بلباسها الشرعي، وقفت سجى الدليمي، مطلقة “الخليفة أبو بكر البغدادي”، أمام المحكمة العسكرية أمس، مع زوجها الفلسطيني كمال الخلف والمتهم ثالث لؤي المصري، بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلّح وجرائم تزوير وثائق واستعمال مزوّر. كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة، عندما قدّم رئيس المحكمة العميد خليل إبراهيم موعد جلستها على جلسات عدة أخرى، وأوعز إلى أحد العسكريين بإدخالها آخذاً في الاعتبار أنّ طفلها الرضيع، يوسف، معها، وأن أولادها الثلاثة الباقين ينتظرونها في سجن النساء في بعبدا.
لدى مثولهم أمام هيئة المحكمة، طلب إبراهيم من أحد العسكريين إخراج الطفل ريثما تنتهي الجلسة. لكنه التفت إلى لهفة الوالد إلى طفله، فطلب من العسكري تسليمه له لاحتضانه قبل أن يخرجه. ثم بادر الدليمي بالسؤال إن كان أي من الجمعيات تزورها، فردّت: “لم يزرني أحد منذ أربعة أشهر”، علماً بأن رئاسة المحكمة طلبت في الجلسة الماضية أن تتولّى إحدى الجمعيات الإغاثية الاهتمام بأولادها، وبينهم ابنة البغدادي. فكرّر العميد إبراهيم طلبه في هذا الخصوص. وأضافت الدليمي أنّ المحامي حنّا جعجع توكّل عنها، بعدما أبلغتها سجينة معها أنّه “شاطر”.
بعدها ترافع وكيل الدليمي، فاعتبر أن “ما يحصل مع سجى المثقفة غير مقبول. أنا جلست معها وأعرف أنها مثقفة. هي أقسمت لي إنها تفدي بدمها العسكريين وعرضت مساعدتها، علماً أنها لا تعرف رقم أهلها حتى”، فردّ رئيس المحكمة طالباً من المحامي “وقف هذا البازار” وإبعاد السياسة لكون الملف قضائياً. وتوجه إلى سجى قائلاً: “نحن جبناك يا سجى كرمال ولادك. كان دورك بعد ساعتين”، فردّت: “أجّلتوني أربعة أشهر”، فأجابها الرئيس بأن التأجيل بسبب عدم وجود محام ليترافع عنها. وأضاف: “هناك وسائل إعلام في القاعة. وأناشد أي جمعية أن تتقدم للاهتمام بأطفال سجى”.
وقد استمهل جعجع للاطلاع على الملف، فأُرجئت الجلسة إلى ٢٨ كانون الأول. فيما سمح رئيس المحكمة لخلف بمقابلة زوجته وطفله في غرفة جانبية لمدة ربع ساعة في وجود ضابط.