Site icon IMLebanon

بالتفاصيل.. روسيا تعتدي على سيادة لبنان جواً بشكل غير مسبوق في التاريخ

أعلنت وزارة الأشغال العامة والنقل، في بيان، أنّه “بعد ورود برقية عاجلة من جانب السلطات الروسية، اليوم الجمعة، تتضمن الطلب من ادارة الطيران المدني عدم استخدام المجال الجوي المقابل للاراضي اللبنانية ضمن مساحة وارتفاع محدّد بهدف القيام بمناورات بحرية، وذلك لمدة ثلاثة ايام في 21 و22 و23 من الشهر الحالي، وحيث انّ هذا الاجراء سيؤثر على حركة الاقلاع والهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي، نتيجة اقفال مسارات معينة، قامت وزارة الاشغال العامة والنقل بإنشاء خلية عمل طارئة لاتخاذ الاجراءات اللازمة والاتصال بمنظمة الطيران الدولي والسلطات المختصة في مجال الطيران، بما يضمن استمرارية حركة الاقلاع والهبوط في المطار مع مراعاة اقصى درجات السلامة العامة”.

وكان وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر قد عقد اجتماعاً موسعاً مع المعنيين في المديرية العامة للطيران المدني في مطار رفيق الحريري الدولي ـ بيروت، للبحث في كل الإجراءات التي يجب اتخاذها، حفاظاً على السلامة العامة. كما توجه زعيتر إلى المطار مرة ثانية، وعقد اجتماعاً آخر.

وأعلن زعيتر أنّ روسيا أبلغت دولاً عدة بمناوراتها، مشيراً الى أنّ هناك خطوطاً بديلة وآمنة سيسلكها الطيران اللبناني في ظل المناورات.

من جهته، قال المدير العام للطيران المدني بالتكليف ابراهيم ابو عليوى بعد الإجتماع: “بناءً لتوجيهات الوزير غازي زعيتر، يهمنا التأكيد للرأي العام اللبناني أنّ حركة مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت ستسير بشكل طبيعي وعادي”.

وذكرت “الوكالة الوطنية للاعلام” انّ وزارة الخارجية والمغتربين لم تتبلغ بعد رسمياً من القنوات الرسمية الديبلوماسية الروسية موضوع الطلب من ادارة الطيران المدني عدم استخدام المجال الجوي المقابل للاراضي اللبنانية ضمن مساحة وارتفاع محدّد بهدف القيام بمناورات بحرية، لمدة ثلاثة ايام.

وفي هذا الاطار، أوضح سفير لبنان في قبرص يوسف صدقة، في اتصال مع “الوكالة الوطنية للاعلام”، أنّ “المفاوضات بين مدير شركة “الميدل إيست” في قبرص نبيل أبو جودة مع مديرية الطيران المدني في قبرص، انتهت الى تحديد مسار طيران آمن للطيران اللبناني، إثر المناورات البحرية الكبيرة التي ستجريها البحرية الروسية في منطقة الشرق الأوسط، ويتحدد هذا الخط من المنطقة الجنوبية”.

من جانبها، أعلنت إدارة شركة طيران الشرق الأوسط “الميدل إيست” أنّه “استناداً إلى التعميم الصادر عن إدارة الطيران المدني اللبناني في شأن سلوك مسار جوي جديد بين لبنان وقبرص، فإنّ كل رحلاتها ليوم غد السبت ستقلع في المواعيد المحدّدة لها كالمعتاد، وأنّ بعض الرحلات الجوية المتوجهة إلى دول الخليج العربي والشرق الأوسط سوف تستغرق وقتاً أطول، بسبب سلوكها مسارات جوية جديدة”.

كما أعلنت شركة الطيران الفرنسية France Air ، في إتصال مع “الوكالة الوطنية للاعلام”، أنّه “تمّ تقديم موعد الرحلة المتوجهة فجراً من بيروت إلى باريس 50 دقيقة، نظراً للطلب الروسي”.

وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت عن الوزير غازي زعيتر قوله إنّ لبنان رفض طلباً من روسيا بتحويل مسار رحلات جوية مدنية في بعض المناطق، كي يتسن لموسكو إجراء مناورات بحرية في البحر المتوسط.

واكد زعيتر أنّ الروس طلبوا من مديرية الطيران المدني في لبنان تحويل مسار طائرات في منطقة محدّدة فوق المياه الدولية حيث يخططون للقيام بتدريبات، مشيراً الى أنّ التعطيل كان سيستمر ثلاثة أيام، لكنّ لبنان رفض لأنّ ذلك يتعارض مع مصالحه.

وكانت “الوكالة الوطنية للإعلام” قد ذكرت أنّ السلطات المختصة في مطار بيروت الدولي تلقت، اليوم الجمعة، برقية من البحرية الروسية تفيد بأنّ البحرية الروسية في صدد إجراء تمارين ومناورات بحرية بموجب احداثيات محددة، وذلك لمدة ثلاثة ايام، ابتداءً من منتصف هذه الليلة، ما من شأنه ان يؤثر بشكل مباشر على المجال الجوي اللبناني وعلى حركة الطيران من والى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت وفي الاجواء اللبنانية ما يؤدي الى تعليق الحركة الجوية بشكل شبه كامل.

وأوضحت الوكالة أنّ لبنان أجرى مفاوضات مع السلطات القبرصية المختصة لتأمين خط جوي موقت، إلا أنّ السلطات القبرصية إعتذرت عن الامر، لأنّ مجالها الجوي سيُقفل خلال الثلاثة الأيام.

وكان رئيس مجلس ادارة شركة “طيران الشرق الاوسط” محمد الحوت قد علّق، في حديث لـ”الوكالة الوطنية”، على الموضوع، بالقول: “انّ المسارات الجوية اللبنانية هي من مسؤولية الدولة في لبنان، وشركة “الميدل ايست” ستلتزم بأيّ قرار تتخذه الدولة اللبنانية وستتقيد به، فإذا قرّرت الدولة تغيير المسارات الجوية سنسير رحلاتنا وفق المسارات الجديدة. أما إذا قررت الابقاء على المسارات الحالية فستعتمد “الميدل ايست” المسارات القائمة الحالية”.

وكان النائب وليد جنبلاط أول من أثار الموضوع، عبر “تويتر”، حيث غرّد قائلاً: “وفق اخر اخبار الطيران المدني اللبناني، فانّ الروس أبلغونا اقفال أجوائنا لثلاثة ايام لا اكثر ولا اقل. وهذا أتى بمثابة امر. فهل الوزير باسيل على علم بهاذا الامر ام لا؟ يا لها من زيارة ناجحة الى موسكو”، وأضاف: “لا نريد ان نصبح حيّاً من موسكو وهناك الحد الأدنى من احترام السيادة اللبنانية. لا شك انّ زيارة موسكو مثمرة وناجحة”.

من ناحيته، علّق رئيس “حركة الإستقلال” ميشال معوّض، عبر “تويتر”، قائلاً: “الاعتداء الروسي على السيادة اللبنانية جواً بمحاولة فرض تعليق رحلات الطيران مرفوض تماماً. إنّ السيادة خط أحمر ويجب تقديم شكوى ولو رمزية إلى مجلس الأمن الدولي”.