IMLebanon

ترحيل النفايات.. “أبغض الحلال”

waste-6

نظمت جمعية الخريجين التقدميين و”مؤسسة فريدريش ايبرت” مؤتمرا عن “دور البلديات في الادارة المستدامة للنفايات الصلبة” في فندق “كراون بلازا”، برعاية تيمور جنبلاط ممثلا بأمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر، وحضور وزير الزراعة رئيس اللجنة المكلفة معالجة ازمة النفايات المنزلية الصلبة اكرم شهيب، النائب السابق صلاح الحركة، المدير عام قوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص ممثلا بالمقدم روني بيطار، المدير العام لتعاونية موظفي الدولة الدكتور يحيي خميس، ممثل فريدريش ايبرت في لبنان اخيم فوكت، رئيس جمعية الخريجين التقدميين محمد بصبوص، مفوض الاعلام في الحزب رامي الريس ومفوض الثقافة فوزي ابو دياب، امين عام جبهة التحرر العمالي عصمت عبد الصمد، ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات اجتماعية ونقابية وثقافية وعمالية وبيئية وحزبية.

بعد النشيد الوطني، تحدثت نائب رئيس جمعية الخريجين التقدميين اكرام شيا واشارت الى “ان ازمة النفايات تحولت الى ازمة وطنية خانقة في البلاد، وقد عجزت القوى السياسية عن حلها”.
ثم رأى فوكت “ان موضوع ازمة النفايات الذي بدأ منذ اشهر ولا يزال، برهن ان معظم الخدمات الاساسية بحاجة الى ادارة مهنية، الجانب الايجابي من الازمة هو انه سيفتح آفاقا جديدة لاصلاح ليس فقط ادارة النفايات الصلبة لكن مواضيع اخرى”.

واشار شهيب الى ان هذا الملف الذي يعكس تعثر حله اذ بدأت الأزمة الضاغطة في 17 تموز عكس ما نحن فيه في لبنان من انقسام وتمترس خلف مواقف أدت إلى ضعف هيبة الدولة وهزال قدرتها على التصدي للمشكلات، والأمل أن تؤدي الأجواء الإيجابية التي تمظهرت في المواقف السياسية الأسبوع الماضي وما رافقها من موقف لبناني واحد في مواجهة الإرهاب الأعمى الذي ضرب في برج البراجنة وما تلاها من إيجابيات أكدتها طاولة الحوار وعكستها تصريحات الأمس، الأمل أن تؤدي هذه الإيجابيات إلى دخولنا جميعا قوى سياسية وحكومة ومجلسا نيابيا ومواطنين في مسار الخروج من نفق الإنقسام إلى عودة الدولة”.

وشدد على أن “بين الديمغرافية والأمن والطائفية والمذهبية والمناطقية والغايات بأنفس اليعاقبة والهمرجة الإعلامية والمراهقة البيئية “ضاعت الطاسة” وتعثرت خطة الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة التي أقرها مجلس الوزراء، أقله في مرحلتها الإنتقالية. وأول الأساب ضعف هيبة الدولة وعودة ثقة الناس، فقد نجحنا بخلافاتنا الداخلية ألا تبقى للدولة “هيبة” وخسرنا “ثقة الناس” ونكاد نغرق في مفاعيل الملفات المعطلة سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا وبيئيا وصحيا. وتحت عنوان “شو بيطلعلنا” تعطلت قرارات كثيرة لحل أزمة النفايات، الحراك تحرك على ريحة الإهمال في مواجهة الملف”.

وقال:”عندما تقدمنا بالخطة البيئية العلمية ثلثي الحراك رحب، والثلث المعطل حفز الناس ضد الخطة “المطامر سرطان، والنفايات بالشوارع والمكبات العشوائية لا يخترقها مرض بل بلسم لهذا الثلث المعطل”. بعض الإعلام نجح بإثارة الغرائز، وافقت على استلام كرة النفايات، كرة النار، وأدركت أن هذا الملف لا يتحمل “الرفاهية” إذا عجزت الدولة عن حل هذا الملف لا قيمة للبحث بملف آخر”.

واضاف:”حاولت أن أصل إلى مسار تشاركي، مناطقي، سياسي. حاورت الجميع، قادة، ومسؤولين و سياسيين، جمعيات وأحزاب بيئية وغير بيئية، رؤساء بلديات، مخاتير وأكثر. حاورت ممثلي الحراك، ومع الأسف الزبالة فرزت المواقف وفضحت القدرات: كثر، تعهدوا ولم يلتزموا، وقلة، أيدت لفظا وعطلت فعلا. وعند قلة القلة، إخلاص وصدق. لا مطمر في عكار إذا لم يكن آخر في البقاع، ولا مطمر في البقاع إذا لم يكن في الجبل أو الجنوب، ونفايات بيروت والضاحيتين يجب أن توزع وتقسم، برج حمود خط أحمر يطال حتى إزالة جبل عمره من سنوات الحرب. سقط منطق الشراكة وسقط معه حتى حق مرور الحل من منطقة إلى أخرى، حتى بعد المصنع على الحدود اللبنانية السورية”.

تابع:”اليوم أمام اللبنانيين 3 خيارات: استمرار المشكلة وإغراق أكثر، تنفيذ الخطة التي أقرت في مجلس الوزراء وأيدتها طاولة الحوار ولجنة البيئة النيابية بالسياسة وليس بالقوة، وهذا مستبعد بعد كل ما ذكرت، والترحيل المكلف والمشروط بمرحلة انتقالية باعتماد المستدام من الخطة عبر مساعدة البلديات ماليا وتقنيا وإداريا وحثها على ممارسة دورها بالكنس والجمع والنقل بعد الفرز والتدوير والشراكة مع غيرها بالمعالجة النهائية ومساءلتها إذا ما تأخرت عن مسار الخطة”.

وختم شهيب “بديل المطامر في المرحلة الإنتقالية من الخطة الترحيل، والترحيل “أبغض الحلال” ونصر على ألا تتعدى المرحلة الإنتقالية كحد أقصى 18 شهرا. في هذا العالم المجنون، وفي ظل جنون الرفض لمسار حل علمي بيئي لملف النفايات كان لا بد من حل إستثنائي يتحمل مسؤولية جنون كلفته كل من عطل وجيش على رفض. عسى الحل الإستثنائي يفتح الأفق لحلول عقلانية لما نعانيه على كل المسؤوليات، والأمل معقود على إخلاص وصدق قلة القلة وعلى نبل توجه الرئيس تمام سلام وهو منهم والثقة به رجل دولة شفاف ومسؤول يحمل هموم الناس ويتحمل عبء كل تعطيل”.