كتب ايلي الحاج في “النهار”: سيقرأ رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بإمعان اليوم نتيجة التصويت في نقابة المحامين أمس. سيتوقف ملياً عند امتناع عدد كبير ممن يُفترض أنهم حلفاء في قوى 14 آذار، مستقلين غالبيتهم وحزبيين عن الاقتراع لمرشحه المحامي بيار حنا عن تصور وتصميم. سيتبلغ بطريقة أو بأخرى وعبر “المحبّين الكثر” أن سياسياً يشغل موقعاً بارزاً قال أمام زوّاره ليسمع “الحكيم” إن سقوط مرشحه لمنصب النقيب سيكون “أول دفعة على الحساب” من المستقلين الذين اتخذوا هذا القرار عقب مؤتمر صحافي لجعجع الأسبوع الماضي تحدث فيه عن أوزانهم وأحجامهم، معتبراً أن “القوات” و”التيار الوطني الحر” يمثلان غالبية ساحقة في البيئة المسيحية.
عندما شن رئيس “القوات” هجومه الكلامي ذاك على النواب المسيحيين المستقلين أو المنضوين إلى كتل غير الكتل المسيحية الثلاث الكبرى، كان يريد التأثير في سياق حملة تجييش كبيرة لوّح بها لمنع هؤلاء النواب من المشاركة في جلسة التشريع الخميس الماضي، وإتاحة الفرصة أمام رئيس مجلس النواب نبيه بري للادعاء أنها جلسة ميثاقية رغم حجم المقاطعين الكبير مسيحياً، خصوصاً أن حزب الكتائب مقاطع أساساً للجلسات لسبب دستوري مبدئي. لامس كلامه مروحة واسعة من الأحزاب العاملة حالياً أو التاريخية ذات الحضور في النقابة رغم احتجابها السياسي، مثل الكتلويين والدستوريين، وشخصيات مستقلة قامت بأدوار سياسية مختلفة وذات تأثير في صندوق الإقتراع. جميعهم شعروا بأن جعجع قلّل قيمتهم عندما استند إلى ورقة “إعلان النيات” أبرمها مع الجنرال ميشال عون ليسألهم عند أول مناسبة كما يفعل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله: “إنتو مين؟”. لا يحب جعجع المستقلين خصوصاً عندما يخالفون توجهات سياسية قرّرها لأسباب عليا تخفى عليهم أحياناً. وعندما يعبّر عن موقفه حيالهم يعتبرون كلامه “إعلان نيّات” ضدهم.
ليس طبيعياً أن يطلب جعجع في اليوم التالي لمؤتمره الصحافي إلى الممتعضين من كلامه تأييد مرشحه لنقابة المحامين. وهناك بالطبع دوافع أخرى لمن أعطوا النقيب الجديد أنطونيو الهاشم فارقاً كبيراً تجاوز الـ 700 صوت عن منافسه المحامي حنا. منها أنهم يعرفون الهاشم أكثر في النقابة وقصور العدل، وبالتالي مقتنعون به ليكون خليفة لنقباء سابقين فرنكوفونيين كبار مثل الرؤساء إميل إده وبترو طراد وبشارة الخوري.