يتعلّق المشروع بتركيب أعمدة إنارة على الطاقة الشمسية في عدد من المناطق شملت الدورة وجونية والبترون، وهي كناية عن 500 مصباح على الطاقة الشمسية.
هذا النموذج يطرح تساؤلات حول أسباب عدم تعميمه على كل طرقات لبنان، نظراً لفاعليته وتداعياته الايجابية، من ناحية السلامة المرورية، توفير كلفة إنارة الطرقات بالكهرباء، ومعالجة مشكلة التقنين الكهربائي الذي تقوم به مؤسسة كهرباء لبنان والذي يحوّل الطرقات الى ظلام دامس.
في هذا الاطار، أوضح مدير المركز اللبناني لحفظ الطاقة بيار خوري لـ»الجمهورية» ان أعمد الإنارة التي تمّ تركيبها من خلال الهبة الصينية بدأ تشغيلها وأصبحت تؤمّن الإنارة ليلاً في مناطق الدورة، البترون وجونيه.
وشرح ان كلفة المشروع بلغت 3,6 مليون دولار، وبالتالي تعميم هذا النموذج على كل طرقات لبنان مشروع مكلف ويحتاج الى تمويل. لكنه قال ان هذا الامر لا يعني ان المبادرات غائبة، «فوزارة الطاقة منذ العام 2010، عمدت الى تركيب أكثر من 3000 عامود إنارة عامة على الطاقة الشمسية، من موازنتها الخاصة، استفادت منها أكثر من 120 بلدية، في عدّة مناطق، منها: القبيات، أكروم، الهرمل، زحلة، بعلبك، اللبوة، حاصبيا، شبعا، بنت جبيل، صيدا، صور وغيرها.
ولفت الى انه تمّ تركيب أعمدة إنارة في بعض المناطق، وفي مناطق أخرى، تمّ تبديل الإنارة على الاعمدة القائمة بإنارة تعمل على الطاقة الشمسية.
واعتبر خوري ان هناك دينامية شاملة في هذا الاطار، مشيرا إلى ان اليونيفيل يقدم كلّ فترة أعمدة إنارة على الطاقة الشمسية في المناطق التي تنشط فيها قواته، بالتنسيق التقني مع المركز اللبناني لحفظ الطاقة، كذلك الامر بالنسبة للاتحاد الاوروبي وبرنامج الامم المتحدة الانمائي.
اختيار المناطق
اوضح خوري ان اختيار المناطق يعود الى الجهة المموّلة للمشروع، «فخيار برنامج الامم المتحدة، على سبيل المثال، يقع في المناطق المتضررة من النزوح السوري، وخيار اليونيفيل المناطق التي تعمل ضمنها لتوطيد العلاقات مع البلديات والمجتمعات المضيفة.
أما الهبة الصينية، فقد اتُخذ قرار بها من قبل مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير الطاقة، اختيار المناطق التي تحتاج الى إنارة عامة والتي تفتقد في الاساس لعواميد الإنارة، والتي تشهد نسبة كبيرة من حوادث السير».
أما أعمدة الإنارة التي نفذتها وزارة الطاقة والتي يبلغ عددها 3000، فقد أشار خوري الى ان الوزارة منحتها للبلديات التي سدّدت متوجباتها المالية لمؤسسة كهرباء لبنان.
كلفة أعمدة الطاقة الشمسية
تعتبر إضاءة أعمدة الانارة من خلال استخدام الطاقة الشمسية، وسيلة من وسائل الحصول على الانارة بدون تكلفة تذكر. لكنّ كلفة تركيب عامود الإنارة على الطاقة الشمسية تبلغ وفقا لمدير المركز اللبناني لحفظ الطاقة، حوالي 1600 و1800 دولار. وفي حال وجود العامود واستلزام تحويله فقط للانارة عبر الطاقة الشمسية، تتقلّص الكلفة الى حوالي 1000 دولار.
وقال ان استبدال إضاءة الطاقة الكهربائية بإضاءة الطاقة الشمسية، يعني استبدال مصباح قدرته 250 واط، بمصباح قدرته 60 واط. مما يقلّص الاستهلاك بنسبة 75 في المئة تقريبا. علماً ان كلفة الـ60 واط هي صفر، كونها تعمل على الطاقة الشمسية، «وفعليّا يكون الاستهلاك قد تقلّص الى الصفر».
وفي عملية حسابية بسيطة، على أساس تسعيرة الكهرباء الحالية للإنارة العامة والتي تبلغ 140 ل.ل. كيلوواط ساعة/الشهر، تكون كلفة إضاءة كلّ عامود على الطاقة الكهربائية 8750 ليرة لبنانية ساعة. واذا تم اعتماد معدّل 10 ساعات إنارة ليلا، تبلغ الكلفة الاجمالية 87500 ليرة يوميّاً، و2 مليون و625 ألف ليرة شهريّاً.
في المقابل، تكون عيّنة الـ500 عامود على الطاقة الشمسية التي تم تشغيلها امس الاول، قد وفّرت ما قيمته مليارا و312 مليون و500 ليرة لبنانية شهريّاً. فكيف الحال إذا تم تحويل كل أعمدة الإنارة في لبنان الى الطاقة الشمسية؟