Site icon IMLebanon

أين شادي المولوي؟

 

 

كتب جهاد نافع في جريدة “الديار”:

 

من المتوقع،خلال ايام قليلة، ان تكر سبحة اطلاق الموقوفين الطرابلسيين المتهمين باحداث التبانة – جبل محسن من قادة المحاور والعناصرالتي تورطت بالاحداث بعد صدور الاحكام القضائية وبعد مضي قرابة السنتين على توقيفهم وابرز الذين سوف يفرج عنهم سعد المصري على ان يليه بعد اشهرقليلة زياد صالح المعروف بلقب زياد علوكي وسوف تتالى عمليات الافراج بعد مضي سنوات احكامهم ليعودوا الى ممارسة حياتهم المدنية بعيدا عن الضجيج والصخب الذي عاشته طرابلس لسنوات ولعبوا دورا باروا فيه وفق اجندات ليست خافية على احد وضعها التيار الازرق الذي جعل من طرابلس ساحة لتصفيات الحسابات السياسية وصندوق بريد للاطراف المتصارعة على الساحة اللبنانية.

يخرج قادة المحاور من السجون، فيما الاجهزة الامنية ترفع من درجة استنفارها لتلقي القبض على خلايا ارهابية عناصرها تهدد المجتمع بمخاطر امنية وهي خلايا لا تقيم وزنا للخطوط الحمر سواء كانت خطوط حمر دينية او اخلاقية او انسانية ..ومعظم هذه الخلايا – حسب التحقيقات – انها مشبعة بالفكر الارهابي التكفيري الذي يعتبر العمليات الانتحارية سلما للارتقاء الى الجنة حيث تنتظره حوريات العين.

التحقيقات التي اجريت مع الارهابي ابراهيم الجمل الذي اوقفه فرع المعلومات في القبة كان ينوي تفجير نفسه في جبل محسن حسب ما اعلنه رسميا وزير الداخلية نهاد المشنوق في مؤتمره الصحافي يوم امس، هذه الاعترافات إن دلت على شيء فانما تدل على حجم التغرير بالشباب الطرابلسي الذي خضع لغسيل دماغ من جهة، والى حجم المخاطر التي تهدد طرابلس من تغيير للمفاهيم الاسلامية التي نشأ عليها جميع المسلمين قبل تأسيس المدرسة الوهابية والغزو الفكري الوهابي طرابلس .

يقول احد المرجعيات الدينية ان المسؤولية كبيرة على المراجع الدينية الرسمية لانقاذ الشباب من الانتحار المجاني في المكان الخطأ ولانقاذ طرابلس والشمال من مخاطر امنية ستؤدي الى إشاعة الفوضى الامنية من جديد لكن هذه المرة على ايدي خلايا تكفيرية ارهابية تتحول كوادرها الى قادة محاور جدد بدلا من قادة المحاور الذين سيطلق سواهم وقد تعلموا دروسا ثمينة من عمرهم حين جرى توريطهم ودفعهم الى اشعال فتائل المعارك العبثية فاذا بمشغليهم يتخلون عنهم دون وان ينفضوا اياديهم منهم ودون أن يتعرضوا حتى للمساءلة الهامشية او رفعا للعتب.

تعرب المرجعية الدينية عن خشيتها اعادة تشكيل خلايا جديدة كلما انهارت خلية، وهذا التخوف عائد الى اسباب عدة ابرزها:

اولا – ان احد اهم الحلقات القيادية في تكوين الخلايا لا يزال بعيدا عن القبضة الامنية وهو الارهابي شادي مولوي الذي تنسج حوله الكثير من الروايات والشائعات منها انه تمكن من العودة الى طرابلس والتجوال في المدينة ومن ثم عودته الى مخيم عين الحلوة حيث يقيم في حماية جند الشام،وان زوجته لحقت به مع ولدهما الصغير.

ثانيا – ان عناصر قيادية تكفيرية اعلنت الولاء لداعش مثل(ن.س) و (ط.خ) لا تزال متوارية في الشمال وقدرة هذه العناصر على التخفي والتنظيم لا تزال قائمة رغم التدابير والاجراءات الامنية الفائقة الدقة وبالرغم من كشف الكثير من الخيوط وانهيار الشبكات ووقوعها بقبضة الاجهزة الامنية من مخابرات الجيش والامن العام وفرع المعلومات مما يجنب المدينة الكثير من الكوارث.

ثالثا – ان بعض منابر المساجد لا تزال خارج السلطة الدينية الرسمية وخطباء منابرها يواصلون التعبئة المذهبية سيما وان بعضها لا يزال يعقد في قاعات المساجد حلقات تدريس للفكر الوهابي والتكفيري .

رابعا – ان بعض رجال الدين ينعتون داعش بالخوارج فيما يسوقون لجبهة النصرة على انها الممثلة للشرع الاسلامي وينشطون في نشر فكرها بالرغم من كونها جبهة ارهابية متصلة بالقاعدة وهي جبهة تكفيرية لا تقل خطورة عن داعش…