Site icon IMLebanon

مفتاح مستقبل النفط الصخري الأمريكي يوجد في تكساس

ShaleOil2
إد كروكس وجريجوري ماير

صحراء غرب تكساس كانت في حقبة الحياة القديمة (العصر الباليوزي) مُغطّاة ببحر داخلي يعجّ بالحياة. هذا النظام البيئي الغني عاد ليلعب دورا حاسما في الاقتصاد العالمي بعد 250 مليون عام.

على مدى آلاف السنين، النباتات والحيوانات الوفيرة في ذلك البحر تحوّلت إلى احتياطات نفطية في حوض بيرميان، المنطقة الأكثر إنتاجا ومرونة بين المناطق الأمريكية التي تُنتج النفط الكثيف.

وصل الإنتاج في الولايات المتحدة إلى ذروته في نيسان (أبريل) الماضي وانخفض بمقدار 274 ألف برميل يومياً ليُصبح 9.324 مليون برميل يومياً في آب (أغسطس)، نتيجة الضرر الذي لحق بأعمال الحفر بعد انخفاض أسعار النفط في العام الماضي. التباطؤ كان من الممكن أن يكون أسرع لولا عاملان: المشاريع التي تجري في خليج المكسيك، حيث المُهلة الزمنية أطول، وقوة حوض بيرميان.

الإنتاج من اثنين من “أحواض” النفط الكثيف الرئيسية الأخرى في الولايات المتحدة – تشكيل حوض باكن في داكوتا الشمالية وحوض إيجل فورد جنوبي تكساس – كان يتراجع. وتعتقد إدارة معلومات الطاقة أن إنتاج النفط في حوض باكن سينخفض بحلول كانون الأول (ديسمبر)، بنسبة 12 في المائة عن ذروته في نهاية العام الماضي، بينما في حوض إيجل فورد، سينخفض بنسبة 25 في المائة عن ذروته في آذار (مارس).

مع ذلك، من المتوقع أن ينخفض الإنتاج في حوض بيرميان بنسبة 1 في المائة فقط عن مستوياته في أيلول (سبتمبر).

أمريتا سين، من شركة إينرجي آسبيكت الاستشارية، يتوقّع أن يبقى الاختلاف قائما. ومن المُرجّح، كما يقول، أن ينخفض الإنتاج الأمريكي نحو مليون برميل يومياً بحلول نيسان (أبريل)، مقارنة بالفترة نفسها عام 2015، لكن الإنتاج في حوض بيرميان “بالتأكيد لن ينخفض”.

حوض بيرميان، وهو منطقة مساحتها 300 ميل في 250 ميلا تمتد إلى نيو مكسيكو، هو الأحدث ضمن مناطق النفط الصخري في الولايات المتحدة، وشركات الإنتاج هناك لا تزال تعتلي منحنى التعلم.

وهذا الشهر قالت “إي أو جي ريسورسيز”، الشركة المُستقلّة التي قادت افتتاح حوض إيجل فورد، إنها دفعت 368 مليون دولار لحقوق الحفر في مساحة تبلغ 26 ألف فدّان من حوض بيرميان. وزادت تقديراتها للموارد القابلة للاسترداد في المنطقة إلى الضعف تقريباً ـ إلى 2.35 مليار برميل من مُعادِل النفط.

ووفقاً لبول سانكي، من شركة وولف للأبحاث، كان “الجذب إلى حوض بيرميان” هو المنطق الأكثر احتمالاً لنهج عملية الاستحواذ الأخيرة لشركة أباشي من قِبل مجموعة أناداركو، إحدى أكبر مجموعات النفط في الولايات المتحدة. وتملك شركة أباشي موقعا جيدا في حوض بيرميان – قال إيرنست لينديكر، نائب أول للرئيس في مجموعة أناداركو، في مؤتمر الأسبوع الماضي “إنه الحوض الذي يستمر بالعطاء”.

وانخفض عدد الحفارات التي تحفر في الآبار الأفقية بحثاً عن النفط الصخري بشكل حاد في جميع أنحاء الولايات المتحدة، لكن مع أنها انخفضت في حوض باكن بنسبة 68 في المائة منذ ذروته، و66 في المائة في حوض إيجل فورد، إلا أنها لم تنخفض سوى 49 في المائة في حوض بيرميان.

ويرى بعض المُراقبين تشابهاً مع “مارسيلو”، حقل الغاز الصخري الأغزر في الولايات المتحدة. لكن ليس هناك أي دليل بعد على أن حوض بيرميان سيُصبح “حقل مارسيلو للنفط”، ليتفوّق على جميع المناطق، وذلك بحسب آر. تي. دوكس، من شركة وود ماكينزي.

السمة البارزة في حقل مارسليو هي أن الآبار استمرت في التحسّن. في المقابل الموارد المُستردّة المُقدّرة من حوض بيرميان هي نفسها كما في حوض باكن.

مع ذلك هناك أسباب وجيهة للاعتقاد أن حوض بيرميان سيلعب دورا حاسما في دعم إنتاج النفط في الولايات المتحدة في العام المُقبل وما بعده. أحد هذه الأسباب هو أن المنطقة تملك كثيرا من التشكيلات التي تحمل النفط في طيّاتها، وغالباً ما تكون مُكدّسة واحدة فوق أخرى. وهذا يجعل من المُمكن الإنتاج من عدة مناطق في مكان واحد.

هناك سبب آخر هو أن احتياطيات النفط الصخري في حوض بيرميان في مرحلة مُبكّرة نسبياً من التطوّر. كانت المنطقة بمثابة مركز للتنمية التقليدية منذ العشرينيات. وعدد الحفارات التي تحفر في الآبار الأفقية في المنطقة لم يتجاوز عدد تلك التي تحفر في الآبار العمودية التقليدية إلا في عام 2013.

الشركات القريبة من “فك الشفرة” في بيرميان لديها حافز للبقاء هناك، حسبما يقول مايكل كوهين، رئيس أبحاث سلع الطاقة لدى باركليز. في المقابل، في حقلي إيجل فورد وباكن “مكاسب الإنتاجية وصلت إلى حدها الأدنى”.

سكوت شيفيلد، الرئيس التنفيذي لشركة بايونير، أعطى الرسالة نفسها في الأسبوع الماضي، حين قال “حوض بيرميان في المرحلة الثانية أو الثالثة من الإنجاز والاستهلاك، في حين إن حقلي إيجل فورد وباكن في المرحلة السادسة أو السابعة”.

انتهت الحياة في العصر الباليوزي بفعل الانقراض البيرمي العظيم، الذي يبدو أنه قضى على 96 في المائة من الأنواع الحية على الأرض. وبالنسبة إلى الوقت الحاضر، إنتاج النفط في حوض بيرميان لا يبدي أي علامات على التوجه نحو الانقراض. لكنه إذا اتبع مثال إيجل فورد وباكن من حيث التراجع، فإن هذا يمكن أن يكون علامة على أن نهاية عصر طفرة النفط الأمريكي حلت فعلا.