Site icon IMLebanon

تفجير الضاحية… الأدوار والمسؤوليات!

 

 

تمكنت المديرية العامة للامن العام من توقيف كل من اللبناني ابراهيم أحمد رايد، والسوري مصطفى أحمد الجرف، وبالتحقيق معهما في إشراف النيابة العامة العسكرية، اعترف اﻻول بمشاركته مع آخرين في التخطيط للعملية اﻻنتحارية الإرهابية التي حصلت في 12 تشرين الثاني الجاري في برج البراجنة، اذ تولى نقل أحد الانتحاريين من اﻻراضي السورية الى شمال لبنان ومن ثم الى منطقة بيروت وتسليمه المتفجرات التي نُقلت كميات منها الى داخل لبنان، باﻻضافة الى صواعق وأسلحة فردية، وكان يتلقى أوامره وتعليماته مباشرة من أحد أمراء تنظيم “داعش” في الداخل السوري المدعو سطاع شريطي، ويدير شبكته اﻻرهابية الموزعة في طرابلس واﻻشرفية وبرج البراجنة. واعترف الثاني بإقدامه على تحويل اموال لحساب أعضاء الشبكة المشار اليها، وضُبطت في حوزته كمية كبيرة من الاموال.

وفي إطار متصل، استرعى الانتباه ما أعلنه وزير الداخلية نهاد المشنوق وما تبع مؤتمره من اجراءات تابعتها شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي التي تمكنت من توقيف محمود سرور ووالده سعد لتورط الابن في نقل الانتحاريين اللذين استهدفا الضاحية الى بيروت.
ودهمت فرقة من الشعبة بلدة اللبوة وقبضت على محمود، وعثر في منزله على مبلغ 450 الف دولار وهويات واخراجات قيد مزورة كان يعمل من خلالها على نقل متورطين الى العاصمة وبعضها لارهابيين قادمين من سوريا. وذكرت “النهار” ان سرور كان يملك بطاقة من الامن السوري تسهل عبوره من سوريا واليها من جهة الهرمل الى القصير السورية.

من جهتها، قالت صحيفة “الحياة”: “كما بات معلوما، فإن أحد اللبنانيين الموقوفين في طرابلس كان يستعد لتفجير نفسه في منطقة جبل محسن (غالبية سكانها من العلويين) بالتزامن مع التفجير الذي استهدف برج البراجنة . بينما أوقف لبناني آخر الثاني في البقاع الشمالي- ذكرت  صحيفة “الحياة” أنه من بلدة اللبوة- وأوكل إليه من قبل تنظيم “داعش” تحضير الإجراءات اللوجستية لتأمين انتقال الانتحاريين من سوريا إلى داخل الأراضي اللبنانية.

وفي التفاصيل اشارت “الحياة” الى أن القوة الضاربة في “شعبة المعلومات” دهمت منزلاً في جونيه (جبل لبنان) وأوقفت أحد أعضاء الشبكة، الذي تبين من خلال التحقيقات الأولية بأنه كان يؤوي (إبراهيم. ج) من حين لآخر الذي أوقف فجر الخميس الماضي في طرابلس من قبل “المعلومات” وكان يحمل حزاماً ناسفاً ومسدساً وقنبلة يدوية، وأن عطلاً تقنياً حال دون تفجير الحزام في عناصر الدورية التي أوقفته.

ولم تستبعد مصادر أمنية بارزة لـ”الحياة”، أن تكون له علاقة بالعبوة التي اكتشفها الجيش في “حي الأميركان” في جبل محسن ومعها ساعة توقيت لتحديد موعد تفجيرها بالتزامن مع قيام هذا الموقوف بتفجير نفسه بالحزام الناسف لحظة تجمع الأهالي في المكان المحدد لانفجار العبوة.

كما لم تستبعد أن يتم تفجير العبوة وأيضاً تفجير (إبراهيم ج) نفسه بالحزام الناسف بالتزامن مع التفجير الإرهابي في برج البراجنة.وكشفت المصادر نفسها أن هذا الموقوف كان أمضى في منطقة الرقة في سوريا أكثر من شهرين وعاد بعدها إلى طرابلس بعد أن أخضعه “داعش” لدورة تدريب “شرعية” وأخرى نفسية للتأكد من أنه الشخص “المؤهل” للقيام بعملية انتحارية ولن يتردد فور تكليفه بها.

وأكدت أنه بادر إلى عزل نفسه فور عودته من الرقة، رافضاً التعاطي مع أصدقائه وأفراد عائلته الذين شكوا من عزلته، وحاولوا استيعابه من خلال إقناعه بعدم القيام بأي عمل يدينه الإسلام، ولا يمت إلى تعاليمه بصلة.

وهذا ما كشفه شقيقه لدى الاستماع إلى إفادته قبل أن يخلى سبيله بناء لإشارة من النيابة العامة التمييزية.وفي هذا السياق تتواصل التحقيقات الأمنية مع هذا الموقوف من قبل قسم التحقيق في “المعلومات” بإشراف القضاء المختص للتأكد مما إذا كان المخطط التفجيري الذي كان ينوي القيام به، يلحظ وجود انتحاري آخر يفجر نفسه بعد وقوع الانفجارين في جبل محسن.ولم يظهر الموقوف حتى الساعة أي تجاوب. ولا يبدي تعاوناً مع قسم التحقيق. ويصر على الكتمان ما يعني أنه أخضع في الرقة إلى عملية “غسل دماغ” وإلى تدريب خاص يتعلق في كيفية تعاطيه مع التحقيق في حال اعتقاله.

وبالنسبة إلى السوريين الثلاثة الذين أوقفوا في دهم القوة الضاربة لمخيم برج البراجنة قالت المصادر نفسها إنه كان في الغرفة أثناء دهمها سبعة سوريين تبين من خلال التحقيقات الأولية أن لثلاثة منهم علاقة بالتفجير الانتحاري وهذا ما ظهر من خلال مصادرة عدد من الهواتف الخليوية يعود واحد منها إلى أحد الانتحاريين في برج البراجنة.ولم تستبعد مصادر أخرى كانت واكبت التحقيقات الأولية أن يكون قد طلب من أحد الانتحاريين أن يفجر نفسه فور حصول الانفجار في داخل مستشفى “الرسول الأعظم” بعد أن يندس بين المسعفين والأهالي الذين يسارعون إليه للاطمئنان على أقاربهم وأصدقائهم.

ولم تستبعد أيضاً أن يكون الانتحاري الذي وجدت جثته على الأرض من دون أن ينفجر الحزام الناسف الذي كان في حوزته، هو من ركن الدراجة النارية التي انفجرت في مسرح الجريمة وبداخلها ثلاثة أحزمة ناسفة وربما أكثر.

وفي خصوص توقيف اثنين من الشبكة الإرهابية في الأشرفية قالت هذه المصادر بأن “شعبة “المعلومات” تمكنت من توقيفهما رغم أنهما لم يستعملا هاتفيهما الخليويين للتواصل بأعضاء من الشبكة نفسها وهذا ما اعتبرته إنجازاً مهماً في ملاحقة أفراد المجموعة وتوقيفهما.

وأكدت أن هذين السوريين كانا يقيمان في شقة مستأجرة من قبل شخص آخر منذ نحو شهرين وأنهما كانا يقومان بتنظيفها لمحو آثار الجريمة. وقالت إن السوري السابق أوقف من قبل “الأمن العام” الذي سيبادر إلى تسليمه لـ”شعبة المعلومات” فيما أوقف الجيش سورياً يعتقد أنه وراء التفجير الأخير الذي استهدف “هيئة علماء القلمون” في عرسال البقاعية.

وتابعت المصادر: أن المدعو “أبو وليد” المقيم في الرقة، هو الذي يشرف على تشغيل الانتحاريين وأن تزويدهم بالأحزمة الناسفة يتم من قبل عناصر الشبكة الإرهابية الموقوفين حالياً، الذين يقومون بجمعها وتركيبها وأن جميع موادها من صنع محلي.

ورأت المصادر أيضاً أن توقيف اللبناني من اللبوة على خلفية قيامه بتهريب الانتحاريين إلى داخل لبنان بات يستدعي الإسراع في تطبيق الخطة الأمنية في البقاع الشمالي لأن من يتعاطى في التهريب والاتجار بالمخدرات والخطف لا يتوانى عن تسهيل انتقال الانتحاريين مقابل مبالغ مالية.

صحيفة “السفير” كتبت: “ماذا عن تفاصيل رواية التفجير المزدوج الذي استهدف برج البراجنة؟ وكيف توزعت أدوار المتورطين فيه؟.

عند الثالثة والنصف فجر الخميس الماضي لاحقت دورية أمنية في طرابلس شابا (ابراهيم الجمل) كان يقود دراجة نارية، بطريقة تثير الشبهة، فلما حاولت الدورية توقيفه شهر مسدسه في اتجاه عناصرها، الذين لاحظوا سلكا يمتد من تحت كمّ قميصه، فسارعوا إلى الانقضاض عليه وتوقيفه، علما أنه حاول في تلك اللحظة تشغيل حلقة الحزام الناسف لتفجيره، إلا أنه لم يتمكن من ذلك. (ظهر لاحقا التطابق بين هذا الحزام وبين الاحزمة التي استخدمت في تفجير البرج).

بعد وقوع العملية الإرهابية في برج البراجنة، تَسارَعَ إيقاع التحقيق مع الجمل، فيما كانت القوى الأمنية (فرع المعلومات والأمن العام) تلاحق الخيوط الأولى التي تم تجميعها، لتتكشف سريعا المجموعة الإرهابية، من مخططين ومنسقين ومسهلين ومنفذين، بالاستناد إلى المعلومات وتحليل «داتا» الاتصالات والصور المأخوذة من المتجر الذي اشترى منه هاتفه الخلوي.

ويمكن القول إن المجموعة الإرهابية تحركت عبر ثلاث محطات هي: جرود عرسال حيث الإدارة، طرابلس حيث التجهيز، وبرج البراجنة حيث التنفيذ.

وفي المعلومات، أن المُخَطِّط هو أحد أمراء «داعش» في جرود عرسال (س. ش.) الذي يتلقى أوامره مباشرة من «أبي البراء» الذي هو على صلة مباشرة بأحد القياديين البارزين في «داعش» والمدعو «أبو ايوب» العراقي المصنف بأنه جزء من الحلقة الضيقة القريبة من أبي بكر البغدادي.

وأظهرت التحقيقات أن المحرّك والمهرّب اللبناني إبراهيم ر. أدى دورا كبيرا على صعيد التجهيز والنقل، الأمر الذي تطلب منه زيارة مدينة طرابلس قرابة خمس مرات، تولى خلالها تنفيذ المهمات الآتية: في المرة الاولى نقل 1500 صاعق، في المرة الثانية نقل 250 صاعقا، في المرة الثالثة نقل كميات من المتفجرات، وفي المرة الرابعة نقل الانتحاري الاول واسمه «عامر» من عرسال إلى طرابلس، ثم سلمه إلى أحد عناصر «داعش» في نقطة قريبة من بيروت.

أما الانتحاري الآخر فقد انتقل من الرقة إلى تركيا ومنها إلى مطار بيروت ثم عرسال حيث استلمه إبراهيم ر. الذي نقله إلى شقة الأشرفية.

وفي 10 تشرين الثاني، استلم إبراهيم ر. حقيبتَين من طرابلس، واحدة مموهة فارغة، وثانية تحوي الاحزمة والمتفجرات التي جرى تجهيزها، وقد تولى تسليمها إلى الانتحاريَّين اللذين كانا يقيمان في أحدى الشقق في الأشرفية، بالتنسيق مع شخصَين، يملك أحدهما منزلا في مخيم برج البراجنة.

وتولى شخص من آل (د.) تحضير شقة الأشرفية للانتحاريَّين، كما نقلهما إلى مطعم الساحة، على طريق المطار، مساء يوم الجريمة الإرهابية، حيث شربا القهوة ثم أقفلا هاتفَيهما الخلوي واصبحا خارج السمع، إلى أن نفذا التفجير المزدوج.

وعمد (د.) إلى استطلاع مكان التفجير المزدوج، كونه مقيما في مخيم البرج، مع الإشارة إلى أن حوالة مالية وصلته من شخص مقيم في حمانا، أُلقي القبض عليه إلى جانب ثلاثة سوريين.

وبينما أكّد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لـ «السفير» أن هناك حربا إرهابية حقيقية ومفتوحة تُخاض على لبنان وتستوجب التعامل معها بأعلى قدر ممكن من المسؤولية والجهوزية، كشف المشنوق في مؤتمر صحافي أمس عن أن عملية برج البراجنة كانت تستهدف مستشفى الرسول الأعظم، لكن الإجراءات الأمنية المحيطة به جعلت الإرهابيين يغيرون الخطة.

وأوضح أن الشبكة الإرهابية التي كشفها «المعلومات» تتألف من 7 سوريين موقوفين ولبنانيَّين اثنين، لافتا الانتباه إلى أن من بينهم خمسة انتحاريين (انتحاريا البرج، وانتحاري جبل محسن الذي أوقف في طرابلس، وانتحاريان لم يدخلا الأراضي اللبنانية) ولكنّ اعتقال «المعلومات» الانتحاري إبراهيم الجمل (21 سنة) في طرابلس، وعدم قدرة انتحاريَّين آخرين على الوصول إلى لبنان، عطّلا المخّطط.

كما كشف عن أن الجيش اللبناني ضبط 10 سيارات ودراجات نارية مفخّخة في منطقة عرسال.

ووفق بيان صادر عن المديرية العامة للأمن العام، تمكن الأمن العام من توقيف كل من اللبناني إبراهيم احمد رايد، والسوري مصطفى أحمد الجرف المتورطَين في التفجير الانتحاري المزدوج في برج البراجنة.

واعترف رايد بمشاركته مع آخرين في التخطيط للعملية الإرهابية، حيث قام بنقل أحد الانتحاريين من الأراضي السورية إلى شمال لبنان ومن ثم إلى منطقة بيروت، وتسليمه المتفجرات التي جرى نقل كميات منها إلى داخل لبنان إضافة إلى صواعق وأسلحة فردية، وكان يتلقى أوامره وتعليماته مباشرة من أحد أمراء تنظيم «داعش» الامنيين في الداخل السوري المدعو «س.ش.»، ويدير شبكته الإرهابية الموزعة في طرابلس والأشرفية وبرج البراجنة.

واعترف الثاني بإقدامه على تحويل أموال لمصلحة أعضاء الشبكة المشار إليها، وضُبط بحوزته كمية كبيرة من الأموال.

وبينما أُحيل الموقوفان مع المضبوطات إلى النيابة العامة العسكرية، لا تزال الأجهزة المعنية في الأمن العام تلاحق باقي أفراد الشبكة الإرهابية لتوقيفهم.