IMLebanon

الأسواق الناشئة .. فرصة أم فخ؟

TurkeyStockMArket2
نيكول بولوك، دان ماكرام، و روبين ويجليزويرث من لندن

هل الأسواق الناشئة فرصة أم فخ؟ على الرغم من الصعوبات الحالية، إلا أن أسهم الأسواق الناشئة لا تزال توفر احتمال التعامل مع بعض الاقتصادات سريعة النمو في العالم، في الوقت الذي تعد فيه التجارة والتكنولوجيا والتحرر بنمو على المدى الطويل في الأرباح.

مع ذلك هذا لم يكن مجرد عام صعب، لكنه كان نصف عقد صعبا بالنسبة للمستثمرين. الذين اشتروا مؤشر مورجان ستانلي المركب للأسواق الناشئة في أواخر عام 2010 خسروا 14 في المائة من أموالهم، في حين أن ما يعادله للأسواق المتقدمة حقق مكاسب بلغت 35 في المائة. ومعظم الخسائر جاءت هذا العام.

الضغوط على شركات الأسواق الناشئة قوية. ويتوقع أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي في كانون الأول (ديسمبر) دورة تشديده التي طال انتظارها، وهو ما سيجذب رأس المال مرة أخرى إلى الولايات المتحدة ويعزز قوة الدولار على حساب العملات “الضعيفة”. السلع الأساسية التي تشكل دخلا كبيرا بالنسبة لكثير من الاقتصادات النامية، تستمر إثارة الألم، في الوقت الذي انخفضت فيه أسعار النفط إلى ما دون 44 دولارا في الأسبوع الماضي.

يقول مارك تشاندلر، الرئيس العالمي لاستراتيجية السوق في شركة براون براذرز هاريمان: “لقد كانت لدينا علاقة الحب هذه مع الأسواق الناشئة، لكنها انتهت”.

ويضيف أن جميع العناصر التي تدعم أسهم الأسواق الناشئة – الدولار الضعيف، وبرنامج تسهيل الاحتياطي الفيدرالي، وأسعار السلع الأساسية القوية، والنمو العالمي – تمر الآن في حالة من الانعكاس. “كل واحدة من هذه الدعائم تم تقويضها أو تحطمت”.

لكن الفرص تظهر عندما تكون الأصول غير محبوبة. التقييمات لأسهم الأسواق الناشئة انخفضت إلى مستويات تدعو المستثمرين لموازنة التحديات العديدة مقابل التوقعات على المدى الطويل.

مؤشر مورجان ستانلي المركب للأسواق الناشئة، بحسب نسب الأسعار إلى الأرباح، رخيص نسبيا، إذ تبلغ أرباح هذا العام 12 ضعفا، منخفضة عن 15 ضعفا في نيسان (أبريل). وتم تقييم مؤشر مورجان ستالي المركب العالمي، الذي يضم 23 مؤشرا للأسواق المتقدمة، بناء على أرباح مستقبلية تبلغ 18 ضعفا، وذلك وفقا لبنك سوسييتيه جنرال.

وتتوقع شركة كابيتال إيكونوميكس حدوث انتعاش في مؤشر الأسواق الناشئة على مدى العامين المقبلين، في حين أن الأسهم في معظم العالم المتقدم “لن تتحرك سوى أعلى قليلا”. وتعترف شركة الأبحاث بأن هناك قوى أخرى قد تؤثر في السوق على المدى القصير، لكن ينظر إلى الأنباء الجيدة من الصين والانتعاش التدريجي في أسعار السلع الأساسية على أنه يدعم على الأرجح أداء متفوقا قابلا للاستدامة في الأسواق الناشئة.

شركة جي إم أو، التي أسسها جريمي جرانثام الذي يؤمن بالسوق الهابطة، متفائلة أيضا بشأن إمكانية العائد على المدى الطويل. في آخر توقعاتها بشأن العائد لمدة سبعة أعوام، تتوقع شركة إدارة الأصول أن تحقق أسهم الأسواق الناشئة 4.6 في المائة سنويا، لتحطم النسبة السنوية البالغة 1.1 في المائة بالنسبة للأسهم عالية الجودة في الولايات المتحدة.

وتتوقع “جي إم أو” أن الأخشاب فقط – إحدى فئات الأصول الغريبة والمفضلة بالنسبة لجرانثام – ستنافس أسهم الأسواق الناشئة على العوائد خلال تلك الفترة الزمنية.

آخرون يظهرون قناعة أقل، ويشيرون إلى أن الرياح المعاكسة على المدى القصير لا تزال قوية. أندرو ميليجان، رئيس الاستراتيجية العالمية في شركة ستاندرد لايف للاستثمارات، يقول إن تفضيله للأسواق المتقدمة على الأسواق الناشئة ليس قويا بقدر ما كان قبل بضعة أشهر. “نحن الآن ضمن تقييمات مثيرة للاهتمام فقط. إنها ليست سوقا تستطيع الذهاب باتجاه واحد فقط”.

ويضيف أن العد التنازلي للتقييمات المنخفضة “هو الصين، الصين، الصين. كيف يمكن أن تزدهر الأسواق الناشئة في مواجهة تدهور في الصين يبدو أنه سيدوم طويلا؟ ليس هناك بلد على الإطلاق راكم الديون بقدر الصين دون حدوث أزمة، وستكون هذه بمنزلة قصة نجاح إذا استمر النمو في التباطؤ فقط”.

إن رسم صورة عامة واحدة لمجموعة تشمل روسيا العدائية والغنية بالطاقة، وأكبر ديمقراطية في العالم ـ الهند ـ وثاني أكبر اقتصاد ـ الصين ـ قد ينطوي على نوع من الخطر. لكن تأثير الصين لا مفر منه.

كذلك يشعر كثير من المحللين بالقلق من أن الأزمة في البرازيل، حيث المشاكل المالية معقدة بسبب فضيحة سياسية، ستتفاقم قبل أن تنحسر.

يقول آجاي راجادياكشا، مختص الاستراتيجية الكلية العالمية في باركليز: “إذا كان لا بد من التعميم، فمن العدل القول إن فئة أصول أسهم الأسواق الناشئة هي آسيوية في الأغلب، حيث تشكل المنطقة ما يقارب 70 في المائة من القيمة السوقية”.

وينصح العملاء بأن ينتظروا حتى تستقر أسواق العملات وتصبح التوقعات للتجارة العالمية مشرقة قبل الغوص في الاستثمار.

ويعتمد الكثير على مسار تحول الاحتياطي الفيدرالي عن سياسة سعر الفائدة القريب من الصفر، الأمر الذي يعتبر حاسما أيضا بالنسبة لقياس عوائد الأسواق الناشئة في المستقبل. والتوقعات تذهب إلى تشديد وتيرة أسعار الفائدة بطريقة محسوبة.

لكن التحول الأقوى من قبل الاحتياطي الفيدرالي، والتحرك السريع اللاحق إلى الأعلى في عوائد سندات الخزانة الأمريكية، من شأنهما سحب رأس المال من الأصول المحفوفة بالمخاطر، مثل الأسواق الناشئة، لتعود للبحث عن عوائد أعلى مقابل مخاطر أقل في الولايات المتحدة.

كل هذا يأتي في الوقت الذي تنحرف فيه المقارنات بين الاقتصادات الناشئة والمتقدمة. بين عامي 2005 و2009 كانت اقتصادات الأسواق الناشئة تنمو بواقع خمس إلى ست نقاط مئوية أكثر من العالم المتقدم. لكن هذا الفرق انخفض إلى نقطتين مئويتين.

يقول بين ليدلر، مختص استراتيجية الأسهم العالمية في “إتش إس بي سي”: “لا أرى أن هناك تحسنا سريعا على نحو خاص في الأسواق الناشئة. مع ذلك، القليل من الأنباء الجيدة سيكون كافيا لفترة من الوقت عندما تكون إحدى فئات الأصول غير مفضلة إلى هذا الحد”.