حاوره رولان خاطر
أعرب الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون عن اعتقاده بأن لا تسوية في الأفق كما يتطلع إليها اللبنانيون. وقال: “إذا كانت تسوية السيد حسن نصرالله تتضمن العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية مقابل سعد الحريري رئيساً للحكومة، فهذه ليست بتسوية، بل فرض رئيس، غير مقبول من غالبية اللبنانيين، لسبب أساسي هو أن عون يؤيّد بقاء سلاح “حزب الله” خارج الدولة وخارج الشرعية، وبالتالي السؤال التي يُطرح: “هل هناك جهوزية لدى “حزب الله” لتقديم تنازلات سياسية”.
وقال بيضون: “الواضح أن الحزب ليس جاهزا لأي تنازلات، ولو كان هناك أي مؤشرات تدل على ذلك، لكان ظهر ذلك جلياً في مواقف الرئيس نبيه بري الذي يقوم بخطوات استباقية، وبالتالي، إن ما طرحه السيد نصرالله اليوم هو إعادة لما طرحه قبل ثلاثة أشهر”.
وذكّر بيضون بأنه عندما تمت الدعوة إلى طاولة الحوار في المجلس النيابي وتم وضع جدول الأعمال، جرى الحديث عن تسوية شاملة، وهذا يعني أن السيد نصرالله اليوم لم يأت بجديد، هو يحاول تلطيف الأجواء فقط، ولا مبادرة لديه.
بيضون، وفي حديث لموقع IMLebanon، اعتبر أن “حزب الله” يحاول إما فرض رئيس للجمهورية، او الإبقاء على الوضع الحالي كما هو، والأرجح هو الخيار الثاني لأن لبنان اليوم هو الورقة الأساسية لإيران في المفاوضات بشأن سوريا ومستقبلها، فلا تستطيع طهران التخلي عن الورقة اللبنانية قبل حصولها على ضمانات بشأن حصتها في سوريا.
بيضون، أسف لأن الأميركيين شرعوا الأبواب لإيران للدخول في معادلة المنطقة. وقال: “إنّ الموقف الروسي قصير النفس بينما الموقف الايراني طويل النفس، فإيران متجذرة في أعماق الوضع السوري، وهي صرفت على نظام الأسد نحو 35 مليار دولار، لا لتترك الساحة للروس، فالحد الأقصى للطموح الروسي تأمين قاعدة بحرية ومطار داخل سوريا، بينما إيران تسيطر على النظام السوري ولا تقبل باستبداله إلا إذا كان لديها الحصة الأكبر في أي نظام مستقبلي”.
وعن انعكاسات ما يقوم به تنظيم “داعش” على العالم والمنطقة، رأى بيضون ان ردة فعل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعد اعتداءات باريس الأخيرة لا تختلف عن ردة فعل الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بعد اعتداءات 11 أيلول، عندما قرر إعلان الحرب على الارهاب، في حين ان الأساس في محاربة التنظيمات الارهابية هو العودة إلى جذور المشكلة، وهي الصراع السني – الشيعي.
وفي هذا الإطار، شدد على أن جذور الصراع السنّي – الشيعي له علاقة بالسياسة الايرانية وميليشيات ايران، وبالتالي فإن أيّ حل سياسي لن يبصر النور إلا إذا تمت معالجة موضوع الميليشيات الايرانية، وعودة إيران إلى داخل حدودها.
وقال: “الغرب يستطيع المساعدة بإنضاج تسوية سياسية تنهي “داعش” ولكن عسكرياً لا يمكن محاربة هذا التنظيم، فالتنظيمات الارهابية لا يمكن إنهاؤها عسكرياً، بل بتسوية سياسية تؤمّن الاستقرار، وهنا يجب ضبط السياسة الايرانية التي تعتمد على تمويل ميليشيات معينة داخل حدود الدول إن في العراق أو في سوريا أو في لبنان، مما يساهم في إضعاف هذه الدول، وهذا أمر لا يمكن الاستمرار به”.
وجدد التأكيد على أن أيَّ إنهاء لتنظيم “داعش” يتطلب مصالحة حقيقية تبدأ بإعادة إيران إلى حدودها الطبيعية والسياسية.
واعتبر ان غياب الضغط الدولي على ايران يؤخر الحل في لبنان، وبالتالي، على الغرب وخصوصاً الأميركيين الذين ذهبوا بعيدا في مسايرة ايران على خلفية الاتفاق النووي، معاملتها أسوة بالأسد وبـ”داعش” لأن سياستها تخريبية كسياسة هؤلاء في المنطقة، ولا يمكن إنقاذ المنطقة إلا بوقف السياسات التخريبية.