف “تحركها الدولي”، وقال إنّ الاعتداءات أكّدت على ضرورة “زيادة التنسيق الدولي في القتال ضد داعش”، ووافقه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي قال إنّ الهجمات “لا تبرر” تخفيف استهداف الجهاديين المتطرفين مثل تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” المرتبطة بتنظيم “القاعدة”.

واتفقت الدول المشاركة في اجتماع فيينا على ان تقود الامم المتحدة المشاورات لتحديد حيثيات وقف اطلاق النار الذي لن يشمل العمليات ضد “داعش” وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات التي لم تحدد بعد. كما اتفقت تلك الدول على اجراء الانتخابات طبقا لدستور جديد بإدارة الامم المتحدة.

ونصّ البيان الختامي على السماح للسوريين في الشتات بالتصويت في الانتخابات، وهي النقطة التي كانت محلّ خلاف في المفاوضات.

ولم يتفق المجتمعون على مصير الاسد. وتطالب دول غربية وعربية بتنحيه للسماح لحكومة انتقالية بتوحيد البلاد خلف عملية تصالحية وهزيمة “داعش”، الا أنّ روسيا التي تشنّ غارات جوية ضدّ جماعات معارضة سورية مسلحة منذ أواخر ايلول، تقف مع الاسد وايران.

ويتوقع ان ينظم الاجتماع المقبل بشأن سوريا بعد نحو شهر.