يرتاح جميع اللبنانيين اليوم الى الإنجازات التي تحققها “شعبة المعلومات” في مواجهة الإرهاب ومخططات “داعش” وشبكاتها في لبنان. حتى “حزب الله” يقف مذهولاً أمام حرفية “الشعبة” والمستوى الرفيع لقيادتها وضباطها وعناصرها في كشف الشبكات الإرهابية، تماماً كما حصل بعد العملية الانتحارية المزدوجة التي استهدفت برج البراجنة حيث تم كشف كل المخفي من الخلايا الداعشية، إضافة الى كشف الكثير من العمليات التي كانت تُحضّر من طرابلس الى بيروت، وإماطة اللثام عن مخازن متفجرات ومراكز تصنيع الأحزمة الناسفة، وصولاً الى اعتقال من يعمل على تهريب الانتحاريين والمتفجرات والصواعق الى لبنان.
ويمكن الجزم بأن عمل “شعبة المعلومات” وفّر على جميع اللبنانيين، وخصوصاً على “حزب الله” وبيئته الكثير من العمليات الإرهابية التي كان يمكن أن تؤدي الى كوارث بشرية هائلة.
وإذا كان إجماع اللبنانيون لا غبار عليه في مواجهة “داعش” ومخططاتها، فإن إنجازات “الشعبة” ليست ابنة ساعتها، وتحديداً في مواجهة الإرهاب. فسجلّ “شعبة المعلومات” حافل في مواجهة الإرهاب، بدءًا بكشف الإرهابيين الذي نفذوا عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بـ2 طن من المتفجرات في قلب بيروت، وصولاً الى اعتقال الإرهابي ميشال سماحة الذي لا يقلّ إرهاباً عن الموقوف عمر الأطرش على سبيل المثال لا الحصر، مع فارق أن سماحة قام بنفسه وبسيارته بنقل العبوات والمتفجرات من علي المملوك ومعلّمه بشار الأسد.
لا فرق بين إرهابي وإرهابي لأن هدفنا واحد هو تفجير لبنان وقتل شعبه. لا فرق بين اللبنانيين سواء كانوا في الضاحية الجنوبية أم في عكار. ولا فرق بين إرهابي يريد ارتكاب عملية إرهابية في الضاحية وبين إرهابي يريد تفجير تجمّعات المواطنين في عكار. بهذا المعنى لا فرق على الإطلاق بين عمر الأطرش وميشال سماحة، كما أن لا فرق بين أبو بكر البغدادي وبشار الأسد، سوى أن الأسد وسماحة وجدا بين اللبنانيين من يدافع عنهما وعن مشغّله بوقاحة غير مسبوقة!
ويمكن القول إن كل من دافع عن شبكة سماحة- المملوك- الأسد هو شريك في الإرهاب من دون أي التباس. ولا يمكننا أن ننسى أن هذه الشبكة تستخدم “حصانة” لعملائها في عبور المعابر الحدودية الرسمية من دون أن يجرؤ أحد على تفتيشهم، انطلاقاً من ارتباطهم ببشار الأسد. وهنا مكمن خطورة كبرى لأن هذا الواقع يجعلهم فوق المساءلة. ويقيناً أنه لولا جرأة الثنائي أشرف ريفي- وسام الحسن وبطولتهما لما تجرّأ أحد على اعتقال مستشار بشار الأسد الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة.
وهنا الأسئلة لا بدّ منها: هل تتابع “شعبة المعلومات” رصد عملاء الإرهابي بشار الأسد كما ترصد شبكات الإرهابي أبو بكر البغدادي؟ كم ميشال سماحة لا يزال حرّاً خارج السجن وحتى خارج دائرة المراقبة الأمنية أيضاً؟ وماذا عن المعلومات الأمنية التي تربط إرهابيي “داعش” وضباط بعثيين يستخدمونهم في خدمة نظام الأسد؟
في الخلاصة أنه لا مفرّ للبنانيين من التوحّد خلف مؤسساتهم الأمنية الشرعية، وفي طليعتها “شعبة المعلومات”، في مواجهة كل أنواع الإرهاب والإرهابيين من دون استثناء، وتحديداً إرهاب نظام الأسد الذي يعاني منه اللبنانيون منذ عقود كما يعاني منه السوريون منذ سنوات، هذا النظام الذي صدّر الإرهابيين الى لبنان والعراق باعتراف نوري المالكي.
أطال الله بعمر اللواء أشرف ريفي ورحم الله اللواء الشهيد وسام الحسن اللذين جعلا من “شعبة المعلومات” جهازاً أمنيا لبنانياً صرفاً ومتطوّراً لحماية جميع اللبنانيين في مواجهة كل المخاطر. وبئس كل من هاجم هذه “الشعبة” وخوّنها واغتال رئيسها.