الخوف يخيّم على الملاعب… إجراءات أمنيّة لا مثيل لها… تأجيل مباريات…
وماذا عن الكلاسيكو؟
تقرير خالد مجاعص:
شاء القدر أن يكون لقاء المنتخب البريطانيّ والمنتخب الفرنسيّ في إطار المباريات الودّيّة الاستعداديّة لكرة القدم، الحدث العالميّ الأوّل على صعيد العالم، وذلك ليس لأهميّته في كرة القدم، إنّما لأهمّيته المعنويّة والأمنيّة بعد مرور 4 أيّام فقط على وقوع الأعمال الإرهابيّة التي هزّت فرنسا والعالم ومعها كرة القدم. فكلّ ما سبق انطلاق المباراة ليل أمس، أظهر من دون شكّ أنّ الأمور في كرة القدم العالميّة بعد ضربات فرنسا لم تعد كما قبلها.
فقبل ساعات من انطلاق هذا اللقاء، تمّ إلغاء مباراة بلجيكا وإسبانيا في بروكسيل لأسباب أمنيّة، وقبل لحظات من دخول المنتخبين الإنكليزيّ والفرنسي على أرض ملعب ويمبلي، تمّ نشر مئات من رجال الشرطة المسلّحين، وفرق الإنقاذ المتخصّصة في فضّ النزاعات، وفرق أخرى خاصّة بمكافحة الإرهاب لتأمين سلامة المباراة التي تابع بدايتها من أرض الملعب رئيس الوزراء البريطانيّ دايفيد كاميرون. فالتحصينات الأمنيّة التي سبقت مباراة إنكلترا وفرنسا في ويمبلي، ورافقتها أتت بالتزامن مع إلغاء مباراة ألمانيا وهولّندا في هانوفر قبل ساعة من موعد انطلاقها، حيث كان من المقرّر أن تحضر المستشارة الألمانيّة أنجيلا ميركل والعديد من وزراء حكومتها المباراة. وقال المتحدّث باسم الشرطة في هانوفر فولكر كلوفه، لوكالة الأنباء الألمانيّة إنّ هناك تحذيرات محدّدة بأنّ شخصاً ما في الملعب يرغب في إحداث تفجيرات بين الجماهير. وأضاف قائلاً: “إنّ التحذير الرئيسيّ جاء إلينا بعد نحو 15 دقيقة من فتح البوّابات في مشهد غير مسبوق على صعيد كرة القدم”. هذه المباراة كان سيحضرها أيضاً وفد رسميّ كان قد وصل من أمستردام، حيث قال وزير الرياضة الهولّندي إيديث شيبرز لمحطّة إذاعيّة هولّنديّة عقب عودته إلى بلاده: “يبدو الأمر وكأنّه خسارة، لكنّ أمن المشجّعين واللاعبين يحتلّ الأولويّة”.
ومن ردّة فعل مدرّب منتخب فرنسا لكرة القدم بعد نهاية لقاء إنكلترا وفرنسا بفوز إنكلترا 2-0، استدرك مراقبو اللعبة أنّ الفرنسيّين في هذا اللقاء كان تركيزهم وتفكيرهم بعيدين جدّاً عن كرة القدم، وذلك عندما قال ديدييه ديشامب: “أنا ممتنّ للغاية للجماهير التي حضرت إلى ملعب ويمبلي اليوم، ولكلّ الشعب البريطانيّ على الدعم الذي قدّمه في أيّام كانت عصيبة للغاية بالنسبة إليّ ولفريقي”. وأوضح: “المباراة كان لها بعد إنسانيّ. قدّم المنتخب الإنجليزيّ أداء جيّداً، ولا أريد أن أقلّل ممّا فعلوه لأنّهم لعبوا بصورة جيّدة للغاية، ولكنّنا لم نكن في حالة بدنيّة أو نفسيّة تمكنّنا من المنافسة، فقد افتقدنا لقدراتنا ولم نعد كما كنّا قبل هجمات باريس”.
من ناحيته، أعرب مدافع المنتخب الألمانيّ ونجم فريق بايرن ميونيخ جيروم بواتينغ في تصريحات نشرتها مجلّة كيكر الألمانيّة عن عدم قدرته حتّى الآن على تصديق ما حدث في باريس، وقال عن لقاء فرنسا وفريقه ألمانيا ليلة الجمعة في ستاد دو فرانس إنّه كان هناك في الملعب شعور غريب. وأضاف: “وأنا الآن سعيد لأنّني مع عائلتي”. وتابع النجم الألمانيّ قائلاً بشأن المباراة: “عند الانفجار الأوّل، نظرت إلى الجمهور، لكن لم يكن هناك شيء، وعند الانفجار الثاني، تساءلت ماذا يمكن أن يكون ذلك، لكن في الاستراحة عرفت بما حدث من خلال أسرتي وأصدقائي الذين كتبوا لي رسائل على الهاتف الجوّال، فأصبحت كمن يعيش كابوساً أو فيلماً خياليّاً”. وأكّد بواتينغ: “بالنسبة إليّ، كان هذا هو الموقف الأبشع طوال مسيرتي، لأنّنا كنّا قريبين جدّاً ممّا يجري من أحداث، لا بل كنّا في قلب الحدث”.
فما هو مؤكّد أنّ أوروبّا خلال هذه الأيّام تعيش على وقع التفجيرات الإرهابيّة الأخيرة التي هزّت فرنسا والعالم أجمع، وأسفرت عن وقوع مئات الضحايا بين قتيل وجريح فضلاً عن الأضرار المادّية الناجمة عن هذه الأعمال الإرهابيّة، وذلك عشيّة إقامة الحدث الأكبر على صعيد كرة القدم، وهو مواجهة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة، ليتحوّل صراع الكلاسيكو من: من سيخرج فائزاً؟ إلى: من سيخرج سالماً؟ وهل سيقام الكلاسيكو؟ وكيف؟
لا يمكن لأحد الإجابة عن هذه الأشئلة قبل 24 ساعة من موعد المباراة أو حتّى قبل لحظات من انطلاقها، كما كانت الحال في مباراة ألمانيا وهولّندا، وذلك على الرغم من تأكيدات مجلس الرياضة الإسبانيّ بأنّ الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة سيقام في موعده المحدّد مسبقاً ليلة السبت في 21 تشرين الثاني على ملعب سانتياغو بيرنابيو في مدريد.