سلوى بعلبكي
يبدو ان “موسى” التفتيش عن الاجراء المكتومين في المؤسسات الذي تقوم به ادارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وصلت الى رقبتها، بعدما تقدم عضو مجلس ادارتها مهدي سليمان بشكوى الى مديرية التفتيش بأن لدى الضمان أكثر من 100 مياوم يعملون بصفة “عتالين” غير مسجلين لديه.
الشكوى التي تقدم بها سليمان الاسبوع الماضي، جاءت على خلفية ما أثاره زميله في مجلس الادارة رفيق سلامة عبر “النهار”، بأن “امانة سر الصندوق عمدت الى اعتماد اسلوب غير شفاف في تعيين اجراء مياومين تحت تسمية “عتالة”، وأن مجلس الادارة كان يسأل خلال مناقشته الموازنة الادارية عن حاجة الصندوق الى نحو 150 “عتالا”، فيما نفى المدير العام محمد كركي على نحو جازم معرفته بوجود اشخاص يعملون في الصندوق تحت هذه التسمية”.إلا أنه بعد “فضيحة” الباخرة التركية التي كانت تسير على خطى الصندوق، فتستخدم مهندسين تحت تسمية “عتالة”، تشجع كركي، وفق ما قال سلامة، واعترف بوجود “العتالين” ومن بينهم جامعيون يعمل بعضهم منذ 15 سنة في الضمان. ويقول سلامة في هذا السياق، “من الواضح ان هؤلاء “العتالين” هم اجراء مياومون يعملون على الفاتورة، على نحو متقطع ولكن بصورة دائمة. ويجب ان يخضعوا بهذه الصفة الى قانون الضمان الاجتماعي، لكن المدير العام يرفض حتى الآن الاقرار بهم كمياومين”.
وفق المعلومات، يعمل هؤلاء المياومون في مختلف ادارات الصندوق وبفئات مختلفة تراوح بين الخامسة والسادسة والسابعة. فمنهم من يعمل على ادخال المعلومات عبر الكومبيوتر وتصفية المعاملات وتوزيع البريد وغيرها من المهمات الادارية، وتاليا فإن حقهم في ان يكونوا موظفين في الضمان مماثل لحق 83 ناجحا في مباريات مجلس الخدمة المدنية الذين لاتزال الخلافات حول تعيينهم تعرقل الحاقهم في الصندوق.
وفيما لا تعتبر هذه الشكوى التي تقدم بها سليمان الاولى في الضمان، إذ سبقتها شكاوى تقدم بها بعض المياومين ولم تؤخذ في الاعتبار آنذاك، كلف المدير العام للضمان مفتشا للتحقيق في الموضوع، على أن يرفع تقريره الى مجلس الادارة فور الانتهاء منه.
وبما أن سليمان هو ممثل المهن الحرة في مجلس ادارة الضمان، فإن السؤال الذي يطرح هو: لماذا لم يتقدم ممثلو الاتحاد العمالي العام بهذه الشكوى من قبل؟.
قال رئيس الاتحاد العمالي غسان غصن في اتصال “النهار”، إن “الاتحاد سبق أن أثار الموضوع في مجلس الادارة مرارا، ولكن الادارة كانت تدّعي بأنهم “عتالة” ولا يعملون في الضمان على نحو دائم. علماً اننا التقينا المياومين ودعمنا تحركهم”. واشار الى ان “الشكوى التي تقدم بها سليمان أعادت الامل الى الاتحاد، فطالب ممثلوه مدير التفتيش بتقديم التقرير اللازم الى المديرية على أن يتم تسجيل المكتومين في الضمان، وتطبيق نظام المياومين عليهم الذي اعاد مجلس الادارة احياءه عبر القرار رقم 888”. وهذا النظام، وفق ما يشرح غصن، “يمنح المياومين جميع الحقوق التي تطبق على المضمونين بإستثناء تعويض نهاية الخدمة، وذلك في انتظار اجراء امتحانات لهم بغية تثبيتهم في الضمان عملاً بالقانون الذي شمل مياومي كهرباء لبنان”. وأمل أن يتم “تسجيلهم في الضمان في فترة لا تتعدى الشهر، خصوصاً انهم يعملون في الضمان منذ فترة طويلة”.
وعلى اهمية هذا الاجراء الذي يقضي بضمان نحو 114 مكتوماً يعملون في الضمان منذ أكثر من 15 عاما، ثمة من يسأل “هل تمهد هذه الخطوة الطريق أمام 83 ناجحاً في مباريات الفئة السادسة ما زالوا ينتظرون قرار تعيينهم منذ 3 سنوات؟”. وكان كركي أكد لـ “النهار” أنه اقترح توظيف هؤلاء في مباريات مجلس الخدمة المدنية “لسد النقص في مكاتب المناطق وخصوصا في طرابلس والمنطقة المحيطة بها، اضافة الى ان ثمة حاجة لتوظيف نحو 215 شخصا لمعالجة مشكلة الشغور في الضمان على كل المستويات”، مع الاشارة الى أن نتائج هؤلاء الناجحين ستلغى في كانون الاول المقبل بعدما مدد مجلس الادارة مفعول صلاحية المباراة سنة واحدة.