Site icon IMLebanon

الشعار يحذر من “هزات” لا تفرق بين أحد من أبناء لبنان

 

رأى مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، أن الذي حدث في ضاحية بيروت وفي باريس بصورة أخص، غريب كل الغرابة وبعيد كل البعد عن قيم الإسلام التي صانت النفس البشرية وأعطت حرية المعتقد لكل إنسان، لأنه لا إكراه في الدين، كما أن الاسلام جعل الحياة نعمة امتن الله بها على عباده، لذلك يعتبر الشعار ان المحافظة على الحياة من حيث هي، وعلى حياة مطلق إنسان أيا كان انتماؤه الديني او المذهبي أو السياسي أو المناطقي، تعتبر من الواجبات الدينية التي لا يحق لأحد على الاطلاق ان يتجاوزها، ومن بداهة القول ان نكرر أن الله تعالى ذكر في كتابه الكريم (أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)، كما أن الاسلام لم يعط حق القتال والجهاد إلا لمن قوتل من أجل دينه أو أخرج من بلده، وهذا بحد ذاته قيد شرعي يجعل من القتال قضية مشروطة لمن قاتلنا في ديننا أو أخرجنا من ديارنا، ولذلك فإن الإسلام لا يقر على الاطلاق ردات الفعل التي تحدث في عالمنا العربي والإسلامي أو حتى في العالم الغربي، لذلك فإن دم الابرياء مصون ولا يجوز على الاطلاق ان تتناوله ردات فعل أيا كانت الأسباب.

وردا على سؤال، قال الشعار في تصريح لصحيفة “الأنباء” الكويتية: «من الأمور المؤسفة والمؤلمة جدا، أن يصل إلى أسماعنا بعض المواقف والآراء عبر مواقف التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الأخرى، بأن الذي يحدث إنما يُنسب إلى الإسلام الدين الحنيف الذي هو رحمة للعالمين، والحقيقة ان الاسلام حرم على الإنسان الاعتداء فضلا عن القتل وإراقة الدماء، كما حرم سلب حرية الآخرين أيا كان هذا الآخر حتى لو كان في المعتقد الذي يخرج فيه الإنسان عن المعتقدات السماوية كلها.

لا أعتقد أن عاقلا ومتبصرا عرف من الاسلام أقل القليل، يمكن ان ينسب إلى الاسلام ما يحدث في هذه الأيام، لا سيما أنه ردات فعل نتيجة ظروف متعددة ينبغي للعالم ان يقف عندها ويتدارسها ويبادر إلى حلها.

ربما يكون الظلم او الفقر او الجهل او الاعتداء على اخواننا في فلسطين وسواها مما يحدث من تدمير وحرق وانتهاك حرمات، له اثر بهذه الافعال التي صدرت من فكر ربما لا يرى إلا الانتقام والانتصار للنفس على غير هدى».

وأردف الشعار: «العقلاء لا يُحمّلون ما يجري في العالمين العربي والغربي الى مليار ونصف المليار من المسلمين في العالم، والتاريخ الإسلامي خير شاهد على أن المسلمين خلال 1400 سنة لم يصدر منهم وعنهم أي نوع من الاعتداء على الآخرين.

وعما إذا كان يخشى تكرار الهجمات الإرهابية في الداخل اللبناني، قال الشعار: «حمل المؤتمر الصحافي لوزير الداخلية نهاد المشنوق الى اللبنانيين تخوفا كبيرا من أن الايام القادمة ستكون قاتمة وحبلى بالمخاطر، وربما ستشهد بلادنا بعضا من هذه الهزات والمظاهر التي لا تفرق بين أحد من أبناء الوطن، لكن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي كما سائر الاجهزة الامنية ساهرة على أمن الوطن واللبنانيين.